تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفوضى الخلاقة.. مشروع النكبة الثانية

شؤون سياسية
الأثنين 19 -6-2011
منير الموسى

قطري بن فجاءة شاعر من الخوارج يذكرنا بشكل مقلوب، من الماضي إلى الحاضر فالمستقبل ، بالروح الفتنوية التي تعم العالم العربي، خدمة لأجندات صهيونية وأميركية وأوروبية وأطلسية.

وقناة روسيا اليوم قدمت ندوة فيها ثلاثة محاورين عن التضليل الإعلامي الذي تقوم به قنوات الفتنة ،ولاسيما الجزيرة القطرية وضلوعها في الشؤون السورية من خلال دعم المنظمات الإرهابية في سورية ، وكلما زاد تضليلها وتلفيقها للأخبار ، وخاصة عند خروج أحد أركان الحكومات الغربية للحديث عن سورية ، وكأنما هو رسالة للتحرك الإرهابي أو إشارة أو أمر، تزداد العمليات الإرهابية .‏

واللافت أنك إذا وجدت الحكومة الأميركية راضية عنك فهذا يعني أن ثمة خللاً فيك. فالرضا له ثمن ، وزعزعة استقرار سورية مطلوب، لأن سورية لاخلل فيها، فنجد مطالب الأعداء تتحدد في أمور شتى، منها الموقف السوري من لبنان وفلسطين والعراق، ولذلك كانت سورية تحت الضوء الامبريالي بدءاً من احتلال العراق، إلى اغتيال الحريري ، مروراً بهزلية أسلحة الدمار الشامل وليس انتهاء بتمثيلية حقوق الإنسان.‏

ويعترف إيال زيسير، مستشار الحكومة الإسرائيلية في الشأن السوري باليأس من زعزعة استقرار سورية، ويعيد على المسامع مطالب الأعداء، ولكن عن طريق حملة يشنها على سورية وسياستها الخارجية وتحالفها مع المنظمات الفلسطينية وحزب اللّه وإيران. ولكن معظم الأوساط الغربية تعي حقيقة الحملة الشيطانية على سورية ومنها من يلبسها لبوس حقوق الإنسان ، ومنها من يبني الحقائق كما هي ، ويقول الباحث داريوس نازيمورايا من على موقع غلو بال ريسرتش البريطاني إن ماتتعرض له سورية مخطط لإبعادها عن جبهة المقاومة ولكونها الجزء الأساسي من ممرين هامين للطاقة في المنطقة تسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل لإحكام السيطرة عليهما، الأول يربط تركيا والبحر الأسود بالبحر الأحمر ، والثاني يربط العراق بالبحر المتوسط . واستهداف سورية يرمي إلى استسلامها كي يسيطروا‏

« واشنطن وحلفاؤها » على هذين الممرين وحرمان الصين من حقول الغاز الطبيعي قبالة الشواطىء السورية واللبنانية ، ومن هنا نجد أن أكبر حلف عسكري في التاريخ في أكبر المؤامرات ليس على سورية فحسب بل على ليبيا، ومصر ولبنان وكل الدول العربية. ومنظمة شنغهاي في مؤتمرها الأخير رفضت التدخل في الشؤون الداخلية للدول بدليل المواد الأممية 70-73.‏

ولعل الأهداف الأخرى تكمن في تفتيت الدول العربية لمنعها من تكرار تجارب القرن العشرين في التحرر، والتي أربكت الإمبريالية إضافة إلى أن التقسيم إلى كانتونات وإمارات سيريح إسرائيل التي تريد الاعتراف بها من قبل الدول، كدولة عبرية ، والرهان على ضرب سورية وزعزعة استقرارها وتقسيمها لعل من أهم غاياته على الصعيد الإسرائيلي هو طرد عرب 1948 لتكتمل مؤامرة النكسة ويكتمل وعد بلفور الذي مازالت تخدمه الدول الاستعمارية.‏

فإسرائيل تقوم بتدريبات يجريها الجيش والشرطة للتعامل مع الاضطرابات الكبرى التي ستحدث عندما تشرع إسرائيل بمشروعها التصفوي ، حيث تعتبر أن فلسطينيي عام 1948 هم « تسونامي بشري» يجب التخلص منه ولن يسهل تهجيرهم إلى الدول العربية إلا في ظل الفوضى التي تصنعها أميركا في المنطقة ونجاح مشروع الفوضى سيكون بداية النكبة الثانية للشعب الفلسطيني .‏

علماً أن المجلس الانتقالي الليبي الذي يتزعم المتمردين على النظام الشرعي في ليبيا، قد وعد الصهاينة بتوطين عدد كبير منهم في الجبل الأخضر في ليبيا ، ،هذا مايحضر له برنار ليفي، ومايحلم به الجاسوس الإسرائيلي الذي ألقت القبض عليه السلطات المصرية ، والسبحة ستكر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية