|
|
فضائيات
فهاهي قناة (الشرقية) وفي برنامجها (طبق الأصل) تحاول أن تُنعش عقولنا وبأكثر من قصة إبداعية, لتحوِّلنا من الأرق إلى الألق الذي سببهُ ما قدمته ذات حلقة وكان عن شهرزاد الحكاية الشامية, الأديبة (ألفة الأدلبي), لتعود وذات حلقة أخرى فتروي شغفنا للمزيد من حكايا أرادتها كأفقِ المبدع (ممدوح عدوان) أو بالأحرى (الرجل الأبعد مدى).. إنه اللقب الذي قال الفنان (بسام كوسا) بأنه من أطلقه عليه, ولأنه وجده يكتب بلا مدى ويُخلص بلا مدى ويعشق بلا مدى, وأيضاً يفرح ويحزن ويغضب بلا مدى.. لِمَ لا.. و(عدوان) مبدع شامل.. حيث كان شاعراً ومسرحياً ومترجماً وكاتباً درامياً بل وفناناً لطالما تمنَّى ذلك قائلاً: «ماذا يعني أن أكتب أكثر من نوع.. وأنا مع كل هذا أتمنى لو أني أُتقن الرسم والعزف».. البرنامج يروي أدق مافي زوايا الخفايا عمَّن اختصَّهم بحكاياه. فهاهو ومثلما اخترق تفاصيل سيرة وأعمال (ألفة الأدلبي), يخترق تفاصيل سيرة وإبداعات (عدوان) ليستعرضها ومنذ طفولته وصولاً إلى ضريحه حيث رثاه الفنان (سعدون الجابر) وذلك عندما زاره مع العديد من أصدقاء إبداعه, فعزف وغنَّى الفراق والأسى. أيضاً, في البرنامج لقطات وأسرار دقيقة، وفيه أقوالٌ اختيرتْ مما قاله (عدوان) في مناسبات (خاصة أو صحفية) . شعرية أو اجتماعية أو سياسية أو مسرحية أو تلفزيونية وغيرها.. ربَّما, ولأنه (ممدوح عدوان) لم يكن يحتاج إلى شهادة تقييم وإنما إلى كلمةِ امتنان واحترام قدمها العديد ممن عايشوا إبداعاته ومنهم الملحن العراقي (كوكب حمزة) والمطرب (سعدون الجابر) وأيضاً الشاعر اللبناني (شوقي يزبع) والمصري (أحمد عبد المعطي حجازي) والفنان (بسام كوسا) والمخرج (هيثم حقي) وكلهم التقاهم البرنامج ليقدِّم بين كل فقرةٍ وصورة مما أُعدَّ عنه, ماقاله كل واحدٍ منهم عن هذا الرجل متعدد العطاء.. كذلك, تمَّ الحديث عن شخصية (عدوان) كرجلٍ من الجيل الغاضب والمهدَّد بضياع الهوية. هذا الغضب الذي حوَّل كتاباته ومنذ (النكسة) إلى ساخرة وجريئة وناقدة ولاذعة, وبنبرة قوية جعلتها تقتحم جميع البيوت علَّها توقظ في القضايا الروح الخائبة والمنكسرة.. |
|
