تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نظرة الشباب لعلوم الفلك والفضاء في يوم الخسوف...هواية مفيدة تنمي حب المعرفة وتوسيع الآفاق

شباب
الاثنين20/6/2011
يحيى موسى الشهابي

لم يكن مستغرباً أن تكون نسبة كبيرة من المشاركين من فئة الشباب في ظل ما تشهده بلدنا الجميلة من مؤامرة، كان جوابهم صريحاً وواضحاً إنه

المستقبل الذي نراه سورية جميلة بجمال أزهارها وياسمينها ورياحينها، بتقدمها العلمي الذي ظل على مدى العقود رمزاً لعزتها وشموخها. في المرصد الفلكي الذي يتبع لجمعية هواة الفلك السورية والمقام على أرض منشأة بن الحموي الداعمة لهذا النشاط الحيوي والقائم على تنمية وتطوير اهتمامات شبابنا في الاتجاه‏

الصحيح ألا وهو العلم العصري الذي مهد لتطور الأمم إنه علم الفلك، البداية كانت مع السيدة أم تامر التي أتت مع أولادها وشقيقتها لتدعم هذا التوجه لديهم بأن تعلم هذا العلم واكتشاف مجاهيله أعظم وأجل من مضيعة الوقت دون فائدة فهي شابة وتستمتع بضوء القمر وترى فيه ما قاله القدماء بشأنه والدليل هو ما تشاهد اليوم.علم حقه مهضوم‏‏

الشابة فرح سوار سنة رابعة حقوق تقول:‏‏

هي المرة الأولى التي آتي لمشاهدة ظاهرة كونية مثل ظاهرة الخسوف, صحيح أنني أدرس القانون لكن اهتمامي أمر آخر بهذه الظاهرة وللحقيقة فقط اطلعت على بعض الكتب التي تتحدث عن الظاهرة الفلكية وخاصة كتاب الثقوب السوداء ورأيت كم أن علم الفلك مهضوم حقه في بلدنا فالعديد من شبابنا لا يرى في هذا العلم إلا الأبراج والحظ لا أكثر بينما هو علم جميل أما القمر فأنا أعرف أن شكله غير جميل إذا نظرنا إليه من خلال التلسكوب غير أنه يستمد جماله من موقعه بين النجوم ومن لمعانه المستمد من الشمس.‏‏

من الهواية للعمل المهني‏‏

الشابة تركية جبور 26 عاماً طالبة في إدارة الأعمال تقول:‏‏

منذ الصغر وأنا كلما نظرت إلى السماء وجدت النجوم تتلألأ ويظهر القمر ليلاً والشمس نهاراً أتساءل وأسأل الأهل عن ذلك وتأتيني الاجابات التي لا أقتنع بها أحياناً ومع مرور الزمن وفي أحد معسكرات الشبيبة كانت هناك محاضرة عن الكواكب وكنت شديدة التأثر بها وشكلت منعطفاً في حياتي من حيث اشباع فضولي نوعاً ما وبداية تحولت هذه الهواية إلى عمل مهني حيث انتسبت إلى جمعية هواة الفلك السورية وبدأت بمتابعة كل أنشطتها وعلى الرغم من عدم احترافي إلا أني بدأت أتعرف على كل شيء جديد عن هذا العلم المرتبط مع العلوم الأخرى وكم هو جميل أن ترى وتعرف ما تراه حتى الأسماء وحالة تغيير وتبدل هذه الظواهر.‏‏

الشاب عبادة عرابي بكالوريا أدبي على الرغم من أنه طالب بكالوريا إلا أنه آثر المجيء ومتابعة هذه الظاهرة والتعرف عن قرب كيف تعمل ويقول إنه يريد أن يعرف ويطلع على ما يسمعه أو يتحدث عنه حول ذلك لا أن يتحدث عن شيء لا يعرفه.‏‏

غير أن صديقه الشاب رجائي بكالوريا علمي رأى أن اهتمامه قد بدأ منذ أربع سنوات عندما دعاه صديقه لرؤية القبة السماوية والأجرام السماوية عندها بدأ اهتمامه بهذا العلم ولم يدع فرصة إلا واغتنمها حتى أنه اقتنى منظاراً وبدأ مع أصدقائه بعمليات الرصد ومعرفة تفاصيل هذا العلم غير أنه لا يفكر مستقبلاً بدراسة هذا العلم لسببين الأول هو أنه هاو والثاني هو أنه ليس هناك علم يدرس بالبلد وغير مستعد للخروج خارج القطر ودراسته والعودة ثانية.‏‏

لكل شيء جماله‏‏

الشابة هزار سقباني عضو في جمعية اعرف وطنك وموظفة بنك تشير إلى أن عضويتها في جوالة الأرض قد شكلت أرضية للبحث والتعرف على هذه الظواهر التي تحدث في السماء وما شد انتباهي أن لكل شيء جماله فجمال بلدنا في الأرض كما هي في السماء وإن كان هناك خصوصية لكل منهما ورغم أن هذه المرة هي المشاركة الثانية لي في الاطلاع على هذه التظاهرة إلا أنها لم تكن بالتأكيد الأخيرة.‏‏

70٪ شباب‏‏

الشاب عبد اللطيف الخالدي أمين السر في الجمعية يرى أن الشباب يشكلون 70٪ من نسبة المشاركين والمنضوين تحت عضوية الجمعية والجدير ذكره أن أكثر المهتمين هم من الشباب العائد إلى سورية رغم أن عدد الشباب من داخل القطر في تزايد بعض الشيء وللعلم فإن الجمعية تقوم ببيع الأجهزة والتلسكوبات إلى أي شخص راغب باقتنائها بأنواعها الثلاثة الكاسر، العاكس والأتوماتيكي وهناك إقبال لشرائها من الشباب والمهتمين وأتمنى أن يقتنيها الشباب للإفادة منها والعمل على استفادة الآخرين وخاصة في حال وجود ظواهر كالكسوف والخسوف وغيرها وليس اقتناؤها فقط لعرضها في البيت أو ما شابه ذلك.‏‏

تطوير علم الفلك يحد من هجرة العقول‏‏

المدرسة الشابة ناتالي كاريكيان تتحدث عن أهمية هذا العلم للشباب بقولها: بداية يجب العمل على تطوير هذا العلم وإدراجه في مناهجنا الدراسية وفتح فروع له في الجامعات لأن الشباب المهاجر لدراسة هذا النوع من العلم لا يعود لأرض الوطن وهنا نحن نعمل على المساهمة في هجرة العقول الشابة خارج البلد وعندما نعطيهم الفرصة للاستفادة من علمهم حتماً سيعودون وبذلك نحافظ على الطاقات الذهنية في هذا المجال.‏‏

ولو نظرنا للأمر من زاوية أخرى فسوف نرى أننا ضمن ما يسمى المجموعة الشمسية ومعرفتنا بأبعاد هذا الكون وتأثيره علينا كما حدث سابقاً فيما سمي النشاط الشمسي من رفع لدرجة الحرارة وغيرها سيجعلنا نتدارك السلبيات الناتجة عنه وأيضاً يبعدنا عن العلم الكاذب أو غير الحقيقي المسمى علم الأبراج وما لم نول هذا العلم الأهمية المطلوبة سنكون خاسرين على أكثر من صعيد يجب أن يتلاءم المنهاج الدراسي مع الكثير من متطلبات الشباب في هذا الجانب.‏‏

الطفلان عز الدين ووهيب البيرقدار 11 سنة و 10 سنوات رؤوا أنهم شباب صغار وليسوا أطفالاً فهم قادرون على معرفة ما يرونه ولو أن ما درسوه في المدرسة ليس بالكثير لكنهم أرادوا تطبيق المعلومات النظرية إلى معلومات عملية فهم شباب المستقبل ولم تكن المرة الأولى ولا الأخيرة التي يأتون فيها للمكان.‏‏

أكثر الفئات المتابعة للظاهرة‏‏

الدكتور محمد العصيري وهو من فئة الشباب ورئيس جمعية هواة الفلك السورية رأى أن الأهمية من هذه الظاهرة أي خسوف القمر تكمن في منحيين الأول هو الرصد من قبل فئات المجتمع ككل والثاني تطبيق ما هومعلوم عند الشباب من معلومات حول الشمس والقمر بشكل عملي من خلال ملاحظة ظل الأرض على القمر الذي يثبت كروية الأرض أو من خلال اللون الذي يظهر فيه القمر عند الخسوف والذي يدل على مدى النشاط الشمسي، ولعل الشباب في هذا الوقت هم من أكثر الفئات المتابعة والملاحظة والحاسبة لظواهر الكسوف والخسوف وخاصة في حياة ملؤها المعلوماتية وغير خالية من الكمبيوترات وأجهزة الحوسبة والاتصال، فالشاب يسارع لإبراز هواياته من تصوير متميز أو قدرة على برمجة الحاسوب ببرامج علمية أو حتى ببيان صحفي متواضع يقدمه شاب هاو على صفحات الانترنت.‏‏

إذاً ظاهرتا الخسوف والكسوف لا تمس فقط هاوي الفلك أو المحترف بل تجذب الشاب الهاوي للتصوير والمختص والصحفي المتدرب ومبرمج الحاسوب وأستاذ الرياضيات لتحليل المعادلات والفيزياء وتحليل الضوء وما شابه ذلك، وما على شبابنا إلا الدخول على صفحات الأنترنت ليجدوا الكم الهائل لمشاركاتهم والتي تفوق بمئات المرات باقي المشاركات والتي تظهر مدى تعطشهم لمشاهدة ومتابعة هذه الظواهر ناهيك عن الناحية العلمية التي تعطينا فكرة واضحة عن بداية الأشهر القمرية ووضع القمر ومن ناحية أخرى سيتعرف الشاب وغيره على الوضع المناخي للأشهر القادمة فيما لو عرف ما تشهده الكرة الأرضية في هذه الفترة من نشاط شمسي غير متوقع وغير ذلك الكثير.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية