|
دراسات
وهذا ما لم يتحقق ولن يتحقق طالما تلك الأطراف مستمرة من جهة في دعم الإرهاب محاولاً حصار وقتل الشعب السوري وبشتى الوسائل والسبل السياسية والعسكرية والاقتصادية، وطالما أن مطالب تلك الأطراف تمس من جهة أخرى كرامة ووحدة وسيادة الدولة السورية بكامل منظومتها الشعب والجيش والقائد. من هنا يمكننا أن نقرأ ونفهم أبعاد وأسباب وغايات التصعيد بفصوله المتواصلة والمتدحرجة كما هو متوقع خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة، في ظل حالة الاستعصاءات والأزمات المتلاحقة التي تلاحق منظومة الإرهاب برمتها رغم هالة الانتصارات التي تحاول بعض أطراف تلك المنظومة خلقها وإحاطة نفسها بها من أجل إخفاء الحقيقة وتشتيت الانتباه عن العجز والتخبط والإخفاق المتورم الذي تعاني منه جميع الأنظمة والدول الراعية والداعمة للإرهاب. من داخل الحدث يمكن ببساطة ملاحظة حجم التصعيد الكبير ومعه يمكن تلمس شراسة الحرب التي تشن على الشعب السوري والدولة السورية والجيش العربي السوري وسط غياب كامل لإرادة حقيقية للحل السياسي وحضور مفرط للتصعيد والتفجير، وهذا يعكس بكل تأكيد وصول منظومة الإرهاب إلى طريق مسدودة في تحقيق غاياتها في سورية بعد نحو ثمانية سنوات من الحرب الشرسة ضدها، ليس هذا فحسب، بل إن أحد أسباب جمود المشهد السوري هو انفتاح المنطقة والعالم على المجهول بعد نجاح الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب الاستعماري في تحطيم استقرار الكثير من دول المنطقة والعالم - السودان ، الجزائر ، ليبيا، اليمن،فنزويلا- مع توقعات بأن تترشح هذه القائمة للزيادة خلال المرحلة المقبلة محاكاة وتنفيذاً لاستراتيجية (الفوضى الخلاقة) التي تنتهجها الولايات المتحدة لتخريب وتدمير العالم بغية السيطرة عليه ونهب خيراته ومقدراته وثرواته. في الأفق تلوح جولة جديدة من جولات محادثات آستنة ليعود الحديث مجدداً عما يمكن لهذه الجولة أن تحققه في ظل التصعيد المستمر للإدارة الأميركية وحلفائها وأدواتها في الميدان السوري، حيث لا تزال التنظيمات الإرهابية التي يدعمها الأميركي والتركي تواصل خرقها واستهدافها للمناطق الآمنة ولنقاط الجيش العربي السوري، وما تعجز عن تنفيذه تلك التنظيمات بحق المدنيين الأبرياء يقوم طيران التحالف الأميركي أو طائرات كيان الاحتلال الإسرائيلي بفعله على الأرض حيث أدت تلك الاعتداءات المتكررة الى ارتقاء عشرات الشهداء وجرح مئات الأبرياء. وبالتالي فإن أي حديث عن اجتماع جديد من اجتماعات الحل السياسي يبقى أمرا سرياليا وبعيدا عن الواقع ما لم يرتبط بإجراءات ومواقف عملية وحقيقية على الأرض من شأنها أن تحارب الإرهابيين الذين يسرحون ويمرحون بغطاء أميركي وتركي في ضوء تهرب النظام التركي ومعه الإدارة الأميركية من تعهداتها وقراراتها المعلنة والواضحة لجهة الانسحاب الأميركي الكامل من الجغرافيا السورية ولجهة التزام النظام التركي بالقضاء على التنظيمات الإرهابية التي يدعمها ويحميها ويراهن عليه للابتزاز والاستثمار في طموحاته ومشاريعه الاحتلالية والتقسيمية. وفي سياق التصعيد المستمر لمنظومة الإرهاب وأدواتها وأذرعها في الميدان فقد واصلت المجاميع الإرهابية أعمالها التخريبية التي تستهدف البنى التحتية ومنازل المواطنين حيث أقدمت خلال الساعات القليلة الماضية على تدمير جسر التوينة في ريف حماة الشمالي الغربي الواقع غرب قلعة المضيق بحدود 2 كم بالريف الشمالي بعد أن قاموا بزرع كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار في أماكن متفرقة من جسم الجسر، وقد تسبب الانفجار بتدمير الجسر بشكل كامل لاسيما أن هذا الاعتداء هو الثالث من نوعه بعد أن أقدم إرهابيو الحزب التركستاني في 5 و 14 أيلول 2018 على تدمير أجزاء من الجسر بينما شهدت جسور مماثلة كجسر الشريعة وجسر بيت الرأس أعمالاً تخريبية على ذات المحور وذلك في إطار استهداف وتدمير البنى التحتية للدولة وقطع الطرق الواصلة بين مناطق سهل الغاب،ويأتي تدمير التنظيمات الإرهابية للجسر كمحاكاة لجرائم (التحالف الدولي) بقيادة الولايات المتحدة وتنظيم (داعش) الإرهابي حيث عمداً خلال العامين الماضيين إلى تدمير جميع الجسور على نهر الفرات لمنع وحدات الجيش العربي السوري من التقدم في عملياتها ضد الإرهاب. وقبل ذلك قامت التنظيمات الإرهابية بإطلاق عدد من القذائف والصواريخ على المناطق الآمنة في مدينة حلب خصوصاً على المناطق التي تخضع لاتفاقية «نزع السلاح» بموجب «مذكرة التفاهم» الروسية ــ التركية الموقّعة في سوتشي في أيلول الماضي، حيث تسببت تلك الصواريخ التي سقطت على شارع النيل وحي الخالدية في المدينة باستشهاد 11 مدنياً وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. |
|