تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تواصل الاستنكار لجرائم التنظيمات المسلحة في جسر الشغور: كشفت خيوط المؤامرة المدبّرة وفضحت زيف المطالب بالحرية والإصلاح

سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الاثنين 20 -6-2011
الجرائم الوحشية بحق الإنسانية التي ارتكبتها التنظيمات المسلحة الإرهابية بحق عناصر الأمن كشفت زيف ادعاءاتها بالإصلاح والحرية لاتزال تلقى استنكار وتنديد الشخصيات الدينية والفكرية والأكاديمية

مؤكدة أنها أماطت اللثام عن عدوانيتهم للحياة والحضارة والوطن وهي محرمة شرعاً ومرفوضة وأوضحت أن تلك التنظيمات تقوم بهذه الممارسات والأفعال السادية نتيجة تنشئة اجتماعية وتربية دينية خاطئة ومستوى تعليمي متدن حيث يكون من السهل التأثير عليهم بآراء ومعتقدات ومغريات أخرى بهدف إبقاء الأوضاع في سورية في حالة من الغليان والفتنة.‏

فقد استنكرت شخصيات دينية وفكرية وأكاديمية الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الارهابية المسلحة خلال الاحداث وخاصة في منطقة جسر الشغور.‏

مرفوضة ومحرمة شرعاً‏

وقال الدكتور محمد حسان عوض أستاذ في كلية الشريعة بجامعة دمشق في تصريح لسانا ان الجرائم التي ارتكبها المسلحون والمقابر الجماعية التي اقترفوها بحق عناصر الامن في جسر الشغور أمر مرفوض ومحرم شرعا لان فيه اهانة للاموات بشكل عام وللشهداء بشكل خاص.‏

وأضاف ان انتهاك حرمة الميت تزداد عندما يكون القصد اخفاء الجرائم في مقابر جماعية تعد دليلا على بشاعة أخلاق مرتكبيها وقسوة قلوبهم وبعدهم عن التعاليم الشرعية واعتمادهم أسلوب القتل الممزوج بالتمثيل والتخريب والتهويل و التخويف.‏

غايتها ترهيب وتخويف المواطنين‏

ورأى الدكتور عبد الرحمن رشو استاذ علم النفس القضائي في كلية التربية بالجامعة ان ما قامت به التنظيمات المسلحة اجرام الغاية منه ترهيب وتخويف المواطنين وترويعهم لاجبارهم على تغيير سلوكياتهم تجاه ما تتعرض له سورية والا فسيكون أمامهم المصير نفسه مع امكانية الاستفادة منه اعلاميا.‏

واعتبر ان من يقوم بهذه الاعمال غالبا يكون لديه استعدادات نفسية سابقة ويطغى عنده الجانب الانفعالي على الجانب العقلي فيقوم بتنفيذ ما هو مطلوب منه مهما كانت بشاعته وفظاعته.‏

هدفها النيل من الوحدة الوطنية‏

وقال المحلل السياسي أحمد صوان إن جرائم التنظيمات المسلحة التي تم كشفها أثبتت استخدام وحشية يصعب وصفها ويمكن توصيفها سياسيا بأنها تهدف إلى ابقاء الاوضاع في سورية في حالة من الغليان والفتنة بحيث تشمل الاوضاع ليس فقط منطقة جسر الشغور التي اكتشفت فيها المقابر بل لتمتد إلى مناطق أخرى والى النيل من الوحدة الوطنية التي هي الاساس والسلاح الأمضى في مواجهة الاستهداف الخارجي.‏

مجازر بحق الإنسانية‏

وقال الشيخ عبد الرحمن علي الضلع إن الشريعة وجميع الأديان والأعراف تحفظ النفس البشرية وتصونها من كل أذى وشر وبلاء وان حق الحياة مقدس والاعتداء عليه من أعظم الجرائم عند الله كون قتل نفس بغير حق كقتل الناس جميعا معتبرا ان التمثيل وتشويه الجثث جرائم نكراء ومجازر وحشية في حق الانسانية لا يقبلها دين ولا عرف ولا يقرها شرع أو عقل.‏

وأضاف ان المقابر الجماعية وتقطيع أشلاء الابرياء التي قامت بها التنظيمات المسلحة لم ترد في كتاب أو سنة أو شريعة وتعد جريمة انسانية نكراء لم يقدم عليها في هذا العصر الا الصهاينة.‏

لاتمت إلى الدين بصلة‏

وفي ادلب قال محمد دلال خطيب الجامع الكبير بالمحافظة إن المقابر الجماعية عمل غير شرعي وغير أخلاقي ومحرم في الاسلام ولا يمت إلى أي دين بصلة كما لا يصح بأي حال دفن الانسان دون غسله وتكفينه ومواراته الثرى بطريقة لا تليق بانسانيته وحرمة جثمانه.‏

تعبير عن مدى وحشية الإرهابيين‏

وأكد الدكتور خيرو اليوسف مدرس في كلية التربية بالمحافظة ان الانسان عندما يتخلى عن صفاته الإنسانية يتحول إلى وحش والمقابر الجماعية تعبير عن مدى وحشية التنظيمات الارهابية المسلحة التي ارتكبت هذه الجرائم مشيرا إلى أن هذه المقابر كشفت خيوط المؤامرة المدبرة ومراميها التي حاولت النيل من سمعة الجيش وقوات الامن وفضحت زيف المطالب بالحرية والاصلاح.‏

وقال عقيل محمد مدرس لغة عربية ان المقابر الجماعية ومجازر جسر الشغور فاقت كل ما قرأنا أو سمعنا عنه من انتهاكات وتشكل اهانة كبيرة للانسانية وسحقا للمواطنة.‏

سقوط فكري وأخلاقي‏

واعتبر الشاعر والكاتب القصصي جودت أبو بكر هذه الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات المسلحة بمثابة سقوط فكري وأخلاقي لمدبريها ومرتكبيها وفكر منحرف عن كل القيم العربية والاسلامية وفعل اجرامي مأجور ومأمور وخدمة للمخططات الصهيونية.‏

ولم تستطع أم عقيل كفكفة دموعها وهي ترى المشاهد المروعة للمجزرة المعروضة عبر التلفزيون وخاصة صور الجثث المترامية الاشلاء ووصفت مرتكبيها بالمجرمين الذين لا يعرفون الرحمة وهم ليسوا من جنس البشر ويستحقون اشد العقاب.‏

عمّقت الشعور بالأسى والحزن‏

وفي طرطوس أكدت الدكتورة ريم سليمون أستاذة علم نفس تربوي في كلية التربية بطرطوس أن جرائم التنظيمات المسلحة وخاصة في جسر الشغور تركت اثارا سلبية في كل نفس بشرية وعمقت الشعور بالاسى والحزن وعكست وحشية الأيادي المجرمة والمنافية لكل الافعال الاخلاقية والانسانية والاديان السماوية التي حثت على فعل الخير والابتعاد عن القتل والاجرام.‏

وقالت إن هذه الأفعال تسهم في خلق أمراض نفسية وما يرافقها من توتر وتشنج وضغط وقلق.‏

تذكرنا بالعهود البائدة‏

وقال الدكتور ابراهيم البب عميد كلية الاداب بطرطوس ان ما ارتكبته التنظيمات المسلحة في جسر الشغور من جرائم تذكرنا بالعهود البائدة وتعيد إلى أذهاننا ذخيرة الانسان في مراحل ما قبل الانسانية وتدل على أن مرتكبيها لا يعرفون الا الوحشية والهمجية.‏

تعبّر عن أفكار تكفيرية‏

واعتبر الشيخ فيصل هيكل مدير أوقاف طرطوس ان هذه الافعال تخالف التعليمات الالهية المنزلة في الكتب السماوية وما ارتكبته هذه الأيدي الاثمة يعبر عن فكر تكفيري ذي انحراف نفسي وأخلاقي وسلوكية ومعتقدات خاطئة يتبعها هؤلاء في أفكارهم وفهمهم للامور وتدل على سوء تربيتهم وشذوذ شخصياتهم ودوافعهم العدوانية.‏

ترتكب لصالح أجندات خارجية‏

وأكد الطبيب الشرعي محمد السودة رئيس منظومة الاسعاف السريع بالمحافظة ان جرائم التنظيمات المسلحة بحق أبناء الشعب منافية لكل القيم والمبادئ الانسانية والأديان السماوية مشيرا إلى أن أفعالها وخاصة في جسر الشغور تدل على أن هذه التنظيمات خطيرة وينتمي أفرادها إلى مجموعات مدربة ومجهزة لارتكاب أبشع أنواع الجرائم والقتل والتمثيل بالجثث لصالح أجندات خارجية تخطط لضرب سورية حصن المقاومة والفكر القومي.‏

اضطراب أخلاقي ونفسي‏

وفي حلب قال الدكتور محمد عبد الله أستاذ الصحة النفسية ونائب عميد كلية التربية بالجامعة ان سلوك التنظيمات المسلحة يندرج في اطار السلوك اللااجتماعي وصاحبه شخصية مناهضة للمجتمع ويسمى بالسايكوباسية حيث يخالف نظم وقوانين المجتمع ومعاييره.. وأضاف ان الشخصية المناهضة للمجتمع يظهر لديها العديد من أشكال السلوك التي لا تتفق مع قوانين المجتمع ومعاييره وتشمل الاجرام والعدوان وتخريب الممتلكات والسرقة والادمان والاغتصاب والمقامرة وجميع هذه السلوكيات تعتبر اضطرابا أخلاقيا اجتماعيا يتصف صاحبه بالافتقار إلى التكيف الملائم مع المجتمع.‏

من جهته قال الشيخ ربيع حسن كوكي ان جرائم التنظيمات المسلحة محرمة تبعا لتحريم القتل والتمثيل بالجثث كما أن جمع الجثث مع بعضها في قبر واحد نهى عنه الدين الا لضرورة لذلك فالقتل والتمثيل والقبر الجماعي الذي يأتي بعد ذلك محرم وفاعله مجرم في نظر جميع الاديان السماوية.‏

تثبت عقلية الإجرام الفظيع‏

وفي السويداء قال الشيخ فريد الحراكي امام وخطيب جامع السويداء ان المجازر التي ارتكبتها التنظيمات الارهابية المسلحة بحق عناصر الجيش وقوى الامن في جسر الشغور هي أفعال مدانة أخلاقيا ودينيا ويندى لها جبين الانسانية جمعاء ولا يمكن أن يتقبلها أي ضمير انساني على الاطلاق وتثبت عقلية الاجرام الفظيع التي تحملها.‏

محاولات مكشوفة للنيل من سمعة الجيش‏

بدوره لفت الاب بطرس الجط إلى أن ارتكاب المجازر وتنفيذ المقابر الجماعية بحق الابرياء هي جرائم تدينها وتستنكرها وتنبذها الديانات السماوية كافة ويرفضها كل انسان لديه ضمير مشيرا إلى أن لجوء التنظيمات المسلحة إلى تصوير المقابر والصاق التهمة بالجيش وقوى الامن هي محاولات مكشوفة للنيل من المهمة الوطنية للجيش وسمعته المشرفة الامر الذي يتطلب من الجميع العمل على حماية الوطن عبر الوعي والتمسك بالوحدة الوطنية ووأد الفتنة في جحرها.‏

تؤكد البعد عن النيّات الإصلاحية‏

وفي اللاذقية أكد الدكتور يوسف سلمان أستاذ في قسم اللغة العربية بجامعة تشرين أن الاصلاحات التي تدعو لها القوى الوطنية الحقيقية تتخذ مظهرا سلميا محضا مهما كانت الظروف الداخلية وأن المجازر الوحشية التي كشفت عنها المقابر الجماعية في جسر الشغور هي أبعد ما تكون عن النيات الاصلاحية وتصب هذه السلوكيات الدموية جميعها في خانة المشروع الذي يستهدف سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية