|
حمص - اللاذقية
وجرت للشهداء مراسم تشييع رسمية حيث لفوا بعلم الوطن وحملوا على الاكتاف وعزفت موسيقا الجيش لحني الشهيد ووداعه وهتف المشيعون بحياة الشهداء والوطن ورشوا الارز و الورود على جثامينهم الطاهرة. يشار إلى أنه وصلت إلى المشفى العسكري بحمص جثامين 52 شهيدا قضوا في مجازر جسر الشغور شيع عشرون شهيدا امس وسيشيع اليوم 26 جثمانا من المشفى إلى مقبرة الشهداء في اللاذقية.
وعبر عدد من ذوي الشهداء الذين احتشدوا بالقرب من مقبرة الشهداء في اللاذقية عن اعتزازهم بالملحمة التي سطرها ابناؤهم واصرارهم على الدفاع عن عزة و كرامة الوطن حتى اخر قطرة دم لانهم يؤمنون بان مواجهة مؤامرة خطيرة بهذا الحجم تحتاج إلى تضحيات جسام من قبل ابناء الوطن.
واكد ذوو الشهداء ان المجزرة التي ارتكبت بحق ابنائهم تعبر عن العقلية الاجرامية التي يمتلكها القتلة وأي فكر متطرف والغائي يمتلكون حتى ينفذوا جريمتهم بدم بارد ويمثلوا بالجثث متجاهلين كل الشرائع والمبادئ الانسانية والاخلاقية.
عشرون شهيدا من ضحايا مجزرة جسر الشغور الذين فتكت بهم يد الاجرام عادوا اليوم إلى الحياة بشكل غير مباشر عندما احتضنتهم مقبرة الشهداء في اللاذقية يحملون بطاقات تعريفهم الوطنية فهم الذين قتلوا مظلومين عندما كانوا يؤدون واجبهم الوطني ولان المعركة لم تكن متكافئة قرروا الموت وقوفا كالاشجار حتى لا يظن احد انه يستطيع ان يمس هيبة الوطن وهم احياء.
وعلى الطريق بين المشفى العسكري بحمص ومقبرة الشهداء في اللاذقية كان ابناء الوطن يقفون بجلال ليؤدوا التحية لمن حملوا الامانة وقدموا ارواحهم رخيصة وعلى امتداد الاوتستراد الدولي وفي كل قرية ومدينة حصل موكب الشهداء على الاحترام الذي يستحق فنثرت فوقه باقات الزهر وحفنات الأرز وبين دمعات الأعين والغصات التي اختنقت بها الصدور ترددت هتافات المواطنين للعابرين بجلال إلى الخلود، سنبقى على العهد ولن نسمح ان تذهب دماؤكم واحلامكم هدرا. ومع كل قافلة جديدة للشهداء تزداد سورية كبرياء وعزة وتثبت يوما بعد يوم انها ارض الشهادة والدم الطاهر وان قدرها ان تربي الابطال الذين طالما احتاجتهم للذود عنها في وجه المتآمرين ومرتزقة المصالح وتجار الدم. |
|