تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية باقية رغم أنوف الحاقدين

آراء
الخميس 23 -6-2011
جلال خير بك

إن الموقع الجغرافي المميز لسورية العربية منذ أقدم العصور: أكانت سورية الطبيعية أم سورية التي جزأها الاستعمار كما في وضعها الحالي أو سورية التي اجتزأ منها قطعاً لتنشئ منها دويلات أخرى أو أجزاء منها ضمها إلى أراضيه...

هذا الموقع الذي جعلها دائماً عرضة للمؤامرات والمخططات الاستعمارية في كل العصور بغية احتوائها ولي ذراعها وتفتيتها إن أمكن والقضاء على دورها المركزي في المنطقة كلها.‏

وسورية التي كبرت كما في سورية الطبيعية أم سورية الحالية: هي أساساً محور قضايا المنطقة كلها ومرجعها وموئل رجائها فهي كما في طائر الفينيق تنتفض كل لحظة من الرماد ليتألق وهجها العظيم وتظل المدافع عن قضايا الأمة وحاميتها حتى لو طأطأ الجميع رؤوسهم وصاروا أذناباً للآخرين.... ففي هذا التراب المبارك عظمة الأمة وسر وجودها وقلعتها التي لا تعرف المهادنة وتظل كالرمح المشرع الذي يدافع عنها بالروح والدم والتراب ودماء أبنائه لأنها وإن كانت الباقية لهذه الأمة فهي تقف في وجه الاستعمار وما يبيته لكل عربي على هذه الأرض،فالعرب «أستغفر سورية» هي الدرع الواقية لكل تلك الملايين ولترابها الذي يباع يوماً بعد يوم بل يقامرون به وبأناسه والعرب غافلون عن السيف الذي ينزل على رقابهم... سورية هي الملجأ الوحيد الذي يشعرهم بالأمان والاستقرار وتبقى قضايا شعبها هي التفكير الأخير لها.... فهل مثل هذه الغيرية أو الأثرة: سلوك يعرفه« العربان» بنخوتهم!!؟؟ إذ حولوهم إلى رقم تافه يلعبون به وبعربانه وتراثهم إذا كان قد بقي لهم تراث يدافعون عنه بعد أن حولها الغرب ودولة إلى ألعوبة وقطعة(روليت) في لعبتهم الكبرى ومقامراتهم الأكبر!‏

إن ما تعرضت له سورية مؤخراً وهي لا تزال حاملة جراحها وكرامة العرب: بقي هذا الجمع المنتشر بين الماء والماء يغط في نوم عميق ويرسل زفراته التي لا يحركها جراح ولا يوقظها حتى تشعر بالسكاكين التي تنخر خواصرها... ما هم ذلك أن هذه الأرض الكبيرة وما تتعرض له: هي سورية وحدها وسراجها ونجمتها السارية في زحمة الليالي إذ لا تزال الفارس العربي الوحيد أو ربيعة بن المكدم الذي حمى الظعينة حياً وميتاً لكن الحياة والمجد الكبير الذي يلف سورية من أقصاها إلى أقصاها وهي لا تزال حية نابضة بحب بلادنا تدفع عن الجميع بلاءهم وجراحهم التي ما عادوا يتحمسون لها في سوق النخاسة الغربي وسورية وحدها أيضاً هي التي تقلع أشواكهم بأيديها وتنثر على الربا والممالك شرف أن العرب مازال فيهم سيف مشرع ورمح رديني يعيد لهم كرامة ضاعت ففي العب السوري تلقى كل مكرمات الدنيا وفيه كرامة العرب التي انتزعت من سوق النخاسة الغربي الذي لا مكان له عندنا!‏

يا بني العرب هذه سورية ولا تزال عصية على الاحتواء والأخذ من الداخل والخارج ولا يزال فيها ربيعة بن المكدم وشهامته التي لا تموت.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية