تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مع طبيب... آفاق من الأمل لمرضى العين والسكري

طب
الأثنين 20-6-2011
أجرت الحوار: هدى شمالي

تتعرض العين لأمراض عديدة ومتنوعة، شأنها شأن أي عضو في الجسم، وتختلف خطورة كل حالة بحسب أعراضها وانتكاساتها التي

قد يتعرض لها المريض، وسيقتصر حديثنا مع الدكتور عبد الرزاق عابدين عن مرض (المي البيضا) باعتباره من الأمراض الشائعة التي تصيب العين وقد واكب علاجه تطوراً طبياً ملحوظاً..‏‏

-بداية دكتور عابدين ما هي (المي البيضا والمي السودا)؟‏‏

- -البيضا هي فقدان بلورة العين لشفافيتها، يرافقه ضبابية في الرؤية، أما السودا فهي تتعلق بضغط العين، وتآكل العصب العيني، ما يؤدي إلى فقدان البصر واسمها العلمي (الزرق).‏‏

-ماذا عن الأعراض المرافقة للمرض وماأسبابه؟‏‏

- -الأسباب إما خلقية، تنشأ مع المريض منذ ولادته، أو نتيجة رض قوي تتعرض له العين، وقد تكون بحكم التقدم في السن، وفي هذه الحالة تظهر أعراض المرض إما بسبب استعمال بعض الأدوية، أو مزاولة المريض لمهن معينة تستعمل فيها النار، كالخباز مثلاً. وتظهر الأعراض كضبابية في الرؤية لدى المريض، وننصح هنا بعدم التأخر بمراجعة الطبيب، حتى لا يصل المرض إلى درجة عالية الخطورة، مما يستوجب القيام بعمل جراحي لاستحلاب البلورة (الفاكو) نتيجة قساوة ونضج (المي البيضا)، إضافة لتعريض العين لأمواج فوق صوتية بكمية كبيرة ، وهذا قد يعرض العين لضرر كبير، ويزيد من خطورة العمل الجراحي.‏‏

-تطورت طرق العلاج كثيراً.. هلا حدثتنا عن ذلك؟‏‏

 -كانت العملية تقام عن طريق شق محفظة الجسم البلوري، وترك الجسم يرتشف البلورة دون خياطة، ويبقى المريض فترة شهر على ظهره بعد العملية، وبعد ذلك تطور العمل الجراحي ليتم عن طريق استئصال البلورة كاملة بواسطة أداة شفط وخياطة الجرح، ثم تلت تلك المراحل عملية استئصال البلورة عن طريق التبريد، ولكن جميع الطرق السابقة كانت تتم بدون زرع عدسة داخل العين، فيضطر المريض بالاستعاضة عن البلورة بنظارة سميكة، أو بعدسات لاصقة خارجية.. ولكن مع التطور العلمي بهذا الاتجاه، أصبح الآن استخراج نواة البلورة ممكن، وزرع عدسة داخل العين بجرح كبير مع خياطة، وتطور أخيراً، إلى شق صغير جداً وزرع عدسة بدون خياطة للجرح، ويمكن للمريض من اليوم التالي مباشرة حياته الطبيعية، وهناك بعض الحالات المرضية لا يستغني فيها المريض عن النظارة.‏‏

-هل هناك مضاعفات للعمل الجراحي؟‏‏

- -المضاعفات قليلة ونادرة، ولكن قد تتجلى بعضها بارتكاسات في جسم المريض، بسبب المواد المستعملة أثناء العمل الجراحي، وتتم السيطرة عليها ومعالجتها دوائياً، وفي بعض الحالات تكون مقاومة قرنية العين قليلة وضعيفة، وينتج عن هذه الحالة وذمات، بسبب استعمال الأمواج الفوق صوتية، وهي تعالج دوائياً، لكنها قد تسبب في بعض الحالات انخفاضاً دائماً في الرؤية.‏‏

-ما النصائح التي توجهها للمريض؟‏‏

- -عند ارتفاع ضغط العين أو ما يسمى علمياً (مريض الزرق)، يتوجب على المريض مراجعة الطبيب بشكل دوري، ومتابعة العلاج بانتظام، إضافة إلى مراقبة الضغط لديه بفترات متقاربة، فهذا يحميه من فقدان الرؤية، حيث إن تطور العلاج الدوائي يجنب المريض إلى حد كبير الخضوع للعمل الجراحي.‏‏

كما أنصح المريض عند إقدامه على العمل الجراحي بالتخدير العام وليس التخدير الموضعي، خوفاً عليه من ردات فعله اللاإرادية التي قد يقوم بها العمل الجراحي، بالإضافة إلى قيامه بعدة فحوصات مهمة وضرورية قبل الجراحة مثل (فحص الدم – الضغط – القلب – معرفة ما يتناوله من أدوية).‏‏

-ما الجديد لمرضى السكري؟‏‏

- -في الماضي كان هناك مرض يصيب العين يسمى (التراخوما) ويسبب العمى، وقد انقرض هذا المرض وكان علاجه النظافة، أما الآن فأكبر نسبة من مرضى السكري تصاب بالعمى، وذلك بسبب اصابة شبكية العين، لذلك انصح مرضى السكري بضرورة زيارة الطبيب كل ستة أشهر لمراقبة الشبكية، وأن لا ينتظر حتى يشتكي منها، أو يصل إلى مرحلة خطرة تصعب معالجتها.‏‏

لقد تطور العلم كثيراً في مجال طب العيون، ومرض السكري، وحصلت قفزات مهمة في معالجتها دوائياً، وكانت نتائجها مرضية جداً. هذه الأدوية اعطت الأمل لعدد كبير من مرضى السكري، والخثرات الوردية بالعين مع استحالة اللطخة الصفراء الشيخية.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية