|
نافذة على حدث وفي المنطقة العربية والاقليمية، ذلك لأن سورية لاعب أساسي لا يستطيع أحد تجاهلها ، ولأنها موضوع الحدث، وبؤرة تحريك المنطقة وتفاعلاتها، ولأنها بيت قصيد المخطط الامبريالي - الصهيوني الذي يستهدف كسر إرادتها ، وإسقاط وحدتها كشرط مسبق لإقلاع مخطط إسقاط المنطقة، ولإحداث تحولات اقليمية وعالمية بقياس المصالح الاستراتيجية القومية الأميركية على ما يقوله رجالات ونساء الإدارة الأميركية. ذلك يعني بصريح العبارة، أن الخيارات السياسية والوطنية التي رست عليها سورية وأعلنت في الخطاب البرنامج للرئيس وبالسرعة الكلية تشغيل جميع الماكينات في جميع المستويات، والقطاعات ، بتتنسيق عال، وأداء متكامل متفاعل ، فالاقتصاد وخياراته لابد أن ينسجم مع الخيارات السياسية، وتفعيل الإدارة وتطوير أدائها وتنظيمه ونفض الغبار عن جميع الملفات والانطلاق الى المعالجات ووضعها موضع التطبيق دون تلكؤ أو ابطاء ، فالمشروع الأميركي- الصهيوني يستعجل تحقيق تقدم ملموس ، ويسابق الزمن خوفاً من الغد الآتي بعد أن رتبت سورية أولوياتها ودخلت طور استراتيجيتها المعلنة استراتيجية المقاومة بديلاً عن قبول حالة الفوضى والموت البطيء أو الانتحار الذاتي. وخيار المقاومة كما في أدبيات السياسات العالمية، وفي دروس التاريخ وفي مخططات الاستراتيجيات المباشرة، وغير المباشرة ، هو خيار المجتمع المقاوم، الشعب المقاوم ، ثقافة الأمة المقاومة، وفعل المقاومة هو بالأصل فعل صمود وفعل تطوير واستنهاض الطاقات الكامنة، وتفعيل واستنهاض الطاقات المتوفرة وتطوير أدائها ودورها. خيار المقاومة هو خيار الناس، وخطاب الرئيس عبر عن كوامن الناس، وحاجاتها ورؤيتها ، وقرارها في رفض الاملاءات وعدم قبول التنازلات، فخيار المقاومة عماده الإنسان، وبيئته المجتمع ، وكيما ينهض المجتمع ويشارك مادياً بعد أن أكد استعداده معنوياً في حجم الالتفاف حول الرئيس وخطابه، يوجب العمل من أجل الناس، فيكون الخطاب لهم ومنهم، ويكون كل عمل من أجلهم ، الناس جميعاً في سورية ، لأن سورية لجميع أبنائها، ولأن كل أبنائها مستعدون للدفاع عنها وحماية خياراتها والانخراط في فعل المقاومة وشعار كل سوري، كرامة الوطن من كرامة المواطن. |
|