تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أزمـــــة بـــــاب المغـــــاربة

ترجمة
الأحد 7-2-2010م
ترجمة: ريما الرفاعي

يقاطع ملك الاردن رئيس الحكومة نتنياهو بسبب سياسته في شرقي القدس. كما أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، يتربص أي تحرش من الحكومة الاسرائيلية بالمقدسات الاسلامية.

وكأن بنيامين نتنياهو لا تنقصه الا ازمة باب المغاربة عند مدخل الحرم الشريف. سواء أراد أم لا ، هذه الازمة مطروحة بقوة على طاولته. وقد قدمت اليه قبل اسبوعين المحكمة في القدس سلما، وعليه ان يقرر الان ما اذا كان يريد استغلاله لينزل عن الجسر، ام يفضل التسلق الى أعلى والمقامرة بما بقي من علاقات لاسرائيل مع العالم الاسلامي.‏

في الاسبوع المقبل، ستكون مرت ثلاث سنوات منذ بدء الحفريات في الموقع الذي يثير الغضب والذي يفضي الى المسجد الاقصى ويطل على ساحة البراق. وقد رافق ما يقرب ألفي شرطي آنذاك الاثاريين والعمال الذين أرسلوا لاعداد أعمال الترميم في المكان، بعد ان تبين في 2004 أن ثمة صدوعا في الجسر القديم. وانتشرت في الدول العربية اشاعات ان اليهود يريدون الاخلال بأسس المساجد واعداد المكان لبناء الهيكل الثالث. وحذر ملك الاردن من أن هذه الاعمال ستخل بالاستقرار في الشرق الاوسط. كما حذر متحدث باسم حماس من أن المس بالمسجد سيفضي الى نهاية الهدنة المؤقتة . وبعد مضي بضعة أشهر أعلن فريق من الخبراء الاتراك بعد أن فحص الحفريات، ان الحديث هو عن خطة لهدم ممتلكات ثقافية من العصر الاسلامي.‏

لم يخف حاخام الحائط الغربي، شموئيل رابينوفيتش ، وهو رجل كثير الاعمال، أبدى نيته باستغلال الفرصة الاحتفالية لترميم الجسر، من اجل احداث فراغ تحته وتخصيص ممر للنساء. وقد اعتاد على القول مازحا ان الله جل جلاله استجاب دعاءه وأرسل الصدوع، ليكون من الممكن التخفيف من الازدحام في الباحة. واستغل الحاخام ايضا علاقاته في القدس بمكتب رئيس الحكومة ايهود اولمرت، ومع مجموعة ترميم الربع اليهودي وتطويره، ليقدم خطة مفصلة لتغيير وجه باب المغاربة. بل ان اولمرت وضع نفسه على رأس لجنة وزارية خاصة لتقديم المشروع. وتنقلت الخطة بين لجان التخطيط ، حتى بلغت المجلس القطري للتخطيط والبناء.‏

وقبل اسبوعين، حدث أمر في القدس هدد بالتشويش على الخطة. فقد نظرت رئيسة المحكمة اللوائية، القاضية موسيا اراد في الصور التي عرضها عليها المحامي قيس ناصر، الذي وكله المؤرخ الاسلامي الدكتور محمود مصالحة، بعد أن رفع استئنافا بشأن الخطة. وحسب الصور التي التقطت عام 2004، كان الضرر الذي أصاب الجسر ضئيلا وانحصر في الجزء الشمالي منه. وأكد رأي استشاري اختصاصي علق على الصور ان الصدوع لم تؤثر ابدا في سائر اجزاء الجسر، وانه يمكن ترميمه في زمن قصير بمبلغ لا يزيد على 50 ألف شيكل. على الاثر،أرسلت القاضية أراد مندوبي مكتب رئيس الحكومة ليستوضحوا حتى نهاية الشهر ما اذا كان يقبل ربهم (بنيامين نتنياهو) اقتراحها تجميد خطة توسيع مساعدة النساء. وسوف يستوضح المحامي ناصر في هذه الاثناء موقف اليونسكو من الخطة، حيث تواكب المنظمة المسيرة منذ بدايتها للتحقق من أن الاعمال لن تضر بالموقع.‏

أما فرح ناصر فقد سيطر عليه الشك : «برهنا أن سقوط عدد من الحجارة استغل استغلالا سيئا لتغيير وجه موقع حساس قابل لانفجار غير مسبوق».‏

هذا التشكيك في ما تقوم به الحكومة والجمعيات التي تنشط في مجال الحفريات بالقدس، وجد صداه حتى من جانب البروفسور إسرائيل فنكلشتاين، وهو عالم آثار بجامعة تل أبيب ، وصرح أخيرا لمجلة أميركية ان من يحفرون في القدس يحاولون خلط الدين بالعلم وخص بالذكر جمعية إيلعاد التي قال إنها لم تعثر على أي قطعة من مخلفات النبي داوود.‏

وأكد أن ما تقوم به المنظمة الإسرائيلية هو توظيف علم الآثار لتحقيق هدف سياسي هو طرد الفلسطينيين من القدس ، على حين اعتبر إريك مايرز وهو أستاذ للدراسات اليهودية وعلم الآثار في جامعة دوك الأميركية أن ما تقوم به تلك الجمعيات أحد أشكال السرقة .‏

تأتي هذه الشهادات، في وقت تشير الوقائع الى أن الحكومة تمارس سياسة تدعم بموجبها عمليات شراء اليهود لمنازل العرب في مجمل القدس عن طريق وسطاء، وتدعم الوجود المسلح للمستوطنين في المنطقة.‏

ويحذر المحامي دانييل سايدمان، وهو من منظمة «عير عميم» التي تعمل في مجال الحقوق المدنية، من أن أهداف تلك الجمعيات تحول المدينة إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر على أساس ديني في أي لحظة.‏

* بقلم: عكيفا الدار‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية