|
تحقيقــات وتلتزم باتفاقيات جنيف والمبادىء الأساسية للحركة الدولية لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر.
إنها منظمة الهلال الأحمر العربي السوري التي أصبحت نشاطاتها وطموحاتها بحجم مساحة الوطن، فمن يعاين عن كثب تطور البنية التنظيمية للمنظمة ويستعرض عملها ويتابع مشاريعها وانجازاتها المختلفة خلال السنوات الأخيرة يكتشف أنها حققت إنجازات وقفزات نوعية تبعث على التقدير والاعتزاز، فبعد أن كان المتطوعون في صفوفها لا يتجاوزون الـ 120 شاباً وشابة وأربع سيارات وبضعة ملايين كميزانية فيما أصبحت اليوم تتباهى بدخول أكثر من 35 ألف متطوع ومتطوعة دون الـ 25 عاماً ومن هم فوق هذا العمر يوازي تقريباً العدد المذكور يتوزعون في الريف السوري والمدن والأهم أنه أصبح للمنظمة شراكات وتحالفات مع جميع المنظمات والمؤسسات الرسمية والوطنية والجمعيات السورية وهي تحظى بدعم كامل على الصعيد الحكومي الرسمي إلى جانب كونها شخصية اعتبارية تتمتع بالاستقلال المالي والإداري، والرئيس الأعلى للمنظمة السيد الرئيس بشار الأسد، ومقرها الرئيسي دمشق وفروعها منتشرة بجميع المحافظات. في الذكرى الـ68 لتأسيس الهلال الأحمر العربي السوري واليوم العالمي للهلال والصليب الأحمر الدولي الذي يصادف في الثامن من الشهر الحالي كان للثورة هذا الحوار مع الدكتور بشار الشعار وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر العربي السوري وقانون البحار للوقوف من الناحية التنفيذية والإشرافية على حقيقة جهود المنظمة وما تقوم به على الساحتين الداخلية والخارجية.
جماهير الهلال وقبل الدخول بالتفاصيل آثر الوزير الشعار أن يوجه التحية والتقدير والعرفان بالجميل إلى السلطة السياسية وقادة الهلال وقادة العمل الإنساني فيه والصفوف الأخرى من قواعد وإداريين ومنتسبين ومتطوعين والشكر الأكبر لجماهير الهلال وقال: لقد أبدعنا في سورية شيئاً اسمه جماهير الهلال فهناك منتسبون وعاملون وأناس مؤازرون وهذه جميعها لم تتم لو لا المصداقية والنجاحات التي حققها الهلال السوري، موضحا أهمية ا لدعم الكبير من قبل القيادة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد عندما سمح بإصدار طابع للهلال وهو بمثابة قفزة نوعية معنوية أمنت للهلال أهم أسباب النهضة الجارية. إلى جانب الدعم الحكومي لكل نشاطات المنظمة ومشاركة فعالياتها على الصعيد المحلي والخارجي تحديات جسر العبور وأشار الوزير الشعار إلى حجم التحديات الكبيرة التي تعرض لها الهلال السوري حيث مر بمراحل هامة واستثنائية نعتز بها وخاصة في السنوات القليلة الماضية أهمها الحرب الظالمة على العراق وما أنتجته من دمار وخراب وشهداء وضحايا، حيث كان لسورية النصيب الأكبر من هذه المعاناة بوجود أكثر من مليوني عراقي في تلك الفترة والآن مازال العدد يقارب المليون ومئتي ألف وبالتالي فإن كل ضيف عراقي حامل معه هموماً متعددة من الغذاء والوضع النفسي والمادي دون إخفاء محبة الوطن، وانطلاقاً من ذلك كان للهلال السوري معركة كبيرة بهذا الاتجاه أي بمثابة جسرعبور إلى العراق إذ قام بهذه المهمة بكل شرف وأخلاق وتحد وصبر ونفذ وانتصر بهذه المهمة الكبيرة على صعيد الوضع اللوجستي، إلى جانب تخديم الأخوة العراقيين في جميع المراكز الصحية المتعددة والتي تجاوز عددها الـ 26 مركزاً، منوها أنه في العام الفائت تم تخديم 660 ألف مراجع عراقي في مراكز الهلال الصحية وهذا رقم كبير ليس سهلاً وساعد بذلك للإنصاف منظمات وطنية ودولية وفي مقدمتها الحكومة السورية، وكان توجه الهلال بهذا الاتجاه بمثابة محور يربط المنظمات الدولية مع كل من وزارات التربية والتعليم العالي والصحة والإدارة المحلية والإسكان ومع برامج أخرى متعددة منتزعاً بذلك صفة موزع أدوار للعبور نحو المهام المذكورة لتخفيف معاناة العراقيين والصورة المقابلة هو أنه لا يمكن تخديم مواطن عراقي وإلى جانبه مواطن سوري دون أن ينال حصته من الخدمة والرعاية وهذه الحالة مستمرة إلى أن يستعيد العراق حريته ووحدته واستقلاله.
تجربة ناجحة بامتياز والتحدي الآخر صقلته تجربة عدوان تموز حيث كان للمجتمع السوري بكل أركانه منظمات شبيبة وطلبة واتحاد نسائي جمعيات أهلية دوراً بارزاً أو أثراً إيجابياً لا تمحوه ذاكرة الزمان. وأفصح الدكتور الشعار ما أفردته الخطة الخمسية العاشرة من معوقات وبنود يجب أن تأخذ دوراً مميزاً في الخطة الخمسية الحادية عشرة على صعيد المجتمع الأهلي السوري الذي أعطى تجربة ناجحة وهي تتابع عن كثب وتذلل الجهات المعنية الصعوبات التي تعاني منها، معرباً عن اعتزازه بما يملكه الشعب السوري من حصانة وطنية جيدة يعود الفضل فيها بشكل أساسي إلى ما دعمه وعمقه القائد الخالد حافظ الأسد من خلال فكر حزب البعث العربي الاشتراكي ومقومات الجبهة الوطنية التقدمية، حيث يعزز هذه المسيرة السيد الرئيس بشار الأسد بكل قوة. غيّرنا في الذهنية لقد غيّرنا في ذهنية الهلال الأحمر السوري بعد عدوان تموز 2006 هذا ما قاله صراحة الدكتور الشعار إذ لم نعد نخاف في الهلال من أية كارثة لا سمح الله أو أي عمل طارىء ما لأن المجتمع السوري برأيه محصن بشكل جيد، معطاء داعم للهلال ، للحكومة، للدولة وهو تحت المسؤولية جاهز لبذل الغالي والرخيص في سبيل عزته وكرامته، معترفاً بالقول أن لتلك المرحلة نكهة خاصة عند الاشتراكيين قربتنا جداً من عالم الأعمال حيث رسمت عطاءات وجهود الصناعيين والتجار الوطنيين السوريين وهم كثر لوحة رائعة في دعم وإنجاح المهام الإنسانية فهؤلاء أعطوا بسخاء للتخفيف عن معاناة الآخرين، هذه الحالة التشاركية في سورية غنية جداً يجب متابعتها وبنفس الوقت دراستها بغية تمتين العلاقة وتطويرها ما أمكن كوننا نعيش في خضم منطقة ليست مستقرة. أول دولة تقدم المساعدات وفي المشهد الفلسطيني كانت الحرب الظالمة على غزة تقشعر لها الأبدان ومنذ اليوم الثاني للعدوان الصهيوني الوحشي قامت سورية وبتوجيه من السيد بشار الأسد بإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة المنكوبة متقدمة بذلك على جميع الدول، وأضاف السيد الوزير أنه خلال 12 يوماً تم إرسال 2500 طن مساعدات غذائية، وبعد هذه الحرب لم يعد يهمنا بناء المستودعات كما كان في السابق إذ أصبحت المنازل والبيوتات السورية جميعها مستودعات للعمل الإنساني«الهلال الأحمر السوري» هذا التفاعل الحاصل كسبنا من خلاله والقول للدكتور الشعار ثقة المواطن والمنظمات الأهلية والحكومة والقيادة ومن خلال الانفتاح على جميع الأطراف نسعى لتنفيذ برامج الهلال بأسرع وقت ممكن لأن المعركة هي مع الزمن والتخصص والإشكالات التي تحصل يومياً نتيجة حجم الأعمال التي يقوم بها الهلال غالباً ما تحل في حينها وبالسرعة الكلية. إنجازات قريبة ومما أعلن السيد الوزير أن الهلال الأحمر وضع في الخدمة بدءاً من الثامن الشهر الحالي طائرتي إسعاف جوي وسيبدأ الإسعاف الداخلي في المدن ضمن ثلاث محافظات دمشق، طرطوس، حمص كما سيطلب قريباً من وزارة الاتصالات إعطاء المنظمة رقماً ثلاثياً للمساهمة مع الأخوة في وزارة الصحة بموضوع إسعاف المدن كما هو قائم في إسعاف الصحة. وهذا الإجراء هو يأتي في إطار المؤازرة للصحة وليس لأخذ دورها بالهلال يمتلك سيارات بجميع المحافظات. وسوف تستلم المنظمة في خطتها بداية عام 2011 بعض الطرق المركزية أي أنها ستخرج من المدن إلى هذه النقاط الرئيسية حيث يبدأ الآن تأهيل وتدريب الكوادر للانطلاق من الداخل أولاً ومن بعدها الانتقال إلى المحاور الطرقية. وأكد السيد الوزير أن النهضة الأساسية الثانية للهلال بدأت مع بداية 2004 حيث انتقلت الحالة إلى وضع متقدم على صعيد البنى التحتية فمن 4 سيارات و120 متطوعاً إلى وضع الدولة ما قيمة مليار ل.س للباطون وهذا ليس رقماً سهلاً إنه رقم التحديات في مراحل المؤازرة للأشقاء إضافة لافتتاح 92 شعبة هلال، كما يبنى حالياً سبعة مشاريع لتطوير مشفى هلال حلب بطاقم 150 سريراً و افتتاح مشفى بإدلب يستوعب 50 سريراً ، ومشفى حروق في حمص يضم 74 سريراً وهو بطوره النهائي ويتم أيضاً بناء مشفى أطفال بدمشق سعة 150 سريراً وفق أرقى المعايير والمقاييس الحديثة كما بدأ الهلال ببناء مشفى في اللاذقية وآخر قريباً في طرطوس ، فيما يستعد مشفى الرقة سعة 50 سريراً نسائية لإنهاء أعماله يضاف لكل ما تقدم بناء مستودعات مختلفة الاحجام تتجاوز آلاف الأمتار المربعة فيما سابقاً لم يكن يوجد أكثر من 150 م2 فقط مساحة في كل سورية، أيضاً لدى الهلال السوري 92 شعبة هلال في الريف و12 نقطة هلالية ومعظم العاملين بهذه النقاط والمراكز من المدرسين والمزارعين فيما الاتجاه بالمدن نحو الصناعيين لأن موضوع الكوارث يحتاج لمهن وحرف متخصصة « نجارين، حدادين، لحامين، كهرباء» علاقات جيدة يرتبط الهلال السوري بعلاقات جيدة مع دول الصليب والهلال الأحمر أبرزها الهلال الأحمر الإيراني والتركي والمجموعة العربية الإسلامية وكل من الصليب الأحمر الفرنسي والدانماركي والبريطاني والإيراني والإسباني وغيره إضافة للعلاقات المتميزة مع التجمعات الأهلية الوطنية، حيث لم تصل المنظمة إلى هذه المرحلة إلا بعد الانفتاح على الآخرين من منظمات ومؤسسات أهلية وحكومية أخيراً وبناء على كل ما تقدم قال الوزير الشعار.. نحن مرتاحون وفخورون بما أنجزناه بهذا الموضوع وما جرى في الهلال ما هو إلا جزء مما جرى ويجري في المجتمع الأهلي السوري بشكل عام فهناك انجازات حكومية رائعة وأهلية مشتركة، موضحاً أنه لم يعد هناك شيء تخصصي في المجتمع السوري نظراً للحالة التشاركية النوعية التي يساهم فيها الجميع كل من موقعه لأن الفشل ممنوع والنجاح مطلوب لكل الشركاء. نقاط وحروف - استقبلت سورية خلال عدوان تموز 112 قافلة من دول متعددة أرسلت جميعها بأمان إلى الأخوة اللبنانيين. - يمتلك الهلال حوالي 150 سيارة متعددة الاختصاصات، وشبكة اتصالات متطورة على مستوى القطر. - قطعت المنظمة شوطاً مهماً في مجال التأهيل والتدريب. - رؤساء وفود أجانب: نرغب بدراسة التجربة السورية الناجحة. - الهلال بعديده وتعداده هو ليس لسورية وحدها بل أصبح للمنطقة والعالم. - يستعد الهلال الأحمر السوري لوضع مركز الأطراف الصناعية وتأهيل المعاقين بالخدمة بعد استكمال التجهيزات تنفيذاً للاتفاقية المبرمة مع الهلال الأحمر الإيراني. |
|