|
ملحق ثقافي يأتون نحو وطن لا يرى أفقاً تسكنه سنبلة دون شاطئ أو حدود هم الشهداء يأتون بأسمائهم طوابيرعلى مدى الأعشاب يحدو بهم الفدا يذهبون وحيدين برحلة لقاء إلى حب تمادى مقاييس الشمس أضاءت لهم السماء قناديل البقاء أصبحوا في كتب المجد سبيلاً للنصر هم الشهداء ثمار المجزرة وجمرات من بقايا الحروب إني كرهت أن أكون على حياد... فأنا أعطي للشواهد معناها أفتح لها معبراً في دمي وأعبر في نهار زمني.. وأصرخ من وراء البحر أيها الشهداء إني أرى تحت ظل الفراشات حلم التوحد وأسمع أنين الجراح جسداً يصلي على سجادة فولاذية ما أجمل عشق الشهداء حين يختبئ بعهد القدر رغم نزيف الدماء تبقى الشمس تشرق في شرف وكبرياء واقفة بأحلامها وواثقة بآمالها هم الشهداء
جاؤوا من الزمان إلى المكان يكتفون بالتقرب من السماء استبدوا بما تهب لهم الحرب حد الشهادة حيث ما زالت المجزرة خلف الفراشات ترقد ترقد خلف ليل حافل بالدماء وأنا سأدعو جميع الشهداء وأقرأ معهم وصية الشرف والعهد ونشرب قهوة الصبر ونأكل حلوى الفرح في يوم نصر.. هي الأرض تهيئ أسيافها للنفير المقدسي ويخرج من أحشائها هذا الحمل الكاذب هي السماء تضيء نجومها للحياة ويتنهد الحب في رحمة الشهداء.. هم الشهداء حلمهم يرتوي بنا كقطرات الماء حباً.. وحرباً.. وشرفاً.. من أين تشرق شمسنا؟ كل أجزاء بلادي سجينة؟ لكن في بلادي تختلف الأشياء يتبادل الشهداء معجزة الموت ونساء تعلو صرخاتهم ملء الغياب قد شق لهم جناح البحر راية وطن وتنتظر السماء منهم صباحاً جديداً أيها الأعداء من قال: من قال: لكم العروش ولنا النعوش؟! رغم بقاء الشهداء في أزقة المخيم وحيدين يصارعون حصار الأعداء إلا أنهم هيؤوا لي شرفاً للبقاء ولوناً للسماء كي لا يسكن الموت وجه المخيم الموشح بالبكاء هم الشهداء يغتسلون بالندى الزاهر الساخن من شعاع الشمس يجددون رائحة التراب وكما في ذاكرة الوطن يرقدون يخطف منهم ابتهاج العودة شقاء الحب كما يرشق صميم الحلم على صهوة الثائر والناري وأغفو أنا وحيداً في حزن النكبة لكنني أخرج من فضائي العميق أحرق مصدر غفوتي وأصافح يد أمي وأقبل وجهها الحنون وأرى وطني على شرفات الشمس رموزاً بأسطورة المستحيل هم الشهداء شامخين مبتهجين بالحبق وبالتراب مجبولين تتبارك بهم الحياة ويزهر الياسمين بين الماء والسماء حصار تقف بلادي تغفو في رثاء أبنائها ترتدي على جسدها المرتعش من جنون الركام ثوب المقاومة وتلتقط أنفاس جراحها من جديد يوم أطل عليها بصفحة التاريخ.. يرافقه الصبار المندهش بكبرياء فلسطين هي بلادي هكذا.. منذ أن أشرق عليها إرث الشمس لا الغربان تغادر صباحها ولا عناقيد الموت ترحمها هم الشهداء الوقت لديهم لا يمشي إلا في لحظات الصمت هم الشهداء باقون على هذه الأرض ملتحمين بالجراح وبالأفراح حتى تشرق شمس الصباح وتأتي حتمية النصر من حكمة الصراع.. هنا في بلادي انتصر الدم على السيف هنا على هذه الأرض نطق الحجر وسقطت قطرات دمي وأزهر الشجر والتحم الجراح بالكفاح... لكنني ما زلت خائفاً من غدر الذئاب الراكن في ضحكات الأشباح... هنا أنا على هذه الأرض تاريخ ومقاومة أفتش عن حبيبتي تعيد لي حق اللجوء بلحظة شاهدة.. بمهرة صاهلة.. بصرخة ثائرة.. بمجزرة نازفة.. هم الشهداء طوبى لهم حين يصبحون ويمسون على قمر من الغياب.. أيها الغاصبون لا تقفوا في طريقي هكذا دانسين أيها الغاشمون إني منحتكم زمن المتاعب أيها المحتلون في أعناقكم ذلة الأجراس أيها المؤامرة الخبيثة افرشي خناجرك فوق هذا الحصار أيتها المجزرة النكراء اقتلي من بقية في هذا العراء وازرعي في صفحات التاريخ استصراخ معتصماه.. طوبى من قاتل واستشهد طوبى لمن حمل رايات الوطن ودفع دمه للحياة أيتها الأرض أيتها السماء أيتها الحرب؟! اتركوني ودعوني أمارس عليكم طقوس الجهاد كما أشاء كي تلد لنا مساكب الفجر حياة وبقاء.. |
|