|
|
مجتمع الوطن موطئ للحياة الكريمة والأمن والنجاح، وجراحه فرصة لإثبات الولاء ولامكان للحيادية في المواقف المتعلقة بالمسائل الوطنية، وإن المجاهرة بالدفاع عن استقرار الوطن واجب على المواطن أن يؤديه أياً تكن الأثمان. الوطن هو القلب الذي ينبض في جسدنا، وهو الدم الذي يجري في عروقنا. والحب موجود في داخلنا، نحتاج فقط أن نجعل هذا الحب يصل للآخرين، أن نمد الجسور بدلاً من أن ننسفها وعندما نمنح الحب للآخرين فنحن بطريقة غير مباشرة نهدي السعادة لأنفسنا. والأشخاص الكبار من الداخل الواثقون من أنفسهم هم الأكثر ميلاً للتسامح والترفع عن تصيد أخطاء الآخرين يتمتعون دائماً بأريحية واسعة، تجعلهم دائماً متصالحين مع أنفسهم بعيدين عن التوتر والصراع والتسامح يمنح الإنسان فضاء واسعاً، ويجعل القضايا مهما كبرت صغيرة في نظره ،وبالتالي تختصر عليه الكثير من المسائل التي تستهلك طاقة ووقتاً، فالعمر أقصر مما تتخيل، ومن الظلم أن نخسر جزءاً منه في صراعات لاتجدي. وكل الأشياء والكلمات تحمل عدة وجوه وتفسيرات نحن نحدد رؤيتنا لها من خلال طريقة تفكيرنا، هناك من يتصيد الأخطاء ويستمتع في البحث عنها وإثارتها وآخرون يتغافلون عن الأخطاء ويوجهون نظرهم نحو الأشياء الإيجابية، الفرق بينهم أن الأول يخلق المشكلات لذاته قبل الآخرين تصبح علاقاته متوترة، يعيش هاجس الشك والمؤامرة فيخسر القريب قبل البعيد، أما الذين يتجاوزون أخطاء الغير ويحاولون أن يوجودوا المبرر لأخطائهم فهم يساعدون أنفسهم في العيش بسعادة والبعد عن المنغصات هم في الواقع يساعدون أنفسهم قبل الغير. الأخطاء تقع ونحن لسنا ملائكة، بينما المثالية حلم مفرط. وتقبل وقوع الأخطاء والتجاوزات جزء من واقعية الحياة وتصيد الأخطاء أسلوب سلبي، يلجأ إليه البعض ليثبت لنفسه أن بقية الناس ليسوا أفضل منه، فهم أيضاً يخطئون، وربما يكون مبررة عندالبعض هاجس الخوف والشك، وأحياناً يكون المبرر بحثاً عن مثالية وهمية، لكن بعض النظر عن المبررات، فالنتيجة أن تصيد الأخطاء يباعد بين هذا الشخص والآخرين ويزرع بذور خلافات يكون الناس في كثير من الأحيان في غنى عنها. وكل واقع في الحياة يحمل عدة تفسيرات ولكن من الخطأ أن ننسى كل الضوء لننشغل في الظلال. |
|
