|
علوم وبيئة
ويجهل غالبية الناس الأهمية البيئية لهذه الشجرة المعمرة التي تفرز كميات كبيرة من الأوكسجين والأوزون تصل إلى حوالي 50 طنا سنويا للشجرة الواحدة وتمتص في المقابل كميات كبيرة من الغازات الأخرى الضارة مثل ثاني أوكسيد الكربون وأول أوكسيد الكربون إضافة إلى تسهيلها لتغذية باطن الأرض بالمياه.
يحتضن وادي الرسائل في جبال القلمون أكبر أحراش اللزاب في العالم الشجرة التي أصبحت من الأنواع النادرة ويصل عمر بعضها إلى أكثر من ألف عام. وتشكل منطقة القلمون بطبيعتها الصخرية المرتفعة وبرودتها القاسية بيئة مناسبة لانتشار شجرة اللزاب حيث تمتد جذورها إلى أعماق كبيرة جدا لتتمكن من اختراق الشقوق الصخرية وصولا إلى التربة وتتحمل درجات الحرارة المنخفضة والمرتفعة وهو ما لا تستطيعه شجرة أخرى عدا أنها أطول عمرا من بقية أقرانها من الأشجار الحراجية بما فيها الأرز.
وإلى جانب طرح اللزاب للأوكسجين بكميات كبيرة وامتصاصه لغاز أول وثاني أوكسيد الكربون يمكن الاستفادة طبيا من الصمغ الذي يظهر على الجذوع والأغصان حيث يستخدم في عمليات توسيع الشرايين القلبية ويعتبر غذاء أساسيا للنحل وعسله من أفضل الأنواع في العالم. تنمو أشجار اللزاب في جبال القلمون وهي السلسلة الممتدة من شمال غرب دمشق حتى جنوب حمص, وطولها 200كم تقريبا وترتفع عن سطح البحر من 700م حتى 2629م في قمة طلعة موسى, وهي محاذية للحدود اللبنانية فيطلق عليها جبال لبنان الشرقية, هذه الجبال كانت تزخر بحياة طبيعية فطرية حيث تنتشر فيها أشجار جبلية متنوعة ومنهااللزاب- والبطم- واللوز- والزعرور. و شجرة اللزاب تتيح ظلا وافراً نتيجة كثرة فروعها وأغصانها وامتدادها الأمر الذي يساعد في تكوين مادة التوربت التي تساعد على تحسين خواص التربة الفيزيائية ويمكن استخدامها في إنتاج نباتات الزينة وخشبها استخدم قديما في صناعة السفن وذلك لمتانته وعدم إصابتة بالحشرات نهائيا. اللزاب يحتاج إلى بضع مئات من السنين ليتخذ شكل الشجرة الناضجة ويصل قطر جذعها من المتر إلى المترين وارتفاعها من 14 إلى 18 مترا وعلى الرغم من ضخامتها وارتفاعها إلا أن ثمارها لا تتجاوز السنتيمتر ونصف وهي بحجم حبة العنب وبعض الأشجار الموجودة يصل عمرها إلى أكثر من 600 عام. واللزاب من فصيلة الصنوبريات وله نوعان يتميزان عن بعضهما بفروق مورفولوجية طفيفة ويختلفان نسبيا في جغرافية الانتشار والشروط البيئية الأخرى. واللزاب المنتشر في سورية دائم الخضرة وهو عبارة عن أشجار كبيرة الحجم وممتدة العمر وينتشر أساسا في هضاب وجبال حوض البحر المتوسط ومناطق شمال شرق شواطئ البحر الأسود وشبه جزيرة القرم ومرتفعات القرن الإفريقي. وعلى الرغم من ان أشجار اللزاب تعطي طاقة حرارية كبيرة جدا لدى استخدامها كوقود إضافة إلى أنها تشتعل وهي خضراء لوجود مادة دهنية قابلة للاشتعال على أوراقها فإن المحافظة على هذه الشجرة وحمايتها تشكل تنمية مستدامة للبيئة ومكوناتها لهذا الجيل والأجيال القادمة. اللزاب... أشجار معمرة يزيد عمر الكثير منها عن 1000 سنة والأمر الغريب الذي تختص به هذه الشجرة أنها لا تنمو ولا تنتج شجرة أخرى إذا لم تمر على الجهاز الهضمي لأنواع محددة من الطيور ومنها (أبو الحن- الفري-السنونو». ثمار اللزاب صغيرة تشبه ثمار العفص, أما البذور فهي بحجم حبة العنب ذات لون أسود لها قشرة خارجية وداخلية «اللب», ويتراوح حجم ثمارها بين نصف السنتيمتر والسنتيمتر والنصف، ويتدرج لونها بين الأخضر والأزرق الداكن، ويستفيد منها الأهالي لتحضير أنواع من العصائر. أما الأوراق فحرشفية شائكة نوعاً ما ومغطاة بطبقة شبه شمعية مما يساعدها على المحافظة على خضرتها معظم أيام السنة». |
|