تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تعددت الكلمات .. و علم الوطن واحد

شباب
الاثنين20/6/2011
رائد خليل المصطفى

هي ليست مجرد كلمات ننصت لها، ولا هي أقوال تنشر على صفحة جريدة، بقدر ما هي تعبير عن شعور تعجز الكلمات عن وصفه، أطفالا وشيبا وشبابا

تجمعوا تحت الشمس المحرقة لساعات، رجالا ونساءً هتفوا للوطن ووحدته ورفعوا علمه الأكبر، وبعضهم أقام الصلاة عليه يريد القول: إن الله واحد والوطن للجميع.‏‏

بجباههم المتعرقة ووجوههم المزينة بألوان العلم السوري وعيونهم الممتلئة بالحماسة، حاولوا وصف شعورهم في لحظات كهذه.ألوانه تعبر عن وحدتنا..‏‏

مشاركتي اليوم في رفع علم وطني هي واجب علي،‏

فأنا اليوم أنتمي لهذه العائلة السورية الكبيرة، وجئت لآخذ مكاني وسط أخوتي، بهذا أجاب مراد شبلي 20 سنة عن سبب مشاركته وأضاف، الفرح اليوم يعم دمشق وغدا في بقية المدن السورية، وهذا العلم بألوانه يرمز إلى وحدتنا الوطنية ونبذنا للطائفية كما يريد البعض أن يسوق لها بيننا، ونحن في هذه الظروف بحاجة لأن نجتمع كل يوم ونرفع أسمى رموز سورية، أما عن شعوري اليوم فهو عظيم وليس باستطاعتي وصفه، فعندما وصلت إلى هذا المكان ورأيت هذه الجموع شعرت أننا مازلنا بأمان وانتابني شعور بالبكاء.‏‏

ليعلم القاصي والداني‏‏

انتظرت هذا اليوم منذ لحظة الإعلان عنه، رغم كل ما سمعناه عن أنه تجمع عادي ولا يعني شيئا وهذا زادني اصرارا على المجيء والمشاركة، بهذا عبر باسل الحسن 22 سنة عن الدافع من وراء مشاركته، وعن شعوره بهذه اللحظات يقول: ما أشعر به اليوم لا يمكن لأي أنسان أن يشعر به إن لم يكن أحد أبناء هذا الوطن ومخلصا له ومحبا لترابه، غير أن هذا واجب وطني على كل فرد ينتمي لهذا الوطن، وكنت أتمنى لو أن هذا العلم يمدد على جبل قاسيون ليراه ويعلم القاصي والداني من هم السوريون.‏‏

هو أكثر الأيام تعبيرا عن لحمتنا الوطنية وحبنا لوطننا سورية، وخصوصا أن ما نجتمع اليوم حوله هو أقدس رموز سورية لنحمله بأيدينا، بهذا وصف ابراهيم الأحمد 23 سنة مشاركته بهذا اليوم، ويضيف، نجتمع اليوم بكافة أطيافنا ومللنا وتسمياتنا على أننا سوريون لنعبر عن محبتنا لوطننا وبعضنا البعض، لأننا اليوم بحاجة إلى الوقوف بجانب بعضنا أكثر من أي وقت مضى، ليرى الآخر كيف يعيش السوريون وكيف باستطاعتهم أن يتصدوا لكل مؤامرة تحاك ضدهم.‏‏

الرمز الأكبر‏‏

يقول عزيز الخليل 25 سنة: جئت من الحدود السورية التركية لأشارك بهذا اليوم الوطني العظيم، رغم كل الظروف التي حالت دون ذلك، اليوم رفعت علم بلدي وسجدت عليه وأخذت مكاني بين أخوتي القادمين من كافة المحافظات، وهنا يمكنني القول: إن هذا أكبر دليل لمن يريد أن يعرف أن لحمتنا الوطنية لا تنال منها محطة فضائية أو كلام شاهد عيان، وعلمنا الوطني اليوم ليس مجرد قماشة كبيرة بقدر ما هو الرمز الأكبر لوطننا وحبنا له.‏‏

لمن يريد أن يسمع‏‏

عزات أحمد 23 سنة يقول: هذا التجمع يشعرني بالقوة والأمان وعدم مبالاة بما تقوله الفضائيات أو يفترضه الغير، كما أن تجمعنا حول علم بلدنا اليوم هو أكبر دليل على أننا مستعدون في أي لحظة للوقوف في وجه من يريد أن يزعزع أمنه واستقراره، واليوم يمكن أن يسمع من يريد أن يسمع الهتاف لسورية بكافة اللهجات السورية من شمالها إلى جنوبها وشيبها وشبابها ورجالها ونسائها.‏‏

العائلة الكبيرة‏‏

لم أستطع الجلوس في البيت ومشاهدة هذا العرس على شاشة التلفاز فقد دفعني شيء لا أعرف ما أسميه لأن آتي وأشارك كغيري من هؤلاء الشباب، بهذا تصف رباب حسن 24 سنة مشاركتها برفع العلم الوطني وتضيف، شعور عظيم ملأ قلبي اليوم حتى نزلت دموعي، فبعد هذه الأحداث الأخيرة كان القلق يخيم على قلوبنا أما اليوم فلست خائفة من شيء طالما أن هذا الشباب الوطني والمتحمس موجود ويعبر عن العائلة السورية الكبيرة.‏‏

كثيرة هي الكلمات التي رددوها على مسامعي، لكن الظرف يختلف بينما أن تقرأ كلماتهم وأن تكون في مواجهة مباشرة مع أولئك الشباب وقراءة ملامح الحماسة والفرح المرتسمة على وجوههم، وخصوصا أولئك الأطفال وهتافاتهم البريئة، وعندما سألت الطفلة نور الهدى عمّا تفعله اليوم أجابت «جئت أهتف لسورية....»، حقيقةً تعددت الكلمات والوطن والعلم واحد.‏‏

hotmail.com @Raed47‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية