تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دافوس في دورته الـ40 ...قبض للريح أم تطبيق للطموحات؟

اقتصاد عربي و دولي
الأحد 7-2-2010م
ميساء العلي

الدورة الاربعون للمنتدى الاقتصادي العالمي ، والتي استضافها منتجع دافوس السويسري شهدت خطابات ساخنة ولا سيما في الجلسات التي تناولت ضبط القطاع المصرفي

فقد ندد الرئيس الفرنسي نيكولاساركوزي بانحرافات الرأسمالية المالية في خطابه الشديد اللهجة حول أسباب الأزمة الاقتصادية والمالية.‏

وكانت خطة الرئيس الامريكي باراك اوباما لـفرملة القطاع المالي والتي عرضت قبل بضعة ايام من افتتاح مؤتمر دافوس ماثلة في أذهان الجميع وقد شرحها بالتحليل مصرفيون عديدون تناولوا مساوئها من وجهة نظرهم فهي قد تضر بالعمالة والتجارة حسب رأي رئيس بنك باركليز البريطاني فيما اقر آخرون ان المصارف ينبغي ان تتحرك لاعادة الثقة.‏

وهذا ما جعل القادة السياسيين يشددون على الحاجة لتنسيق دولي قوي في هذا الخصوص ولاسيما بعد ان ارسلت كل من باريس وبرلين اشارات داعمة للخطة الامريكية وكان لموضوع مستقبل البنوك والنمو خاصة و تمويل العجز في ميزانية اليونان والديون حيز واسع من النقاش ولاسيما بعد ان ضربت الديون اليونانية سقفا لم تصله في تاريخها حينما بلغ حجم الدين العام للدولة زهاء 440 مليار دولار.‏

جورج باباندريو رئيس الوزراء اليوناني ووزير المالية جورج باباكونستانيتنو أعربا من على منصات المنتدى ان بلادهما ستتحمل وتتكفل وحدها باصلاح ماليتها العامة ايا تكن التحفظات الاجتماعية في البلاد بالمقابل اكتفى القادة الاوروبيون بتأكيد دعمهم لاثينا ونفوا اعداد خطة مساعدة، لكن مصدرا حكوميا اوروبيا صرح لوكالة فرانس برس ان تقديم المساعدة امر غير مستبعد لكن سيأتي من مؤسسات مالية وليس من الدول الاعضاء.‏

وفيما يخص مسألة النمو أشيع تفاؤل حذر تجاه العام الحالي.‏

فالمدير العام لصندوق النقد الدولي دومينك ستراوس جزم في كلمته ان النمو مازال هشا لانه يبقى مرتبطا بخطط الدعم العامة وهذه الاخيرة سيتعين في وقت ما سحبها كما يثير المستوى المرتفع لمعدل البطالة تخوفا من ضعف النشاط خلال هذه السنة.‏

توفير السيولة‏

هاييتي المنكوبة كانت حاضرة خلال منتدى دافوس حيث دعت الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة في دافوس المؤسسات إلى المساهمة في جهود إعادة الاعمار،وقالت كاثرين براغ المديرة المساعدة لتنسيق العمليات الانسانية في الامم المتحدة انه ينبغي توفير السيولة وليس البضاعة لكنها اشارت الى سلعتين يحتاج اليهما الهايتييون بصورة ملحة الوجبات الجاهزة للاستهلاك والخيم.‏

وعلى المدى البعيد دعا الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى هاييتي رؤساء الشركات للاستثمار في هاييتي لمرافقة عملية اعادة الاعمار بعد الزلزال المدمر معتبرا ان انطلاقة اقتصادية جديدة امر ممكن في هاييتي.‏

وبهذا الخصوص اعلن الملياردير الامريكي ومؤسس مايكروسوفت بيل غيتس ان مؤسسته تتعهد بدفع عشرة مليارات دولار على مدى السنوات العشر المقبلة للابحاث والتنمية وتقديم لقاحات للبلدان الاكثر فقرا.‏

وعلى صعيد التجارة العالمية اقترحت البرازيل ان يلتقي القادة الدوليون لاعطاء دفع لمفاوضات الدوحة حول تحرير التجارة المتعثرة حاليا وفي هذا السياق شارك 17 وزيرا يمثلون دولا مختلفة في مؤتمر مصغر على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي.‏

وكان باسكال لامي رئيس منظمة التجارة العالمية شدد في كانون الاول الماضي على ضرورة احداث اختراق في اذار المقبل لتتويج دورة الدوحة باتفاق خلال العام الجاري.‏

أصداء منتدى دافوس‏

مع ختام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس نهاية الشهر الماضي كانت الاجواء بعيدة عن الارتياح فقد حذر المدير العام لصندوق النقد الدولي من ان تصحيح اوضاع المالية العامة سيكون احدى المشكلات الكبرى المطروحة على الاقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة .‏

واضاف ستراوس كان (سنواجهها لخمس أو ست او سبع سنين بحسب الدول وبعد ما لجأت الدول الى الاقتراض لاخراج اقتصادها من الانكماش يترتب عليها الآن الاستعداد للتخلي عن الاجراءات الاستثنائية والمكلفة التي اتخذتها للتصدي للازمة.‏

ولفت ستراوس كان إلى ان هذه العملية ستكون دقيقة للغاية لانها ان اجريت بسرعة فقد تؤدي الى عودة الانكماش الاقتصادي بالمقابل شددت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد على اهمية توقيت سحب الدعم العام للانتعاش واصلاح القطاع المالي وتصحيح المالية العامة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية