تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الجــــلاء..هـــمم شـــــــامخة ودروس في التضحيـــــة والإبــــاء

مجتمع
الجمعة 19-4-2019
يحيى الشهابي

جسد جلاء الاستعمار الفرنسي عن سورية بعد مقاومة شرسة بأشكال مختلفة استمرت لعشرات من السنين مرت خلالها عبر نضال مستمر ومتصاعد رغم ما تخللها من الظلم والقهر والاستعباد والإعدامات التي كان ضحيتها آلاف مؤلفة من فئات الشعب ومن مختلف الشرائح والطوائف «شباب وشيب ونساء»

،حيث لم تكن المرأة بعيدة عن هذا الحراك الثوري ،بل وقفت إلى جانب الرجل في مواقف مشرفة تشد من آزره تارة ،وتحمل البندقية تارة ،وتقوم بمساندته بكل الأشكال وعلى قدر استطاعتها حيث كانت في بعض الأحيان مدهشة بما قامت به ،ذلك الحراك لم يأت من فراغ بل كان امتدادا لتاريخ نضالي استمر منذ الأزل وسيستمر طالما وجد الظلم والاستعباد.‏

اليوم ونحن في هذه الذكرى المشرفة نستلهم من ذكراها المباركة دروسا ممن سبقونا ،وهمماً شامخة سيذكرها التاريخ وسيتعلم منها أولادنا وأحفادنا دروسا في التضحية والإباء كما ذكرناها لاسيما وأننا نعيش اليوم معركة في الشرف والبطولة التي سطرها ويسطرها أبطال الجيش العربي السوري في كل بقعة من أرضنا الطاهرة على مر التاريخ ،وهو الذي وقف وسيبقى في مكانه من خلال عقيدته الراسخة أن هذه الأرض لا يمكن إلا وأن تكون لأبنائها الشرفاء الذين بذلوا دماءهم رخيصة في سبيل عزته وكبريائها وهم الذين أقسموا بأنها حرام على غيرنا ببرها وسماها وبحرها ،وستبقى عزيزة وكريمة بهمة هؤلاء الأبطال وشرفاء الوطن .‏

اليوم وفي قمة احتفالاتنا بهذه المناسبة التي مرت عليها السنون بأهميتها وعظمتها ،نحن نعاني من ظلم ذوي القربى والجوار قبل الأعداء في سابقة خطيرة نتعرض من خلالها لأبشع العمليات الحربية والنفسية والظواهر الأكثر بشاعة وقسوة ،و التي اعتمدت فيها على جميع الأساليب المجرمة والتي تقشعر لها الأبدان حيث طالت البشر والحجر والنسيج الاجتماعي برمته،قاصدين منها تدمير ثقافة شعب أبى إلا أن يكون حرا .‏

هذه المناسبة التي مرت عليها السنون بقيت تشكل استلهاما لهمم متقدة تتجدد باستمرار، واستذكارا للعظماء الذين ضحوا بدمائهم الذكية في سبيل هذا الوطن العزيز وأيضا تتضح ملامحها /تلك الذكرى المجيدة /كلما مرت بنا الشدائد التي تعمل فيما تعمل على شحذ همم القوى الوطنية والصديقة بأن تحرير أراضينا المحتلة لابد قادم مهما عظمت التحديات وكثرت المؤامرات والتخاذل ممن سيكون مصيرهم مزبلة التاريخ كما كان من سبقهم وتواطؤوا مع الاحتلال ،وهي كذلك مناسبة يتجدد فيها العهد لأبطالنا الساهرين على حمى الوطن، وبأننا على العهد دائما كما هي مناسبة لنا ولمن يخلفنا بأن الطريق الصحيح والوحيد ، للكرامة لا يأتي من خلال التنازل عن الثوابت والخيانة بل هو طريق واضح لكل الأجيال السابقة واللاحقة ،وبأنه لا حرية دون بذل المزيد من التضحيات والمقاومة ، فكل التحيات للصامدين في بقاع هذا الوطن الغالي وللمدافعين عن حرية وكرامة شعبنا في أرضه الطاهرة وستبقى سورية على مر الزمان رمزا للكرامة العربية كما كانت مهد الأبجدية الأولى وللحضارة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية