|
ثقافة اشتهر عريضة في مجال العمل الصحفي أكثر من غيره حيث كان من أهم الأقلام العربية حضوراً في المغترب كما كانت له بصمته الأدبية الواضحة من خلال ترجماته وأعماله القصصية المنشورة في الصحافة وديوانه الشعري الوحيد الأرواح الحائرة الصادر سنة 1946 يقول عنه ميخائيل نعيمة: كان ممتازاً بأخلاقه فهو وديع...لطيف.. خجول، دافئ اللسان لا يغتاب ولا ينم.. وهذه الصفات رافقته حتى آخر حياته بينما يجمع الكثير من النقاد والأدباء ممن عاصروه وأرخوا أعماله أنه افضل من امتلك عنان اللغة العربية في المهجر. ولد عريضة في مدينة حمص في آب من عام 1887 ودرس المرحلة الابتدائية في المدرسة الروسية فيها وتخرج بتفوق ثم أرسلته الجمعية الروسية -الفلسطينية إلى مدرستها الداخلية في الناصرة بفلسطين لتفوقه حيث تابع فيها دراسته الثانوية وهي المدرسة التي درس فيها الأديب ميخائيل نعيمة وبعدها هاجر عريضة إلى نيويورك عام 1905 حيث عمل في التجارة فترة قصيرة ثم انصرف إلى الشعر والأدب وأخذ ينشر مقالاته وأشعاره في جرائد المهجر مثل الهدى -مرآة الغرب-السائح ثم أسس في نيويورك مطبعة باسم الأتلنتيك عام 1912. وبعد تجربة عريقة في العمل الصحفي اسس عريضة مجلة شهرية باسم الفنون عام 1913 جمع فيها كتاب الأدب العربي في المهجر فكانت من أرقى المجلات الأدبية وحدّد فيها هدف المجلة بقوله سوف نقدم لقرائنا أحسن الكتابات العربية هدفنا الأكبر هو أن نترجم إلى العربية أجمل ما في اللغات الأخرى. وبسبب الظروف المادية الصعبة التي أحاطت بالشاعر والصحفي اضطر لحجب المجلة فترة من الزمن ما أصابه باليأس حيث أرسل لصديقه ميخائيل نعيمة قائلا: لقد خسرت معركتي وسقطت آمالي حولي والآن وقد فرغ مالي وبخل عليّ المشتركون بما عليهم، فليس لي إلا أن أقف وقد وقفت ولا أدري أتتحرك قدماي أم تتيبسان إلى الأبد. إلا أنه استعاد قوته من جديد مع تأسيس الرابطة القلمية برئاسة جبران خليل جبران ثم تسلم إدارة تحرير مجلة مرآة الغرب لصاحبها نجيب دياب ومن بعدها مجلة الهدى وبعدها عمل موظفاً في مكتب الأخبار بالولايات المتحدة ثم ترك العمل بسبب تدهور وضعه الصحي وانكفأ على جمع أعماله الأدبية في ديوان إلا أن المنية وافته قبل طباعته. بالإضافة إلى ديوانه كتب عريضة مجموعة من القصص منها ما نشرته الرابطة القلمية مثل ديك الجن الحمصي-الصمامة وغيرها وترجم عن الروسية رواية أسرار البلاط الروسي. وفي الخامس والعشرين من آذار 1946 وقبل صدور ديوانه بايام توفي نسيب عريضة في مدينة بروكلين بأمريكا عن خمس وتسعين قصيدة مطولة وإرث صحفي أدبي قل مثيله. |
|