تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مثقفون سوريون: الإصلاح حاجة وطنية .. تفعيل الحوار ..التركيز على الشـــــباب .. التماشــــــي مــع روح العصر

سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الاثنين 20 -6-2011
لان الاصلاح حاجة وطنية ضرورية ويساهم في تعزيز قوة الدولة ومنعتها، فقد فتحت سورية كل ابواب الاصلاح وعلى مختلف الصعد، وصدرت الكثير من المراسيم والقوانين والاجراءات التي تصب في هذا الشأن، بما فيه خير ومصلحة المواطن والوطن.

هذا وتتنوع آراء المثقفين السوريين في نظرتهم لمفهوم الاصلاح ونقطة البداية التي ينبغي الانطلاق منها لتحقيق التنمية المبتغاة لسورية التي تمتلك من التاريخ والحضارة ما يشهد به العالم ولاسيما مع سمة اثبات الذات التي يتميز بها السوريون في أي مكان يصلون اليه.‏

ويتفق المثقفون السوريون كسائر أبناء سورية على ان الاصلاح يبدأ من الذات اولا ومن ثم اتباع الطرق الصحيحة في المطالب سواء اكانت اقتصادية أم اجتماعية أم سياسية مع الاخذ بعين الاعتبار الضغوط التي تمارسها بعض الدول الغربية استجابة لمصالحها ولمصالح اسرائيل في المنطقة.‏

سعد: الإحساس‏

بالمصلحة الوطنية العليا‏

الفنان جهاد سعد وصف ما تمر به سورية من أحداث بأنه منعطف تاريخي حاد مضيفا انه بات واضحا للعيان ان مؤامرة كبيرة حيكت ضد سورية والهدف الجوهري فيها هو تحقيق مصالح اسرائيل وأمنها وما يحدث الان يشبه محاولة اطلاق الرصاصة الاخيرة على صدر سورية الذي لا يستطيع ان يخترقه أحد .‏

وبين سعد ان المطلوب من الحكومة والشعب هو الاحساس بالمصلحة الوطنية العليا، فعلى الحكومة ألا تقول إن لدينا وقتاً طويلاً وعلى الشعب ألا يستعجل الحكومة، وقال من المهم اعطاء الفرصة لأصحاب الفكر والابداع في العمل والاستفادة من طاقاتهم وحيويتهم ولاسيما الشباب الذي تمتلئ بالطاقة ومن الممكن توظيفها في عملية البناء والاصلاح عبر انشاء نواد شبابية ومنتديات تضمهم تحت رايتها.‏

واضاف سعد: لم يستطع احد النيل من سورية عبر تاريخها لكننا الآن بحاجة الى وعي كبير لفهم ابعاد ما يحدث على الساحة الداخلية وقال: كلنا مع الحرية والتحديث والاصلاح، والحكومة جادة في عملية الاصلاح وعلينا ان نصلح ما بأنفسنا والدولة يجب ان تشارك بذلك بأقصى سرعة استجابة لإرادة الشعب.‏

وأكد ضرورة ان يتمتع الانسان السوري ولاسيما المثقف بعين واعية وان يقف الى جانب بلده في وجه من يركب موجة المطالب المشروعة للناس ويقوم بتنفيذ اعمال تخريب تستهدف الوطن وقال ان المطالب الاصلاحية لا تعني الفوضى أو حرمان الناس من العيش حياة طبيعية مثل باقي الايام.‏

وعلى الصعيد الثقافي يرى سعد ضرورة تقديم الحوافز والقدرة على اكتشاف المواهب لاسيما لجيل الشباب، واستشهد بواقع المسرح في سورية اذ يشير الى ان وزارة الثقافة لم تستطع النهوض بالمسرح الذي يعد أباً للفنون مؤكدا في الوقت نفسه ان المشكلة ليست مادية بقدر ما هي عدم المقدرة على اكتشاف المواهب والمبدعين وخلق المكان والزمان المناسبين لبناء مسرحي يتناسب مع اسم سورية.‏

وتنسحب ازمة المسرح بحسب سعد الى ازمة الحالة الثقافية بشكل عام ففي حالات من عدم وجود المهتم ولا الرقيب تتعالى رؤوس تستسهل العمل المسرحي وقال: اذا كانت الساحة فارغة فعلينا ان تعرف كيف نسير فيها لكي نكون واضحين امام الجمهور وعلى العمل الثقافي ان يحمل فكرا وقضية ولاسيما العمل المسرحي.‏

زغلولة: تفعيل الحوار‏

ورأى المصور الضوئي السوري المقيم في باريس نصوح زغلولة ان التعبير عن الرأي من حق الناس طالما انه يتم عبر وسائل سلمية وقال ان التظاهر مثلا ينبغي ان يتم بعد موافقة الجهات المختصة كما يجري تماما في اوروبا.‏

وأضاف زغلولة على السوريين جميعا التريث قليلا ليكون بوسع الحكومة تنفيذ الوعود التي التزمت بها واقرار غيرها والاهم من كل ذلك ان تكون المطالب غير مصحوبة بالعنف بل بتفعيل الحوار السلمي الحضاري مؤكداً انه من غير الجائز لاي شخص سوري ان يمد يده ليد اجنبية ضد الحكومة او الشعب لاننا قادرون على حل مشاكلنا بأنفسنا وهذا شيء أساسي في هذه المرحلة .‏

ورأى ان المطلوب الآن هو النهوض على المستويات الكبيرة سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية واصلاحها وتحديد اتجاهها بشكل عصري وحضاري وهذا ينعكس بشكل تلقائي على كل المستويات التي تتبعها.‏

علي: التركيز على الشباب‏

أما الفنان النحات مصطفى علي فقد اعتبر ان المرحلة التي تمر بها سورية حرجة جداً والضغوط الخارجية هي السبب الرئيسي وراء ذلك رغم ان هناك مجموعة من مطالب الاصلاح الشرعية والمحقة التي حركت الناس ويجب العمل عليها لتحقيق نوع من التوازن في الحياة الاجتماعية مؤكداً ضرورة التعامل مع تلك الاصلاحات بروح جديدة تتماشى مع روح العصر.‏

وقال ان القرارات الاصلاحية التي اقرتها الحكومة مهمة جدا حتى الان لكن طريقة التنفيذ وأدواته بحاجة الى مزيد من الدراسة لافتا الى اهمية التركيز على جيل الشباب الذي يمتلك قدرات هائلة على جميع المستويات ويستطيع ان يستفيد من خبرة وتجربة الاجيال السابقة.‏

وعلى الصعيد الثقافي لفت الفنان علي الى ضرورة تعديل طريقة تعامل الوزارات المعنية مع قضايا المواطن وتخليصها من البيرقراطية وأهمية تمتعها لروح المبادرة ومواكبة التجارب الخلاقة.‏

واشار الى ان حرية التعبير ضرورية جداً لان الانسان الحر هو المبدع الذي يستشرف ملامح المستقبل لذا ينبغي ان يكون لدى مؤسسات الدولة حس متنور وقدرة على تنفيذ مخططاتها من اجل دعم ورعاية المبدعين ولاسيما في المجالات الثقافية.‏

يازجي: تكريس ثقة المواطن بحكومته‏

من جهته أكد الدكتور حيدر يازجي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين ان الضغوط الغربية لايمكن قراءتها بأنها رغبات باتجاه تحقيق اصلاحات في سورية بل رغبة من تلك الدول في أن تدفع سورية ضريبة مواقفها القومية في العراق وفلسطين ولبنان اضافة الى تعزيز قوة اسرائيل في المنطقة.‏

وقال ان مواجهة هذه الضغوط يمكن ان تسهم في تدعيم الصف الداخلي والقضاء على الفساد والرشوة على أدنى المستويات الوظيفية.‏

واضاف ان قضية الثقة بين المواطن والحكومة ليست صعبة فكل انسان واع سيجد دلائل هذا التدعيم في خطاب السيد الرئيس بشار الاسد عندما وضع اجندة للاصلاح وقد بدأت هذه الاصلاحات ما يعطي مصداقية حول العمل بالاصلاحات وبالتالي تكريس ثقة المواطن بحكومته.‏

وفيما يتعلق بدور الاعلام لفت الفنان يازجي الى اهمية تقديم صورة أرقى مما تقدمه وسائل اعلام خارجية حددت اهدافها باستهداف استقرار سورية مؤكدا ضرورة مواكبة وسائل الاعلام السورية بكل تصنيفاتها المرئية والمسموعة والمقروءة للعصر والاستفادة من تقنياتها ولاسيما من وجود كوادر سورية قادرة على تحقيق هذا الهدف ودليل ذلك ان الاعلام السوري استطاع الى حد كبير تحديد رأي عام وجذب شرائح مهمة من المجتمع.‏

كما رأى يازجي ان الحفاظ على الهوية المحلية في المجالات الثقافية شيء مهم من خلال التحفيز المادي والمعنوي ولاسيما لجيل الشباب الذي اتجه في المراحل السابقة الى التغريب مشيراً الى ان تحقيق هذا المعطى يكون بدعم المؤسسات العامة والخاصة التي تهتم بهذا الامر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية