|
الثورة
يظنون أنهم باتوا عبئاً علينا وأنه لم يعد لهم دور، فقد كبّرونا وعلّمونا وفتحوا لنا بيوتاً وزوّجونا، أما هي فلم تنته مهمتها ولا تزال تنتظر أولادنا عندما ولدوا، عطرتهم وبـ (البودرة) الطيبة رشت أجسادهم الغضة ولم تنس حتى بين أصابعهم الصغيرة، وكم ناغت لهم فهل ننسى؟.. أم هل تذكرين كيف جهّزت حنطة البلد كالذهب عندما كانت تبزغ أسنانهم وتعدين وليمة لسلق الحبوب وتدعو لها الجميع؟.. هل تذكرين كيف كنت تعبقين صدرك برائحتهم وتقولين: أغلى من الولد ؟.. لا تتسع الصفحات لنبقى نذكر بركتكما في البيت وفرحة الصغار بقدومكما وأنتما تحملان لهم ما يحبون، ومازالوا يحبون كل طلة منكما، ومازال هذا المجتمع إلى الخير والبركة . دعونا لا نضيّع هؤلاء، دعوهم يعيشون في بيوتنا، دعوا بيوت العجزة لمن انقطعوا من شجرة فلا فرع لهم، دعوهم يدفئون ليالينا الباردة، لا تتركوهم بعيداً عنكم، فهم الخير والبركة. |
|