|
شباب ومفتقراً للعديد من المهارات والخبرات.. فهناك أفكار عامة لصالح بعض المهن على حساب الأخرى، رغم حاجة المجتمع لجميعها، إضافة إلى غياب المبادرات الفردية، واعتماد الإتكالية في أحيان كثيرة على المجتمع وقطاعاته، لتأمين فرص العمل وبالشكل المطلق ويكون التوظيف في القطاع العام هو الهدف الأهم، وتلك الثقافة الراسخة نسبياً في عقول الشباب، تترك آثارها
على توجههم وإبداعاتهم كما نتاجاتهم، دون اغفال أثرها العام على التنمية الاقتصادية ككل، طبعاً مع وجود نماذج شبابية تقحم هذه المفاهيم بثقة وجرأة، حيث تبحث لنفسها بكل جدارة عن أعمال تتوافق مع مهاراتها التي اكتسبتها. المبادرة واكتساب المهارات أكد لنا ذلك الشاب علاء الخشي: لم يحالفني الحظ بمتابعة دراستي نتيجة الوضع المادي، فلم أقف مكتوف الأيدي تجاه ظروفي، وبحثت هنا وهناك وأقمت دورات عديدة طورت فيها من مهاراتي فاعتمدت على نفسي ولم أنتظر الفرص حتى تأتي إلي وقد ساعدني مشروع /مسار/ التابع للأمانة السورية للتنمية وقد وصلت إليه نتيجة رغبتي ومبادرتي وأقصد هنا أنه على الشباب البحث والإقدام، لأن المبادرة يمكنها فعل الكثير، وقد استطعت مؤخراً إيجاد العمل نتيجة اكتسابي للكثير من المهارات التدريبية المتعددة الموسيقية منها، كما مهارات التواصل مع الشباب والإدارة .. محكومة بالمفاهيم العامة لكن على وجه العموم، تبقى ثقافة العمل الغالبة مرتبطة بعوامل اجتماعية وبيئية خاصة، تكبل المبادرات والإبداع مثلما أكدت الشابة /ثراء إبراهيم/ قائلة: عندما نتحدث بهذه الأفكار ومحاولة تغيير ثقافة العمل عند الشباب، يبدو الكلام خيالياً ، لأن تلك الحالة صعبة لأكثر من سبب، إذ لا يمكننا أن نبحث بأنفسنا عن عمل بدون مساعدة المجتمع، إن كان بتأمين فرص العمل، أو تفضيلنا لنوع من المهن على غيرها، لأنه وعلى أرض الواقع ، لا يمكننا أن نفكر لا بالعمل ولا بالدراسة خارج ما يرسمه لنا المحيط فأفضل الأعمال عندنا ما يفضلها المجتمع، وأقلها قيمة أيضاً يحددها المجتمع، وفي أحيان كثيرة ندرس ونتعب ونجتهد كي نترجم هذه الفكرة وندخل في السياق المرسوم لنا بجدارة ، أما ماذا نحب وأين ننجح..؟ فهو شيء آخر، وجميعنا نسعى إلى العمل الأكثر ربحاً والأكثر مكانة اجتماعية، أو نرتبط نحن الشابات دوماً بأعمال دون أخرى، كالتدريس مثلاً.... وهكذا وكلها محكومة بالمفاهيم العامة التي يروجها المجتمع. ومن جهته تحدث الباحث الأستاذ /أنس حبيب/ حول خصوصية ثقافة العمل السائدة عند شبابنا وضرورة تجاوز بعض سلبياتها فقال: ما نلاحظه في هذا السياق وجود بطالة بين صفوف الشباب وبغض النظر عن أسبابها العامة، إلا أن هناك ضعفاً واضحاً في المهارات الشبابية والمبادرات الفردية عند الشباب ولابد من التأكيد على أن الشهادة الجامعية باتت كشهادة محو الأمية بدون مهارات ترافقها، حيث يحتاج الشاب إلى تطوير مهارات مختلفة مثل اللغة والحاسوب ومهارات الإتصال والتواصل الاجتماعي، كما المهارات الحياتية الأخرى من مقدرة اتخاذ القرار، وحل المشكلات ثم اتقان فن العمل الجماعي والمهارات الإدارية والتي هي بمجملها لها العلاقة المباشرة بآلية تحسين الإنتاج، حيث لابد من التذكير هنا بأن الإدارة التقليدية في حياتنا تقوم على القرار الوحيد في حين التطور العاصف للتكنولوجيا يحتاج إلى روح الفريق واشراكه بكل القرارات، ومن جهة أخرى فإن تنمية المهارات هذه هي مسؤولية مشتركة منها ما يقع على عاتق المؤسسات الرسمية ومنها على عاتق الفرد، لذلك يجب على الشاب أن يبادر بالإلمام بتقنيات ومهارات عديدة لأنه مطلوب منه التجاوز لأكثر من أمية منها أمية المعلوماتية ثم أمية التفكير ، وعلى الشاب أن يعرف هدفه وماذا يريد.. ؟ وأعتقد أن المنهاج التعليمي الجديد هو منهاج متميز بحق ويمكنه مساعدة الشباب على أكثر من صعيد، وتغير ثقافة العمل الغالبة لأنه برنامج متطور بحق فآليتة ومعلوماته وشكل طرح المعلومات متميزة ومن شأنها أن تكسب الشاب مهارات هامة بالنسبة لتفكيره ولحياته ولعمله إذ يكرس المنهاج روح الفريق ويطور من آلية التفكير والبحث وكل ماهو أفضل لحياته العملية، لكن هذا المنهاج يحتاج إلى بنى وبيئة وتجهيزات تساعد في ترجمته على أرض الواقع بدءاً من الصفوف إلى تأهيل المدرسين بالشكل المطلوب وغيره حتى يتمكن من بناء القدرات والمهارات بالشكل اللازم وهذا له دور كبير في بناء الإنسان والذي يمكنه فعل المستحيل ، وهذا كله قد يغيرمن ثقافة العمل المبرمجه أصلاً على الوظائف والإتكالية ومن الضرورة إعطاء أي مهنة قيمتها الحقيقية وهذا يحقق الإبداع أيضاً فالإبداع والإنتاج والعمل يحتاج إلى معطيات مختلفة ومبادرات تكرس ثقافة عمل جديدة يؤمن ويعمل بها هؤلاء الشباب وبهذه الحالة لن تبقى الفائدة محصورة في الجانب الفردي بل ستتجاوزه إلى الإطار المجتمعي والاقتصادي ككل . |
|