تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل استيقظ الضمير؟

عين المجتمع
الخميس26-12-2019
ياسر حمزه

يقولون قد يكون الضمير وسادة من حرير أو وسادة من شوك ,هو غير مرئي وغير ملموس لكنه سلطة توجه و تحاكم وأحكامه قد تكون في غاية القسوة ,

وهناك من وضعه في مرتبة أعلى من القانون ,ويقولون أنه صوت داخلي يخاطب النفس بصمت عند التفكير والإقدام على فعل قد يلحق أذية بالآخرين‏

هذا المدخل الفلسفي عن الضمير يقودنا إلى ما نحن عليه الآن من أزمة ضمير مستتر أو محتجب عند الكثيرين‏

إن الأزمة التي تعاني منها سورية حالياً في جانب منها هي أزمة ضمير ميت أو نائم لا يريد أن يصحو‏

على مدى الشهور الماضية والبلاد تعيش موجة غلاء لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث وراءه أناس باعوا ضميرهم للشيطان ... همهم الوحيد تكديس الملايين في البنوك ولو كان على حساب هذا الشعب المظلوم‏

فرغم ان الأسواق متخمة بكافة أنواع السلع و لكن هذا المواطن لم يعد يستطيع شراء أي شيء لأن ثمنه أصبح خارج قدرته الشرائية، هو فقط يشتري الحد الأدنى للبقاء‏

جميع حملات الرقابة التموينية لم تفلح مع هؤلاء التجار والمستوردون اغلاق محلات ومتاجر لمدد طويلة وضبوط بعشرات الالاف‏

هنا بدأ العمل على استنهاض الجانب الخير لدى هؤلاء او بمعنى اخر ايقاظ ضميرهم النائم او المغيب من خلال اطلاق عدة مبادرات رسمية واهلية لحملهم على تخفيض اسعار منتجاتهم وتوجت هذه المبادرات بمبادرة وزارة الوقاف والتي حملت شعار / خفضوا أسعاركم واعتبروها زكاة أموالكم /‏

وهنا جاءت النتائج غير المتوقعة والتي فاجأت اصحاب المبادرة انفسهم من خلال العدد الكبير جدا من الفعاليات التجارية بكافة انواعها التي انخرطت في هذه المبادرة ولم يقتصر الامر على هؤلاء بل انضم اليها بعض المشافي الخاصة و مخابر تحاليل طبية وتصوير اشعة واطباء وجمعيات خيرية‏

لقد حق القول وكانت الجولة الأخيرة للخير على الشر والقناعة على الطمع نامل ونتمنى ان لاتكون صحوة الضمير هذه لدى هؤلاء الناس حالة عارضة او مؤقتة, وان لا يبقى ضميرهم فوق القانون و ان لايجردوا انفسهم من الانسان‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية