|
الجولان في القلب لكننا اليوم نتحدث عن قرية دمرتها أيضاً قوات الاحتلال الارهابي الصهيوني، الذي ارتكب المجازر ليس فقط بحق الانسانية، إنما بحق كل ماهو موجود فوق الأرض وتحتها.
اليوم نتحدث عن قرية «العدنانية» المحتلة والتي تقع في محافظة «القنيطرة» على بعد /3/ كم جنوب مدينة «القنيطرة» وقد شيدت القرية على سفوح تل بركاني يرتفع عن سطح البحر ألف متر، وعن سبب التسمية بهذا الاسم فإن القرية كانت تعرف باسم «الصرمان» غير أن هذا الاسم استبدل في عام 1953م باسم آخر هو «العدنانية» وذلك في إطار تغيير بعض أسماء القرى والبلدات والأقضية في «الجولان» و«العدنانية» نسبة إلى عدنان جد القبائل العربية «العدنانية» التي أقامت تقريباً شمالي الجزيرة العربية ووسطها وغربها، حيث تقع القرية وجميع أراضيها في الجانب الشرقي من خط تقسيم المياه في «الجولان» وهو خط يمر من ذرا المخاريط البركانية التي تمتد تقريباً باتجاه جنوب شمال، وتسيل مياه الأمطار الجارية على سطح أراضي القرية نحو وادي الرقاد، أي إن جميع أراضي القرية تقريباً تشكل جزءاً من الحوض الغربي في وادي «الرقاد»، ويحدها من الشمال أراضي «عين الصرمان» ومن الشرق القسم الجنوبي من أراضي قرية «جبا» وقرية «نبع الصخر» ومن الجنوب قرية «رويحينة» وقرية «بئر عجم» وقرية «المومسية» ومن الغرب قرية «عين زيوان»، ويبلغ متوسط ارتفاع أراضي قرية «العدنانية» عن سطح البحر نحو 980م، وتقع نسبة كبيرة من أراضي قرية «العدنانية» في حدود 1000 م وتهب على هذه الأراضي رياح شمالية غربية وغربية جنوبية قادمة من البحر الأبيض المتوسط وتغطي الأحراج مساحات كبيرة من أراضي القرية، وتميزت قرية «العدنانية» بالقرميد الأحمر الذي يغطي معظم منازل القرية وبارتفاع جدران الدار الخارجية وبكثرة الأشجار في المنازل وملحقاتها وبضخامة هذه الأشجار، ولاسيما أشجار التين والجوز والتوت حتى إن بعض الأشجار كان قطرها وارتفاعها يزيد عن عشرة أمتار، والقرية من أجمل القرى وخاصة في فصل الربيع حيث تورق الأشجار وتزهر، وكانت قرية «العدنانية» تشكل نحو 48٪ من سكان مدينة القنيطرة والتي كانت تضم حيين رئيسيين ووفق إحصاء عام 1954م بلغ عدد سكان قرية العدنانية نحو 957 نسمة. يمتد موسم الأمطار في القرية من شهر أيلول وحتى شهر أيار أي نحو تسعة أشهر، إذ تتميز بعض الأشهر بغزارة أكثر من غيرها ويعتبر شهر كانون الثاني أكثر الأشهر هطلاً للأمطار إذ يزيد معدل الهطل فيه عن 215مم يليه شهر شباط 150مم ثم شهر كانون الأول 140مم وبشكل عام فإن 70٪ من الهطل يتم خلال أشهر الشتاء الثلاثة، كما تعتبر منطقة العدنانية منطقة رطبة نسبياً رغم مظاهر الجفاف التي تسود في فصل الصيف وتعود هذه الظاهرة إلى عامل الارتفاع وإلى المؤثرات المحيطية، حيث تقع قرية العدنانية وأرضوها تقريباً في منتصف المسافة بين فتحتي مرجعيون في لبنان ومرج ابن عامر في فلسطين المحتلة إضافة إلى دور الأحراج التي تغطي مساحات كبيرة من أراضي القرية. أما التربة في أراضي العدنانية فهي من أصل بركاني تعود إلى المسكوبات البلايوسينية والرباعية، لقد تحولت الصخور البازلتية بفعل العاملين الميكانيكي والكيميائي إلى تربة يغلب عليها النوع المعروف باسم الليمون وهي تربة غضارية في جوهرها غنية نسبياً بالعناصر المعدنية. أما عن الزراعات فتعتبر الزراعة مصدر الدخل الأساسي لمعظم أبناء قرية العدنانية حيث تراوحت ملكية الأرض في الجولان ما بين 70 - 130 دونماً للأسرة الواحدة، وكانت تزرع بالمحاصيل الغذائية مثل القمح والعدس والحمص ومحاصيل علفية مثل الكرسنة والبيقية والشعير إضافة إلى الذرة الصفراء والذرة البيضاء وكانت زراعة الكرمة في الدرجة الأولى من الأشجار المثمرة، أما من حيث الخضراوات فكان يزرع البندورة والكوسا والقرع والفاصولياء واللوبيا والخيار والبطيخ بنوعيه، أما تربية الحيوانات فتأتي في المرتبة الثانية بعد الزراعة حيث كانت تربى في القرية الأبقار من النوع المعروف بالبقر الجولاني. أما عن الطرق والمواصلات فقد شكلت قرية «العدنانية» منذ أقدم العصور عقدة مواصلات حيوية تربط بين مراكز العمران، ولعل أهم الطرق في العدنانية - القنيطرة - بانياس - مرجعيون - صيدا - صور - والعدنانية - القنيطرة - دمشق وتتميز القرية بكثافة شبكة الطرق حيث قامت الحكومة في النصف الثاني من الخمسينيات بتعبيد طريق يصل القرية بطريق القنيطرة - الرفيد بطول يصل تقريباً إلى 3 كم وقد تم إيصال الطريق فيما بعد إلى قرية بئر عجم. قرية «العدنانية».. لوحة للفنان فاضل زكريا |
|