|
نافذة على حدث بعيداً عن ما تشكله تلك العقوبات المجحفة أحادية الجانب والمخالفة للقوانين الدولية، من تشكيل ازمات إنسانية متتالية بعيدة كل البعد عن السياسة والميدان.. فكلام بومبيو يجافي الحقيقة بشكل تام، وهو لا يمس من بعيد ولا من قريب أي معطى من معطيات الاحداث الجارية. فالأميركي «الطموح» الى الحلول السياسية في سورية بحسب مزاعمه، لطالما عمل على عكس ذلك بالخفاء والعلن، سيما في دعم الارهاب بكل الوسائل بحيث استفاضت الجعب من تلك الاعمال الداعمة للإرهاب في أماكن وجوده، ولا تزال الى الآن تنفضح مظاهر ذلك الدعم الذي قدمته يداها القذرتان لعناصر داعش الارهابي، وغيرها من الميليشيات والتنظيمات التابعة. دفعات جديدة من الدعم المقدم إلى مرتزقة «قسد» الانفصالية في محافظة الحسكة في الشمال الشرقي هي دليل على متابعة عملها في ذلك الاطار الذي يعيدها في كل مرة الى المربع الاول الذي بدأت منه، والذي كان منطلقاً لتفشي الفوضى الارهابية في زمن الربيع العربي المشؤوم. هذا القرار وتلك الاجراءات لم تكن وحيدة، فدعم تنظيم داعش ومحاولة تهريب فلوله المهزومة الى مناطق احتلالها هي ايضاً من ضمن تلك الألعاب، وما سبق ذلك استثناء قاعدة التنف من قرار الانسحاب من الاراضي السورية، وغيرها الكثير. في معرض الفعل قبل القول، فإن كل تلك المعطيات تفند ما يدعيه ويقوله بومبيو، وتبحر في بحر الذاكرة لتجلب مع امواجها ذكريات الفعل الاميركي الوحشي بحق الشجر والبشر والحجر.. فعن أي عملية سياسية يتحدث بومبيو؟؟ ما بات مؤكداً أن خيار أميركا العسكري لإسقاط الدولة السورية وصل إلى نهاية الطريق المسدود، واصطدم بالجدار المسدود، ما دفعهم للتحول لاستراتيجية الحل الملغوم عبر إجراءات تحد بحسب تلك الاوهام من سلسلة هزائمهم المتكررة التي لا تعد ولا تحصى. |
|