|
ملحق ثقافي «وهي من أهم المنظمات الدولية غير الحكومية في مجال الإنجاز الفني» على تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين كل أنحاء العالم، بما يسمح بالتعاون بين مسرحيي العالم. أما فكرة إطلاق يوم عالمي للمسرح يحتفل به المسرحيون كل عام تعود إلى الفنلندي آفربي كيفيما رئيس المجلس العمومي للهيئة العالمية للمسرح، وبالتحديد في حزيران من عام 1961 في مدينة هلسنكي، انتقلت هذه الفكرة إلى فيينا خلال انعقاد الدورة التاسعة للمؤتمر العالمي للمسرح حيث لاقى اقتراحه قبولاً من قبل المراكز الاسكندنافية في ذلك الوقت، وفي العام التالي في باريس عام 1962، أقر يوم 27 آذار من كل عام يوماً عالمياً للمسرح، وهو اليوم الذي يصادف فيه افتتاح «مهرجان الفنون المسرحية» في باريس على مسرح «سارة برنار الممثلة الشهيرة في تاريخ المسرح العالمي» والذي تحول اسمه إلى «مسرح الأمم» عام 1962، ومنذ ذلك اليوم تم إرساء تقليد لإلقاء كلمة بمناسبة هذا اليوم،
توكل كتابتها لإحدى الشخصيات العاملة التي أثرت في الحركة المسرحية وتترجم إلى عشرين لغة، وتلقى في كل مسارح العالم. وقد أوكلت كلمة أول احتفالية بهذا اليوم للكاتب المسرحي الفرنسي «جان كوكتو» ثم تلاه العديد من مبدعي هذا الفن، وأهمهم «آرثر ميللر، لورانس أوليفي، هيلينا فايغل، استورياس، بيتر بروك، بابلو نيرودا، يوجين يونسكو، وول سوينكا، أنطونيو غالا، مارتن أسلين، إدوارد إلبي، فكلاف هافل، سعدالله ونوس، جيونغ أوك كيم، فتحية العسال، أريان موشكين، فيكتور هيغو راسكو باندا، أوغستو بوال، جيسيكا كاهوا، جودي دينش، جون مالكوفيتش». تسع وأربعون شخصية مسرحية عالمية كتبت رسائل المسرح في اليوم العالمي للمسرح بينهم ثلاث شخصيات عربية كان أولها الكاتب المسرحي سعد الله ونوس عام 1996 ، بعنوان «الجوع إلى الحوار» لتعميم الديمقراطية واحترام التعددية. وفي عام 2004 اختيرت الكاتبة المسرحية المصرية «فتحية العسّال» التي ركزت في كلمتها على رسالة الفنان نحو تحقيق العدالة الإنسانية والدفاع عن قهر المرأة، وقد تم في العام 2007 اختيار الدكتور «سلطان بن محمد القاسمي» حاكم الشارقة، وهو الكاتب المسرحي والداعم للحركة المسرحية في الوطن العربي والعالم، وقد ركز في كلمته على الحوار وتقبل الآخر ونبذ الحروب. كما أن المعهد الدولي يتمتع بعلاقات رسمية مع منظمة اليونسكو، ويسعى للارتقاء بالتبادل العالمي للمعرفة والتطبيق العملي في مجال تقديم الفنون وتشجيع الإبداع وزيادة التعاون بين العاملين في مجال المسرح لخلق رأي عام مدرك لضرورة أخذ الإبداع الفني بعين الاعتبار في مجال وتعميق التفاهم المشترك للمساهمة في تدعيم السلام والصداقة بين الشعوب والدفاع عن أهداف ومُثل المنظمة. يكلف المعهد شخصية مسرحية بارزة وفاعلة في مجال المسرح أو في مجال الثقافة وله مكانة عالمية لصياغة كلمة يوم المسرح العالمي كل عام، وهي «الكلمة الدولية» للاحتفال بهذه المناسبة العالمية على ضوء مستجدات الفنون الأدائية، وتترجم هذه إلى معظم لغات العالم، وتقرأ أمام الجمهور قبل بدء العروض والفعاليات المسرحية في جميع أنحاء العالم وتُنشر في آلاف الصحف والمجلات وتُذاع في محطات الإرسال الإذاعي والتلفزيوني ومواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء في جميع أنحاء العالم. ويوم المسرح العالمي مناسبة يحتفل بها كل المسرحيون تعظيماً للفنون الأدائية وهو مناسبة ليتشارك المسرحيون مع الجمهور حول رؤية محددة للمسرح ومقدرته في الإسهام في السلام والتفاهم بين الشعوب، وهذا اليوم مناسبة للعاملين في حقل المسرح للاحتفال بقدرة الفنون التمثيلية على جمع الناس على كلمة واحدة. إنها مناسبة لمشاركة المتفرجين بنظرة خاصة إلى فن المسرح وقدرته على المساهمة في خلق التفاهم والسلام بين الشعوب. ومن خلال استعراض أسماء الذين كتبوا لهذا اليوم، نلاحظ أن ثلاثة أسماء عربية بارزة ساهمت في رؤيتها المسرحية لراهن المسرحي العالمي، وهي المسرحي السوري سعد الله ونوس، عام 1996، بعنوان «الجوع إلى الحوار» وختمها: إننا محكومون بالأمل، والمسرحية المصرية فتحية العسال عام 2004، والكاتب المسرحي الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة 2007 . تتضمن السمة الأساسية ليوم المسرح العالمي منذ إعلانه عام 1961 العديد من النشاطات والفعاليات المسرحية في العالم تتراوح بين عروض مألوفة وتجريبية واحتفالات شعبية منها: قراءة الكلمة في المسارح قبل بدء النشاط في 27/ 3، ومهرجانات دولية خلال أسبوع أو شهر، وعروض خاصة، وندوات وحلقات بحث وورش عمل ومؤتمرات ومناقشات طاولة مستديرة حول جوانب متعددة لدور المسرح في المجتمع، وتكريم المتميزين في مجال المسرح، وتدشين مسارح جديدة، ومعارض مسرحية، وعروض مجانية وتوجيه كلمات من قبل شخصيات ثقافية مرموقة، وملصقات خاصة بهذا اليوم تطبعها مراكز معهد المسرح الدولي. وفي السنوات الماضية كانت شخصية مسرحية سورية تقدم كلمة للمسرحيين السوريين في هذا اليوم أيضاً. في هذا العام طلب المركز رسالة اليوم العالمي للمسرح في العيد الخمسين للممثل الأمريكي جون مالكوفيتش صاغها بعنوان «كيف نعيش؟» وقد ترجمت إلى معظم لغات العالم، وستلقى هذه الرسالة يوم 27 آذار في جميع مراكز المعهد في العالم. كيف نعيش؟ قال في خطابه: لقد منحتني الهيئة الدولية للمسرح في اليونسكو فرصة رفع التحية في الذكرى الخمسين لليوم العالمي للمسرح، وسأوجه ملاحظاتي المكثفة هذه إلى زملائي ورفاقي المشتغلين في المسرح وأعمدته: فليكن عملكم مشوقاً وأصيلاً. فليكن عميقاً، مؤثراً، متفكراً، ومتفرداً، لكي يساعدنا في تأمل سؤال ماهية أن تكون إنسانياً؟ وأن يدفع بنا ذلك أن نمتدح من القلب وبصدق وحنان وسمو، فلتتغلبوا على الخصوم والرقابة والفقر والعدمية التي كابدها، بالتأكيد، أكثركم. فلتتباركوا بالموهبة والحماسة لتخبرونا عن نبض القلب الإنساني بكل تعقيداته، وعن الجزع والتطلع حتى يغدو ذلك هدف حياتكم، وأن تتمكنوا، في أفضل أحوالكم وفقط عندما يمكنكم ـ يقيناً ـ من اقتناص تلك اللحظات النادرة والخاطفة التي تضيء السؤال الأساس: كيف نعيش؟ أتمنى أن توفقوا. سيرة فنية لجون مالكوفيتش جون مالكوفيتش «1953» يبلغ من العمر 58 عاماً، وهو الحائز على جائزة الإيمي وهي جائزة أمريكية تمنح للمسلسلات والبرامج التلفزيونية المختلفة، تقابلها جائزة الأوسكار في السينما. عمل جون كممثل ومخرج ومنتج على مدى 35 عاماً، شارك ممثلاً في السينما في الإنتاجات التجارية الضخمة وأسس شركة الإنتاج الخاصة به، التحق بالفرقة المسرحية لمدينة شيكاغو ستيبنوولف، فسجل حضوره ممثلاً ومخرجاً مسرحياً حتى عام 1982، وقام بتصميم ديكورات البعض منها، حصل على جائزة أوبي خلال ظهوره الأول في مسرحية «الغرب الحقيقي» للكاتب المسرحي سام شيبرد. تنوعت أدواره في التلفزيون، فقدم مسلسلات كثيرة ونال جائزة إيمي عن دوره في وفاة بائع متجول لآرثر ميلر من إخراج فولكر شلوندورف مع داستن هوفمان، كما عمل في سلسلة نابليون والمواطن ويلز. فاز بجائزة موليير لأفضل إخراج عن إنتاجه «كود كناري» لزاك هيلم. أنتج الفيلم الوثائقي كيف ترسم أرنباً ونال جائزة لجنة التحكيم في 2002 وجائزة الجمهور في مهرجان السينما في باريس. من أهم أعماله المسرحية في نيويورك، وفاة بائع متجول، الأسلحة والرجل، الوصي واحرق هذا، كوميديا جهنمية. ومن أهم أعماله التلفزيونية: خط النار، هوايات خطرة، عن الفئران والرجال. قام بأدوار متميزة في جميع هذه الأعمال. |
|