تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


السلام بين قرع الطبول والمبادرات الفاشلة

شؤون سياسية
الأحد 7-2-2010م
نبيل فوزات نوفل

الكيان العنصري الصهيوني حكومة وشارعاً يقرعون طبول الحرب، ويستعدون لها، بالتدريبات والتجهيزات، واجراء المناورات في البر والبحر والجو وعلى الصعد اللوجستية المختلفة،

إلى جانب التصريحات حول عنصرية الكيان والعمل على تحقيق «يهودية الدولة» والاستمرار في بناء المستوطنات أو بالأحرى المستعمرات بشكل صارخ دون أن يعير الاهتمام لكل نداءات ووساطات المجتمع الدولي.‏

وفي الوقت نفسه تتقاطر إلى المنطقة طائرات ما يسمى بمبعوثي السلام، أو من يحملون مشاريع سلام، بأصباغها وأطيافها المختلفة، تارة من أوروبا، وتارة من الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها. وكلها في الواقع، تهدف لهدف واحد فقط هو مصلحة الكيان العنصري الصهيوني وانتزاع اعتراف عربي كامل بوجوده، باغتصابه للحقوق العربية. ولا حاجة لمراجعة هذه المشاريع منذ عشرات السنين وحتى الآن بل سنتطرق إلى ما يحمله السيد ميتشل للمنطقة بين الفينة والأخرى، فهو قد جاء للمنطقة بتكليف من الرئيس الأمريكي «أوباما» الذي استبشر به العالم خيراً، وظن معظم الناس أنه سيكون بعكس سلفه «بوش» وأنه سيلتزم موقف النزاهة والحق في هذا الصراع، إلا أنه سرعان ما تبين أنه تمثال من شمع، بدأ يذوب تحت أشعة شمس الصهيونية التي تحيق به من كل جانب.‏

فالسيد ميتشل يردد ما يقوله له حكام الكيان الصهيوني من شروط تعجيزية والتي يعرف سلفاً أنها غير مقبولة من العرب عامة والفلسطينيين خاصة، وأنه لا يوجد أحد يقبل بها في الوطن العربي والصهاينة يتشددون في ذلك، مستغلين الدور الأمريكي الضعيف الذي لا يجرؤ على القول لأصحاب الرؤوس الحامية في الكيان الصهيوني إنهم يدمرون السلام وإنهم هم من يقف في وجه قطار السلام، الذي أطلقه أوباما.‏

وعلى الرغم من التراجع الخطير في الموقف العربي تجاه الحقوق والتنازل عن الكثير من الحقوق الوطنية والقومية من قبل البعض والتي وردت في مبادرات العرب للسلام إلا أن الكيان الصهيوني قد رفض كل هذه المبادرات ولم يحفظ ماء وجه أصدقائه ولا القوة الداعمة له ولا حتى يحسب حساباً لرئيس الولايات المتحدة السيد أوباما.‏

فالمبادرات التي يحملها السادة القادمون من الغرب أو واشنطن تمارس الضغط على العرب والفلسطينيين خاصة وتحملهم مسؤولية إخفاق جهودهم فيما يسمى عملية السلام.‏

إن هذا الواقع يمثل استهتاراً بالعقل العربي والعالمي وبشعوب المنطقة كافة التي باتت على يقين بأن عدو السلام ومعرقله هو وحده الكيان الصهيوني الذي لا يوجد فيه أحد يؤمن بالسلام، حكومة وشارعاً، الذين في السلطة أو الذين يقبعون في بيوتهم التي سطوا عليها وطردوا شعبنا العربي منها، بل إن هؤلاء لن يقبلوا بالسلام حتى لو قبل الفلسطينيون بشروطهم لأنهم يريدون الأرض خالية من الشعب فهم يريدون الأرض وقد خلت من الفلسطينيين بعد أن يشردوا من بقي في أرضه ورفضوا عودة من طرد منها.‏

وبالتالي فإن ميتشل وغيره من الذين يحملون المبادرات الغربية (للسلام) يعملون على قلب الحقائق وتزوير الوقائع خدمة للكيان الصهيوني.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية