|
معاً على الطريق من أن نعيد نحن العرب تجربتنا مع الهند، فبعد أن كنا أقرب للتطابق في المواقف والمفاهيم من خلال عضويتنا وتأسيسنا لمنظومة دولية ثالثة غير منحازة في عالم ثنائي القطب، أصابنا الوهن والكسل وبتنا نتعامل مع البلد كما لو أننا قدره وهو فائضنا الاحتياطي، فجعلنا المجتمع الهندي من منسياتنا في العلاقات السياسية والتبادلات الثقافية والإعلامية، لنكتشف أن الفراغ الذي خلفه العرب قد تسللت إليه إسرائيل واحتسبته نقاطاً إضافية. فماذا عن الصين وكيف نرسم علاقاتنا معها على المستويين التنفيذي والاستراتيجي؟. المتابعون للإعلام الصيني يرون تسرباً لمصطلحات تعكس مواقف وأحكاماً لا تخدمنا نحن العرب، فالمناضلون الفلسطينيون يصبحون مشاغبين، والأراضي المحتلة تصبح أراضي متنازعاً عليها، أم إن أراد الإعلام الإضاءة على مايجري في الشرق الأوسط فغالباً ما يكون المحلل أو الضيف معادياً بحكم الموقع أو المصلحة. في السياق نفسه أشار رئيس الوفد السعودي وكيل وزارة الإعلام السعودية إلى صعوبات واجهت بعثتهم الإعلامية عندما أرادوا تغطية معرض شنغهاي، ما اضطرهم إلى الاستعانة بوكالة أنباء أوروبية وسطاً لتأمين احتياجاتهم من المواد الإعلامية والتغطيات الإخبارية. هذه الشفافية في إبداء الرأي والملاحظات تنطلق دون شك من الحرص الشديد على العلاقات العربية الصينية والرغبة العميقة بتطويرها والارتقاء بها، لكن هل تكفي المصارحة، أم إننا نحتاج إلى إجراءات عملية وجدولة زمنية لتنفيذها؟. أمام هذه الصورة طالبنا من جهتنا بوضع بروتوكول سنوي لتوحيد المصطلحات مع التأكيد على مبدأ المعاملة بالمثل، ليس مابين الصين وكل دولة عربية، فهذا من غير الممكن أو المنطقي، بل ما بين الصين ومجموع الدول العربية، حيث نكون أمام كتلتين متقاربتين. الإعلام مؤسسة تعكس سياسات الدول واتجاهاتها تولد أمزجة شعبية تدعم الخطوات الإجرائية، أو تنخرها، ومصلحتنا ألا نترك للمصادفات رسم تيارات ستوجه حركة التاريخ وبوصلته. فهل استطاع هذا الملتقى أن يزيل بعضاً من الحواجز التي تشاغب على صورة المستقبل كما نشتهيه؟. أخشى أن يكون الجواب مؤجلاً، مثل تأجيل وضع الآليات التي طالبنا بتحديدها، مقابل حقيقة أن القناعة بما هو متوفر كنز لايفنى، لكني أضيف: صحيح أنها لاتفنى، لكنها تفني. dianajabbour @ yahoo.com |
|