|
درهم وقاية وأصبح بالإمكان التكهن باستعدادنا للإصابة ببعض الأمراض للحذر وأخذ الحيطة منها ... وهذا ما أطلق عليه الطب التنبؤي. إن ثورة الطب الحديث يتم تطويرها يوماً بعد يوم ، ونستطيع القول إنها المستقبل ... وهي تجد رواجاً كبيراً في الوقت الحالي ، بدءاً بالسكانر الكامل للجسم ، وبعض فحوصات الدم واللعاب وصولاً إلى تقنيات مراقبة نظام الجسم ودفاعاته ، وأصبح يمكن الحصول على قائمة بالأمراض التي يوشك أو يمكن للإنسان أن يعاني منها فيما بعد ، من دون أن تكون عوارض هذه الأمراض قد ظهرت بعد. أبرز الفحوصات المعتمدة هي الجينية منها ، التي تستطيع أن ترسم صورة للأمراض المحتملة ، لاسيما الوراثية منها، فالشخص الذي يحمل جيناً ذا استعداد سرطاني ، يملك قابلية أكبر سرطان مع الوقت ومعرفته ، لذلك ستساعده الفحوصات في متابعة حالته باستمرار ، واعتماد نظام حياتي أكثر حماية ووقاية له. في هذا المجال ، تميز هذه الفحوصات بين خلل جيني ، قد يكون مصدر مرض وراثي يظهر متأخراً ( وهنا تكون نسبة ضمان وقوع المرض شبه أكيدة ، إذا كان هذا المرض يملك أساسات وراثية بحتة، ولا يعتمد على العوامل الخارجية)، وبين خلل جيني لا يحمل استعداداً مرضياً للشخص ذاته ، إنما قد ينقله لأولاده ، الذين سيصاب بعضهم بالمرض حتماً ، إذا تزوج من امرأة تحمل الخلل الجيني نفسه. إلا أنه علينا أن نتذكر أموراً مهمة جداً : ليست كل الأمراض ذات مصدر جيني بحت ، وغالبيتها نتيجة اجتماع عوامل خارجية عدة مثل : النظام الغذائي والتسمم والبكتيريات وتلوث البيئة وما إلى ذلك. وختاماً ... قد تساعدنا الفحوص التنبؤية على الوقاية من بعض الحالات ، إلا أنها قد تشكل مصدر توتر واه وغير ضروري في بعض الأحيان ، ولدى بعض الأشخاص. |
|