|
مجتمع كما تقوم بتطبيعهم بالطباع التي تتفق مع الثقافة الاجتماعية السائدة ، و توجيه نموهم بالإطار الذي يتماشى مع الوسط الاجتماعي .
و لكن قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، و تكون الثمرة ليست كما يحلم الأهل ، و يصطدمون بأطفال يبدون تصرفات مقلقة تنذر بسلوك مخالف للمجتمع ، و بنفس الوقت يوضع الطفل بحالة صراع مع محيطه ، بين القبول و الرفض لتلك التصرفات التي تنبئ بصحة نفسية غير سوية. تصرفات عدوانية و من تلك التصرفات التي تظهر في مرحلة الطفولة من (5 – 8 ) سنوات ، السرقة و الغش و الإيذاء و التخريب ، ما يسبغ على هذا الطفل صفة العدواني و المؤذي و المنحرف ، تصرفات مثيرة للقلق ، و مدعاة للبحث عن أسبابها و الحلول الناجعة للتخلص منها و التوصل لصحة نفسية تنعكس سلوكاً مقبولاً اجتماعياً . أي تصرف عدواني يبديه الطفل تقف وراءه أسباب و دوافع ، وتشير الاختصاصية التربوية الدكتورة منى كشيك إلى أن الفقر و الرغبة في الانتقام و التوتر الداخلي و الاكتئاب من الأسباب التي تجعل الطفل يرتكب فعل السرقة ، و هنا يبرز دور الأهل في توفير المستلزمات الضرورية لأطفالهم ، وتنمية سلوك الأمانة بالتسامح و المرونة ، وعدم الإلحاح على الطفل للاعتراف لأن ذلك سيدفعه للكذب ، و لكن من الضروري أن يتم تنبيهه بأنه من الخطأ أن يأخذ شيئاً دون إذن صاحبه . أما بالنسبة للغش فهو سلوك شائع منذ الصغر و يبرز لدى من لديهم صفات الفردية و القيادة و التفكير بالمصلحة الشخصية ، و من الأسباب الشائعة للغش ، الضغط على الطفل ليكون متفوقاً ، و الشعور بعدم الكفاءة و سوء الاستعداد ، و لتفادي هذا السلوك ترى د . كشيك أنه من الضروري الإشراف المباشر على الطفل و العمل على زيادة ثقته بنفسه . و قد يعمد الطفل إلى تكسير الممتلكات و تدميرها و ذلك عن قصد أو دون قصد ، و ينجم هذا السلوك عن الشعور بالإحباط أو عن خبث و مكر ، و ربما يكون الدافع المزاح و هنا لا يكون التخريب هدفاً بحد ذاته ، و في هذه الحالة ينبغي أن يعمل الأبوان على توفير الجو العائلي الجيد للطفل ، و احترام شخصيته بترك مساحة مناسبة من الحرية ليمارس ميوله . لتكن معاملة خالية من الظلم و بهذا الخصوص تشير الدراسات إلى وجود علاقة وطيدة بين أساليب التنشئة الأسرية و درجة العدوانية لدى الأطفال ، فالتنشئة المحبطة تؤدي إلى ارتفاع العدوانية و التي ترتبط بمدى نبذ الوالدين لسلوك الطفل ، و نفس الشيء ينطبق على استخدام أسلوب الثواب و العقاب ، لذلك يُنصح الآباء بعدم المبادرة باستخدام العقاب البدني و اللجوء لبعض الأساليب كالمنع من اللعب و الحرمان من المصروف . و عن دور الوالدين بتحقيق الصحة النفسية المؤثرة على السلوك الاجتماعي للطفل تؤكد د . كشيك على ضرورة أن يكون سلوك الوالدين القدوة الحسنة للأطفال ، و أن تكون العلاقة مبنية على أساس الحب و الود و احترام الحريات و المشاعر ، و إتباع معاملة ثابتة من حيث الموازنة بين الحزم و العطف ، و الحرص على العدالة في المعاملة ، لأن أفراد الأسرة عندما يتلقون معاملة متوازنة خالية من الظلم ، فإنهم ينتهجون سلوكاً بعيداً عن العدوانية و الكراهية . للعقاب فوائد و أضرار و من المهم أخيراً الإشارة إلى أن للعقاب فوائد و أضراراً ، فإذا تكرر العقاب أو لم يناسب نمو الطفل قد يضعف من تأثير من علاقات الحب و الود ، و تصبح نتائجه سلبية فتزيد السلوك العدواني سوءاً ، بل قد يتحول إلى أنواع من السلوك أكثر ضرراً من السلوك السابق ، و على الأهل إدراك أن الطفل قد ينجح مرة و يفشل أخرى ، و عندما تتم مكافأته على نجاحه ، يوقن أن الامتثال لرغبات الأهل هو صفقة رابحة ، و بذلك يمكن تحويل مساره من طفل عدواني إلى مراعاة السلوك المقبول من قبل الأهل و المجتمع . |
|