تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل سيأتي اليوم الذي نرى فيه أوروبا تعارض واشنطن!!

The Guardian
دراسات
الجمعة 19-4-2019
ترجمة غادة سلامة

يقول أوليفر هولمز بأن سياسيين أوروبيين سابقين رفيعي المستوى دعوا في خطاب موجه إلى أوروبا لرفض أي خطة سلام أمريكية في الشرق الأوسط ما لم تكن منصفة للفلسطينيين، ووقع الخطاب، الذي أرسل إلى الجارديان والاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية، بأقلام 25 من وزراء الخارجية السابقين وستة رؤساء وزراء سابقين وسكرتيرين عامين سابقين لحلف الناتو.

وقالوا «لقد حان الوقت لأوروبا أن تقف إلى جانب معاييرنا المبدئية للسلام بين إسرائيل وفلسطين» وإلى حل الدولتين، وأنه يجب على أوروبا أن تقف إلى جانب حل الدولتين لإسرائيل وفلسطين.‏

وقالوا إنه يجب على أوروبا أن ترفض أي خطة لا تنشئ دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل والقدس عاصمة للبلدين، و»لسوء الحظ ، فإن الإدارة الأمريكية الحالية ابتعدت عن سياسة الولايات المتحدة الطويلة»، كما انتقدت اعتراف دونالد ترامب لعام 2017 بـ «مطالبات جانب واحد فقط بالقدس».‏

كما أظهرت واشنطن «عدم مبالاة مزعجة للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي» في الضفة الغربية المحتلة وقطعت مئات الملايين من الدولارات كمساعدات للفلسطينيين، وهي خطوة قالت الرسالة إنها «مقامرة بأمن واستقرار مختلف البلدان الواقعة على عتبة أوروبا «.‏

ومنذ توليه منصبه، ووسط إشادة من حكومة إسرائيل، اتخذ ترامب تدابير يُنظر إليها على أنها معاقبة للفلسطينيين وتُخنق أيضاً بقاء الدولة الفلسطينية.‏

هذا وتحت الضغط الأوروبي والدولي ووعد الرئيس الأمريكي بالكشف عن «صفقة نهائية» لا تزال سرية للفلسطينيين، على الرغم من أن القيادة الفلسطينية رفضت بشكل استباقي الصفقة باعتبارها متحيزة قطعاً لمصلحة اسرائيل وضد الفلسطينيين، واستبعد بنيامين نتنياهو بشكل قاطع قيام دولة فلسطينية.‏

ويضم الفريق الأمريكي المكلف بصياغة الخطة، صهر ترامب، جاريد كوشنر، والسفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، وهو محامي الإفلاس الذي كان صوته في دعمه للمستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية، وأخبر فريدمان مجموعة الضغط الموالية لإسرائيل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية في واشنطن الشهر الماضي أن ترامب هو «أكبر حليف لإسرائيل يقيم في البيت الأبيض»، وقد قال ترامب شخصياً أنه حان الوقت الآن لدفع إسرائيل لإحكام سيطرتها العسكرية الدائمة على الأراضي الفلسطينية.‏

ففي يوم الثلاثاء الماضي، فاز نتنياهو بالانتخابات الإسرائيلية، وحصل على فترة ولاية خامسة من خلال تشكيل حكومة ائتلافية من الأحزاب اليمينية والمؤيدة للمستوطنين، وقبل أيام قليلة من الانتخابات، قال نتنياهو إنه إذا فاز، فإنه يعتزم ضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وهي خطوة يرى الفلسطينيون أنها نهاية لآمالهم في إقامة دولة حيث لن تكون هناك أرض لهم لبنائها.‏

وعندما سئل نتنياهو في مقابلة مع موقع «إسرائيل ناشيونال نيوز» على الإنترنت عما إذا كان «أصدقاؤه» في البيت الأبيض على علم بالخطة، أجاب: «بالتأكيد»، وقال: «ثلاثة أشياء قلت لهم: أولاً، لن يكون هناك مستوطنات ممزقة بعد الان، النقطة الثانية هي أننا لن نقسم القدس، النقطة الثالثة هي أننا سنستمر في السيطرة على كامل الأرض الواقعة غرب نهر الأردن، «في إشارة إلى الضفة الغربية المحتلة، وفي سؤال حول خطط ضم نتنياهو للأراضي الفلسطينية، قال مايك بومبو، وزير خارجية ترامب، إنها لن تلحق الضرر بخطة السلام غير المعلنة، ملمحاً إلى أن الاقتراح الأمريكي لا يتصور قيام دولة فلسطينية. وقال: مايك بومبو أعتقد أن الرؤية التي سنعرضها ستمثل تغييراً ملموساً من النموذج الذي تم استخدامه» .‏

المسؤولون الأوروبيون ردوا على ترامب وإدارته بأنه على أوروبا «أن تكون متيقظة وأن تتصرف بشكل استراتيجي» وخاصة عندما قدم ترامب الخطة الجديدة، وقد تم إرسالها يوم الأحد الماضي إلى فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، ووزراء الخارجية الأوروبيين.‏

ومن بين الموقعين عليها جان مارك أيرولت، وكارل بيلت، وفودزيميرز سيموسيفيتش ، وماسيمو داليما ، وغاي فيرهوفشتات ، وداتشيان سيولوا، رئيس الوزراء السابق لفرنسا والسويد وبولندا وإيطاليا وبلجيكا ورومانيا على التوالي. ووقع أيضاً السكرتيران العامان السابقان للناتو ويلي كليز وخافيير سولانا، والرئيس الايرلندي السابق ماري روبنسون، كما قام كل من وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند وجاك سترو بإضافة أسمائهم أيضاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية