|
حدث وتعليق وأن تدخّلها العسكري في هذا البلد أو ذاك هو لمكافحة الإرهاب والديكتاتورية ونشر العدالة على طريقتها الخاصة، ونصرة حقوق الإنسان، والأمثلة على طريقتها في نشر الحريات لا تزال ماثلة أمامنا في العراق وأفغانستان، وتجنيدها الأبواق والقنوات الاعلامية التي تأتمر بأمر حكام ومشايخ النفط والغاز لنشر هذه الدعاية الإعلامية بحماسة. لكن التاريخ الأسود للجيش الاميركي يفضح تماماً هذا التسويق السيئ. فسجلات الجيوش الاستعمارية مليئة ومنذ الازل بالمجازر ضد المدنيين، غير ان الجيش الاميركي يتفوق على جميع الجيوش الاستعمارية الاخرى في ارتكاب المجازر التي تدل على انحطاطه ووحشيته وجبنه، وبالتالي انحطاط ووحشية وجبن الدولة التي يمثلها، وتدافع عنه سواء قتل عن عمد أم غير ذلك. لقد شكل تقرير مجلس حقوق الإنسان عن سورية انتكاسة جديدة لهذا المجلس، المسيطر والمهيمن عليه والذي لا تخرج قراراته إلا بمباركة إدارة العم سام وموافقتها، وقد غاب عن المجلس الأممي الذي بات لا يرى إلا بعين واحدة كغيره ولا يعقد إلا بأمر من واشنطن غاب عنه الانتهاكات والتعديات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الاعزل الذي لا يملك سلاحاً لمواجهة آليات الاحتلال وطائراته سوى حجر ،دفاعاً عن أرضه ومقدساته الدينية وسط صمت العالم أجمع تجاه ذلك. والسؤال ألم يرَ مجلس حقوق الإنسان الجندي الأميركي الذي ارتكب بدمٍ بارد مجزرة في قندهار سقط فيها سبعة عشر قتيلاً أفغانياً من الأطفال والنساء بينما كانوا نياماً، وتورط عسكريوها بقتل أربعة وعشرين جندياً باكستانياً، ولماذا لم يوجه القضاء الأميركي تهماً بارتكاب هذه المجازر ،وكما حدث مع مرتكب مجزرة الحديثة في العراق والذي أطلق صراحة وأفلت من العقاب، بالتأكيد لأن أميركا ومؤسساتها لم ولن تخرج عن الاطار الذي تتعامل به حيال قضايا العالم، ما يضع العديد من علامات الاستفهام على المعايير المزدوجة التي تتعامل بها.! |
|