تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بنتر

ملحق ثقافي
2012/3/27
عقبة زيدان: هاجم سياسة بلاده الغاشمة تجاه الشعوب الأخرى، وعارض غزو قوات بلاده لأفغانستان، ووقف ضد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق.

وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش بالمجرم، ووصف رئيس وزراء بلاده توني بلير بالأبله والأحمق.‏

لم يكن المسرح سوى وجود فاعل في حياة هارولد بنتر، فقد أراد من خلال المسرح أن يعلي من شأن الإنسان، ويعلن عصيانه في وجه السياسات الظالمة في العالم. المسرح موقف مما يجري في العالم، وعلى المسرحي أن يدفع حياته ثمناً لهذا الموقف.‏

ولد هارولد بنتر في لندن عام 1930، ونشأ ككل أبناء جيله فاقداً الثقة بكل القيم الأخلاقية والأنظمة السياسية السائدة، وغير مؤمن بالايديولوجيا ولا بأخلاقيات المجتمع. فأبناء هذا الجيل عاصروا الحرب العالمية الثانية، التي أودت بحياة الملايين في أوروبا والعالم.‏

قدم هارولد بنتر مسرحيته الأولى «الغرفة» عام 1957، ثم تلاه بمسرحية «حفلة عيد الميلاد». وجاءت مسرحيته الثالثة «الناظر» لترسخه مسرحياً كبيراً، وصاحب رؤية خاصة.‏

«حفل عيد الميلاد» و»العودة إلى البيت» و»الخيانة»، هي مسرحيات تنتمي إلى مسرح العبث، ذلك المسرح الذي انطلق في أوروبا في الخمسينيات، وكان بنتر بين أعلامه الكبار ومنهم: يوجين يونسكو، وصاموئيل بيكيت، وإدوارد أولبي.‏

مع بداية سبعينيات القرن العشرين، توجه بنتر إلى العمل في الإخراج المسرحي، وتميزت مسرحياته بعدها بالتكثيف، والتركيز على العنف والقهر والاضطهاد. ولم تتوقف تعريته للسياسات الفاسدة والقامعة على نصوصه المسرحية، بل بدأ نشاطاً سياسياً للدفاع عن الحريات والحقوق، وبالضرورة كان لا بد له أن يكون في مواجهة سياسة بلاده بريطانيا.‏

منحته الأكاديمية السويدية جائزة نوبل عام 2005، وقد جاء في كلمة اللجنة: «إن أعمال هارولد بنتر تكشف الهاوية الموجودة خلف قوى الاضطهاد في غرف التعذيب المغلقة». بعد ذلك تفرغ للعمل السياسي نهائياً.‏

توفي هارولد بنتر عام 2008، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.‏

okbazeidan@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية