|
دمشق- سانا وتتوضع في عمقه خلية كبيرة للنحل وأغنيات تحاكي خيال الطفل وشغفه بالعرائس التي تتحرك أمامه من هذه التوليفة انطلقت مسرحية «زن وطن في مملكة النحل» تأليف عاصم خيال وإخراج مأمون الفرخ لتقيم علاقة وطيدة مع الطفل منذ موسيقا البداية.
وتتواصل الأحداث أمام الأطفال وتتعقد ولاسيما بعد أن تتفاجأ ملكة النحل لمرتين متتاليتين بأن العسل في خليتها مر كالعلقم فتشكل لجنة تحقيق وتسجن من تظن أنهم السبب في مرارة العسل لنكتشف في النهاية أن مرارة العسل سببها الإنسان الذي لوث البيئة من خلال مصانعه ونفاياته لينتقل التلوث إلى الأزهار التي تمتص النحلات رحيقها وتنتج العسل المر. تتضمن هذه المسرحية المدرجة ضمن تظاهرة صيف مسرح الطفل دعوة للحفاظ على البيئة نظيفة معافاة لسلامتنا وذلك عن طريق طرح القضية أمامهم ضمن حكاية محفزة لاختيار الصواب ولاسيما أن الدب كان قبل أن تتلوث البيئة يتحمل لسعات النحل من أجل الحصول ولو على القليل من العسل طيب المذاق. والمميز في هذا العرض المزاوجة بين شخصية الفلاح الذي جسده الممثل عبد السلام بدوي وشخصية الراوي التقليدي في الحكايات الشعبية ذات المضمون بحيث استطاع أن يوجه الأطفال نحو الأهداف من وراء العرض فضلاً عن القدرة على تقريب أحداث الخشبة إليهم على اعتبارها من نوع القصة المصورة التي يحبونها واعتادوا على قراءتها مع ذويهم. كما أن الأغنيات التي توازت مع الخط الدرامي المتصاعد والحبكة المميزة كونت مناخاً مميزاً لتفاعل الأطفال مع الأفكار فضلاً عن الديكور المميز بصفرته الضاربة والذي شكل نقطة جذب بصرية مهمة ولاسيما مع النحلات الطائرة والعاملة بنشاط من أجل اكتشاف السبب وراء فساد طعم العسل. من جهتها أوضحت سعاد نزهة إحدى الحاضرات التي اصطحبت طفليها معها إلى مسرح القباني أن العرض تعاطى بذكاء مع الطفل وهذا ما لمسته في تفاعل طفليها مع شخصيات المسرحية ولاسيما النحلات وملكة النحل بحيث شعرت أنهما يتعاملان معها وكأنها نوع من برامج الأطفال الكرتونية ولكنها باتت أكثر حياة وأكثر قرباً منهما بحيث كان بإمكانهما الاقتراب منها ومحاورتها. |
|