تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وعشقتها

ملحق ثقافي
2012/3/27
كريم سمعون :وعشقتها وأنختُ رحل تعطّشي

صباً لفيء ظلالها‏

وبصوتيَ المجروح كمْ‏

حذّرتها‏

لا تنبشي الدنّ الدفين بخافقيْ‏

وأنا الضنين بمائه‏

قد عشتُ دهراً حافظاً ترياقه‏

بكرُ المشاعر والهوى‏

وأذودُ عن أختام قلبي معلناً‏

بيراعِ حبّك قد حفرتُ وثائقيْ‏

بسلافِك استعرتْ مكامن لهفتي‏

وتضوُّري سغبا لكلّ خليةٍ.. جزئيةٍ،‏

تفصيلة، تنهيدةٍ أو همسةٍ‏

أو نبرة‏

من كونكِ الأشهى للحظ مسارقيْ‏

سكنت فؤادي كل جارحة بك‏

فكفى بصدّك تقتليني لوعةً‏

تكوي الفؤاد صبابة‏

مُدّي الوريدَ لنبض حبي وعانقيْ‏

هاتي أناملك التي لَمَسَتْ عقابيل الجراِح‏

فبلسمتها بريقها بَرئتْ كمسح الأنبياءْ‏

زفّي البشائر أعلني‏

إنّي هناكْ..‏

وتراقصي سَكَرَا على جسد الضياء‏

إنّي.. هنا‏

أنتِ.. هنا‏

نحنُ.. هنا‏

شاخ انتظاري،‏

أمْ سيولد من جديدْ؟‏

شابتْ ذوائب خافقي‏

وعلا الثغام مفارقي‏

هيهات يا عهد الشقاوة والصخبْ‏

ما عادت الزرقاء تمطرني الورود‏

ما عاد جدولنا العتيق‏

يدغدغ الأوراق في تلك الفصول‏

رغم اصفرار الكون في الروض النحيل‏

ما عاد يصهلُ عارما متلهفا‏

لمواسم الريح التي،‏

تتأبّط الأثقال جهدا كي تسوق زوارقي‏

ما عدتُّ أدمن ماءه السلسال‏

من فيض العذوبة والشفاهْ‏

كالطفل يهفو ترضبا‏

نسغ الحياة بهدبها الترياق‏

مَنْ ذا سيمسحُ رأساً‏

يتم ملامح الوجه الحزينْ‏

مَنْ ذا يهدهد‏

هجعة الأنفاس في حمّى الأنينْ‏

أين الأغاني..‏

وصوتك الأخّاذ،‏

وراحتيك على الجبينْ‏

أين الشفاه الذابلاتُ تضمّ أنفاسي،‏

لأزفر من جديدْ‏

وأصابع التحنان تُجري تفقدا‏

أحوال نبضي في الوريدْ‏

مَنْ ذا سيعصر كفّك البيضاء‏

في برد السنينْ‏

لتسيل من بين الأصابع رجفةً‏

فتعيدني طفلاً،‏

وأصبو للمزيدْ‏

وتنزّ من أثلام بصمتها‏

على أفنان روض.. قد تعرّى‏

كلّ ارتعاشات الحنينْ‏

قد كُنتني فيما مضي يا أسّ كون وجودنا‏

حتى انسللتِ كأضلٍع‏

وغدوتِ آخر لا يفارق غايتي‏

ولثأرك المرصود بيْ‏

أضرمتِ نار محارقي‏

وعبرتِ شاردة كأقمار الليالي‏

اللامناص لنيلها‏

والروح حيرى تارةً‏

وتعود يثقلها الصعود عوالقي‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية