تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث..بين خرائط الوهم وحبال الفتنة.. واشنطن تصارع طواحين الهواء

صفحة اولى
الجمعة 19-4-2019
كتب حسين صقر

بعد أن تحسست حقيقة هزيمة عملائها ومرتزقتها على يد الجيش العربي السوري وحلفائه، واستشعرت خطر الموت القادم لقواتها التي تنشرهم في بعض المناطق السورية وعلى الحدود مع العراق،

عرفت أميركا بأن ما ينتظرها أمر جلل، سوف يهز كيانها وينال من هيبتها أمام أولئك الأتباع الذين استطاعت تدويخهم وجعلهم تابعين مطيعين، ولهذا مازالت تعوّل على إذكاء نار الفتنة، لظنها أنها سفينة النجاة التي يمكن أن تنتشلها من موج الإخفاق العالي إلى شاطئ السلامة الدائم.‏

واشنطن تحاول الإمساك بالورقة الكردية من جميع الأطراف، وذلك بهدف تحريك مرتزقة «قسد» الذين يعملون تحت جناحها لضرب مواقع الجيش العربي السوري، لمعرفتها بأن هناك من يعارض هذا الأمر ضمن المكون الكردي، وتعلم أكثر من غيرها أن هؤلاء لن يسلخوا أنفسهم عن النسيج السوري وهم جزء منه، وسوف يعارضون أي عمل عدائي ضد جيشنا العقائدي، لذا ستواصل العزف على هذا الوتر، حتى تتخشب أصابعها، وربما لن تمل أو تيأس، لكن من المؤكد أن ذلك لن يحقق لها حلمها، وبات ذلك مستحيلاً.‏

والولايات المتحدة ليست وحدها في هذا المضمار، بل نجد وكلاءها في السعودية والكيان الصهيوني، وأتباعها الأوروبيين يحاولون تأجيج الفوضى ودعم الإرهابيين من جديد في الجنوب عبر إحياء عمل العصابات، واللعب في عقول بعض من انضموا للمصالحات للاستثمار فيهم، وفي الشمال من خلال العزف على وتر فبركة استخدام الكيميائي لاتهام الحكومة، وكأنهم لم يستفيدوا بعد من الدروس الماضية التي تلقوها، متجاهلين أنه لا رجعة لسورية عن تنظيف كل شبر من أراضيها من درن الإرهاب، والفكر المتطرف الذي يحرّض من خلاله الغرب والأعراب على تسعير نار الحرب التي بدأت جذوتها تنطفئ.‏

إذكاء نار الفتنة ليس المجال الوحيد الذي تريد واشنطن التحليق فيه، وتستمر بمصارعة طواحين الهواء، ففي حين لم ينشف بعد حبر قرارها الجائر حول الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، حتى أعقبته بخريطة مزعومة واستفزازية تجعل منه جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة أصلاً، وليس للكيان الصهيوني أي حق فيها، متناسية أن ذلك قد يشعل فتيل المقاومة، ولاسيما أن أهالي الجولان المحتل يحتفلون اليوم بأعياد الجلاء، وهم مصممون كأي وقت مضى على التمسك بهويتهم ووطنهم الأم سورية، مؤكدين أنه لا سيادة لمحتل على أراضيهم.‏

ما تفعله أميركا سواء في الجزيرة السورية، لتخليص ذاتها ولإرضاء النظام التركي، أم ما تعلل فيه الكيان الصهيوني، أم ما تمارسه بشأن رفع وتيرة الحصار الاقتصادي الجائر، وتحريضها العملاء على زيادة الطين بلّة لن يفيدها في شيء، ولن يغير من حقيقة الانتصارات السورية القادمة، وسوف يُبقي الإدارة الأميركية عائمة في الوهم والسراب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية