تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«جائزة شاميسو» تكرّم مَن وجد «وطناً في الغربة»

فضاءات ثقافية
الأحد 7-2-2010م
يحتفل عالم الأدب الألماني بمرور 25 عاماً على إطلاق جائزة شاميسو التي تُمنح للكتاب ذوي الأصول الأجنبية في ألمانيا واختاروا لغة غوته للإبداع الأدبي. وقد نال هذه الجائزة عدة أدباء من أصول عربية من سوريا والمغرب والعراق.

 الشاعر أدلبرت فون شاميسو (1781 – 1838) كان ميلاده في فرنسا، وعندما رحل إلى ألمانيا كان في الحادية عشرة، وسرعان ما تعلم لغة غوته وأجادها وكتب بها أعمالاً ما زالت خالدة حتى اليوم, ثم أصبح رمزاً للكاتب الذي يجد في لغة أخرى غير لغته الأم وسيلةً للإبداع. وعندما قررت مؤسسة روبرت بوش الألمانية تكريم الكتّاب الألمان من ذوي الأصول الأجنبية، لم تجد أفضل من شاميسو ليمنح هذه الجائزة اسمها.‏

خلال تاريخها مُنحت الجائزة إلى عدد من الكتاب الذين أثروا الأدب الألماني وأثروا فيه، مثل التركي الأصل فريدون زايموغلو الذي حصل على الجائزة عام 2005 , ومن أعماله الشهيرة «لغة الكاناك» و»ليلى» والمجموعة القصصية «12 غرام سعادة» التي ترجمت إلى العربية مؤخراً وصدرت عن دار «ميريت» المصرية. أما الكاتب الروماني الأصل إيليا ترويانوف الحاصل على جائزة شاميسو عام 2000 فقد اشتُهر بروايته الضخمة «جامع العوالم» التي صدرت حديثاً باللغة العربية عن دار «الجمل».‏

Bildunterschrift: كان الشاعر السوري عادل قرشولي أول كاتب من أصل عربي ينال جائزة شاميسو. كان ذلك عام 1992، وهو تاريخ يتذكره جيداً الشاعر المولود في دمشق عام 1936، كما يعتز بذلك الوسام الأدبي, لأن هذه الجائزة فتحت له الطريق لكي يتعرف عليه القارئ في الشطر الغربي من ألمانيا بعد الوحدة، بعد أن ذاعت شهرته نسبياً في القسم الشرقي حيث كان ـ ولا يزال - يعيش في لايبزيغ, وكان قرشولي قد نشر أولى قصائده بالعربية مبكراً، وانضم في الحادية والعشرين إلى رابطة الكتاب في سوريا، قبل أن يهاجر إلى ألمانيا عام 1961. في لايبزغ درس قرشولي في معهد الآداب الشهير، وكان الطالب الأجنبي الوحيد هناك. وفي لايبزغ تعرف إلى عدد من الشعراء الذين أضحوا مشهورين فيما بعد مثل فولكر بروان, وسارة كيرش، ومع هؤلاء الشعراء شارك قرشولي في الموجة الشعرية الجديدة في ألمانيا الشرقية سابقاً، وهكذا بدأ الكتابة بلغة غوته التي أصدر فيها عدة دواوين، بينها ديوان «مثل حرير دمشقي» (1968) و»موطن في الغربة» (1984) و»هكذا تكلم عبد الله» (1995). وقد نقل الديوان الأخير إلى العربية عبد الغفار مكاوي في سلسلة «آفاق عالمية» عن هيئة قصور الثقافة المصرية.‏

Bildunterschrift: بعد عام من حصول عادل قرشولي على جائزة شاميسو, حصل  عليها (1993) كاتب آخر  سوري الأصل، وهو سهيل فاضل الذي اشتهر باسمه المستعار «رفيق شامي». لقد نجح هذا الوافد، ابن قرية معلولا، حيث ما زال الناس يتحدثون الآرامية، في أن يصبح واحداً من أنجح كتاب الألمانية، إذ بيعت من أعماله ملايين النسخ، وترجمت رواياته إلى ما يزيد عن عشرين لغة لم تكن من بينها العربية حتى عام 2005. ومن أشهر أعمال شامي رواية «كف مليئة بالنجوم» و»حكايات من معلولا» و»حكواتي الليل». بحكاياته وقصصه التي يمزج فيها سحر الشرق وألف ليلة وليلة بالواقع الألماني العقلاني. استطاع شامي أن يثير لدى القارئ الغربي الحنين إلى يوتوبيا الشرق المتخيل، فكان هذا سبباً في إقبال الشبيبة خصوصاً على قصصه.‏

بعد ذلك ذهبت جائزة «شاميسو» التشجيعية إلى ثلاثة كتاب من أصول عربية، وهم الكاتب المغربي الأصل عبد اللطيف بلفلاح، والقاص العراقي عباس خضر، والروائي العراقي أيضاً حسين الموزاني الذي حصل على الجائزة قبل سبع سنوات .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية