تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كيف السبيل لمواجهتها؟

قاعدة الحدث
الخميس 23 -6-2011
إعداد: دينا الحمد

مخططات تقسيم المنطقة العربية إلى كانتونات ضعيفة وهامشية ومحاولة السيطرة عليها من قبل الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» وحلفائهما ليست جديدة، بل إنها ترافقت مع اكتشاف النفط والثروات الطبيعية فيها،

وتأتي اليوم هذه القوى لإعادة رسم خرائط المنطقة وإعادة تركيب وتفكيك أنظمتها السياسية بما يتناسب مع مصالح شركاتها ولنا في المثال السوداني ومن قبله تكريس الأمر في العراق والمحاولات المحمومة لسحب الأمر في بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية خير دليل على ذلك.‏

لكن السؤال الذي يلقي بظلاله على هذه المخططات هو كيف السبيل لمواجهتها؟ وما الأوراق التي يمتلكها العرب لكبح جماح هذه المخططات التي تسعى إلى تفتيت الدول العربية على أسس عرقية وإثنية وطائفية؟!‏

ليس ثمة شك أن الدول العربية لديها الكثير من أوراق القوة التي تقف سداً منيعاً أمام هذه المخططات الخطيرة، التي تستغل اليوم الأحداث على الساحة العربية لتنفيذها على أرض الواقع وفي مقدمة هذه الأوراق دعم خيار المقاومة الذي تقوده سورية وأثبت خلال السنوات القليلة الأخيرة فعاليته ومصداقيته ووأده لمشاريع الشرق الأوسط الجديد، وخاصة بعد هزيمة الكيان الصهيوني في جنوب لبنان في تموز 2006 وهزيمته في أعقاب العدوان على غزة وإثبات قوى المقاومة في فلسطين ولبنان قدرتهما على هزيمة الكيان الصهيوني ودحر أسطورته المزعومة حول جيشه الذي لا يقهر.‏

كما أثبتت المقاومة الوطنية في العراق قدرتها على فرملة المشروع الأميركي بعد الغزو من خلال نسف إمكانية تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات هزيلة في الشمال والوسط والجنوب واضطرار الاحتلال إلى التعامل مع العراق كدولة موحدة لا يستطيع القفز فوقها أو تجاهل إرادة شعبها.‏

وفوق هذا وذاك يمكن للعرب أن يستفيدوا من تجارب التضامن فيما بينهم في الماضي التي كرست القوة العربية والوحدة العربية لضرب مشاريع التقسيم منذ حرب تشرين التحريرية وحتى يومنا الراهن، وعلى هذه القاعدة لابد اليوم من تكريس التماسك الاجتماعي في كل بلد عربي ونبذ الأفكار الطائفية والعشائرية للانطلاق في الخطوة التالية إلى التضامن الأوسع والأشمل لتفويت الفرصة على المؤامرة الحالية التي تحاك للوطن العربي كله بدءاً من العراق مروراً بالسودان واليمن ومصر وليبيا وانتهاءً بالدول الخليجية ولبنان، ولعل المصالحة الفلسطينية الأخيرة بين حركتي فتح وحماس هي مثال حي على ضرورة نبذ الخلافات بين الإخوة والأشقاء من أجل إدارة أفضل للصراع مع العدو الإسرائيلي وتلبية طموحات الشعب الواحد.‏

ولا ننسى في هذه العجالة أن نركز على ضرورة الاستفادة من نقاط الضعف لدى القوى الاستعمارية وخاصة هشاشة اقتصادها وأزمتها المالية والعقارية والتوجه إلى معاقبة الشركات التي تدعم سياساتها في المنطقة فضلاً عن دعم الدول التي تقف إلى جانب قضايانا العربية وتؤكد ضرورة فرملة المشروع الأميركي في المنطقة كما فعلت روسيا والصين مؤخراً خلال التعامل مع الأزمة الليبية وكذلك معارضتهما لأي تدخل غربي في سورية أو إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لإدانتها أو تفعيل العقوبات ضدها، وبهذه الصورة يمكن فقط وقف هذه المخططات المشبوهة ورسم مستقبل عربي حر ومستقل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية