|
منطقة حرة أنها ستتخذ خطوات عملية لتخفيف حدة التلوث والانبعاثات الغازية التي تتسبب بأمراض تنفسية تستعصي على العلاج، والخطوة الأولى المفترضة تتمثل في كونها وعدت باستيراد كميات من «المازوت الأخضر» على أن يستخدم في باصات النقل الداخلي بدمشق، ومن ثمَّ تنتقل التجربة إلى باقي المحافظات، وأيضاً كانت وزارة النقل قد أشارت وقبل ما يزيد على العامين أيضاً، أنه سيتم استيراد ألف باص جديد تعمل على الغاز للإسهام في التخفيف من حدة تلوث الهواء، و مع ذلك لا شيء تبدل في المشهد سوى أن الوعود بقيت على حالها، وهناك من يسأل باستمرار أين هو المازوت الأخضر.. وأين الباصات التي ستعمل على الغاز؟. ندرك أن المواطن كان قد سئم الوعود المتلاحقة فمنذ أكثر من عامين على الوعود يباغت بولادة شركات نقل خاصة تقوم باستيراد مئات الباصات العاملة على المازوت، وهي تنفث سمومها وتزيد من حدّة التلوث، رغم أن قانون البيئة الذي صدر قبل نحو خمس سنوات كان قد وعد بإحداث ثورة شاملة لجهة الإصحاح البيئي. رغم الملاحظات الكثيرة التي يمكن تسجيلها على وزارة النقل وسواها من المرجعيات، فإنه يتعين السعي من جانب المنابر الإعلامية وسواها من المنظمات الأهلية. من أجل التذكير بضرورة ترجمة الوعود إلى أفعال في وقت تستحوذ فيه البيئة على اهتمام معظم حكومات العالم، فالحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أو نكرانها، انه لا يمكن التقليل من شأن الحلول التي وعدت بها وزارة النقل، كونها تسهم إلى حدّ كبير في انحسار مساحة التلوث بعد أن وصلت إلى حدود فاقت النسب المسموح بها عالمياً بنحو (10) أضعاف، ولا يغيب عن الأذهان , أن عوادم السيارات مسؤولة عن نسبة تزيد عن (70) بالمئة من تلوث الهواء.. وفيما لو تمّ فعلاً استيراد «المازوت الأخضر» وبكميات تفي بالحاجة وأسعار مشجعة، فذلك سيساعد على التقليل من النسبة المذكورة، وقد تزداد النسبة تراجعاً مع حضور الباصات التي تعمل على الغاز. لسنا بصدد مناقشة الأخطاء السابقة في معالجة تلوث البيئة في دمشق وباقي المحافظات، وإنما المهم أن تتابع وزارة النقل ، الاستمرار في صوغ الخطط والبرامج للتخلص من ملوثات الوقود في المدن، ودراسة المعايير الواجب تطبيقها على الانبعاثات الغازية، ذلك أن التلوث بات يستحوذ على اهتمام الرأي العام، فالمعاناة الحقيقية، بدأت تظهر وتتبدى من خلال وسائط النقل، التي باتت بمعظمها تعمل على المازوت بدلاً من البنزين، وذلك بسبب الإجراءات والقرارات الخاطئة التي سمحت أساساً باستيرادها بدل أن تبحث عن حلول جذرية، فوسائط النقل العامة مثل (السرافيس) تمكنت من حلحلة أزمة نقل الركاب التي استمرت لسنوات طويلة، غير أن التخلص النسبي من الأزمة أسهم وإلى حد كبير في ولادة مشكلة أخرى أشد خطورة من سابقتها، بل إن الكثير من التعليقات التي تصدر عن مواطنين ومن أعمار مختلفة، بدأت تتحدث وبجرأة ، عن أن الإبقاء على أزمة المواصلات، يفترض أنه خيار أفضل بكثير من تلوث البيئة بالسموم والعوادم المسببة للأمراض الصدرية والسرطانية، وهذه القناعات تزداد رسوخاً مع تأكيد الأطباء والمختصين على أن السبب الأول لازدياد الأمراض السرطانية، ناجم عن ازدياد نسب ثاني أوكسيد الكربون في فضاء مدينتي دمشق وحلب . وأمّا الحلول الجذرية التي من شأنها الوصول إلى استراتيجية تسهم في تحسين الواقع البيئي، فهي ستبقى ممثلة بإحداث (مترو الأنفاق) في دمشق والمدن الكبرى. ومثل هذا الحل قد يبقى في إطار التمنّيات، رغم أن وعود وزارة النقل، تؤكد بأن الخط الأوّل لمترو الأنفاق في دمشق سوف يقلع في العام 2015، وبحسب آليات العمل المعتادة في المؤسسات الحكومية، فإن الانتظار قد يطول ويطول إلى أبعد بكثير من العام المذكور. |
|