تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في ندوة أعلام خالدون..المناضل عبد القادر الجزائري.. «طائر في سماء المجد»

ثقافة
الأربعاء 28-3-2012
فادية مصارع

ضمن سلسلة «أعلام خالدون» عقد المركز الثقافي بـ «أبو رمانة» ندوته الشهرية التي سلطت الضوء على المناضل الأمير عبد القادر الجزائري.

أضاليل في التاريخ‏

الأميرة الأديبة بديعة الحسني الجزائري حفيدة الأمير عبد القادر الجزائري والتي ألفت ما يزيد عن 12 كتاباً عن جدها تبين فيه مكانته ومنزلته في العالم العربي وتدحض المغالطات التي وردت في حقه، أكدت بداية أن جدها كان رمزاً للكفاح وهو علم من أعلام أمتنا العربية والإسلامية حظي باهتمام العالم حتى يومنا هذا، وأضافت أن الحديث عن أعلام أمتنا ورموزها الخالدة هو تكريم للوطن وتحية للأمة التي أنجبتهم، وإيقاظ للشعور بالمسؤولية بالنسبة للأجيال نحو أوطانهم.‏

وأشارت إلى أن الاستعمار ومؤرخيه بذلوا أقصى جهودهم وجندوا أقلامهم لتشويه تاريخ هذا الرمز وتجريده من هويته ودينه وشرفه بإصرارهم على تكرار كلمة (استسلم) وأنهم نفوه إلى دمشق، وهي إذ تدافع عن هذه الشخصية المهمة ليس لأنها إحدى حفيداته وإنما كمواطنة جزائرية عربية دعتها عروبتها ووشائج الأخوة بين سورية التي تعيش في رحاب جنباتها، والجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد، وقد كتبت العديد من الأبحاث والدراسات لتصحيح المغالطات التي وردت عن جدها في المقررات التعليمية، وبينت الحسني الجزائري أن الواجب يلزم الدولة الجزائرية تصحيح ما كتب في المناهج المدرسية عن البطل المجاهد بما يعيد كرامته وحق جهاده، وذلك بتقديم المعلومات الصحيحة للتلاميذ وإبعاد المشاعر الدونية عنهم، وأكدت أيضاً أن في جعبتها الكثير من المعلومات والمصادر التي حصلت عليها من والدها وجدها وجدتها ابنة الأمير عبد القادر فهي كما أشرنا في البداية بدأت بالكتابة إلى أن وصل عدد الكتب التي أصدرتها وتتعلق بتاريخ الأمير 12 مؤلفاً، وجميعها تؤكد أنه لم يستسلم وقد وصل إلى السلطة بمبايعة الشعب الجزائري بجميع قبائله وقيادة المقاومة عام 1932، وأقام دولة مؤسسات ومجالس قضاء ومجالس شورى ودواوين، ولم ينسَ ديوان الحسبة باعتبار دولته دولة إسلامية، كما قام بخدمات جلّى وحارب الغش والفساد والرشوة، واجتهد في إحداث أمور كثيرة في الدولة لم تكن معروفة لدى أسلافه من ملوك المغرب منها المشافي الخاصة بالمقاتلين وإنشاء جمعيات لخدمة المزارع والعمل في أملاك الدولة، وأيضاً الجيش النظامي الذي أسسه وتقيد بقوانين الحرب في الإسلام، وجميع هذه القوانين جمعها في كتاب سمي «وشائج الكتائب».‏

وختمت الأميرة ربيعة بقولها أتمنى أن يأتي اليوم ويصحح تاريخ هذا الرمز في الكتاب المدرسي قبل أن أغادر الحياة من خلال المعلومات التي جمعتها خلال ربع قرن متنقلة بين المكتبة الظاهرية ومكتبة الأسد وهذه رسالتي وأمانة في عنقي.‏

أسطورة الشجاعة والفداء‏

بدوره محمد مروان مراد تطرق إلى المزاعم الأجنبية المتهافتة والتي تتهمنا نحن العرب بأننا نعيش على بطولات أجدادنا وأمجاد آبائنا، يزعمون ذلك لنسدل ستاراً على مجد المنجزات المضيئة في ماضينا، ونهمل سير الخالدين من الأوفياء الذين صنعوا الأمة وصانوا حرمة الديار.. لقد نسوا بأن ماضي العرب المشرف سيبقى مضيئاً في سجل الإنسانية رغم تلك المزاعم، وأن سير عظمائنا تبقى منارات تهدي الأجيال على دروب الانتصار، والدليل هذه الأمسية الرائعة والتي نتوقف فيها عند محطة فاصلة لنقرأ سطوراً من سيرة الأمير الفارس عبد القادر الجزائري ورجاله الأشاوس.‏

وفي السطور تحدث مراد عن السيرة الذاتية للأمير وتطرّق إلى بطولاته ونضاله وكفاحه ضد المستعمر الفرنسي وعبقريته العسكرية إلى أن توجه إلى دمشق الفيحاء باختياره واستقبل بموكب مهيب وسط حشود جماهيرية كبيرة رأت فيه نفس المشهد يوم دخول المظفر (صلاح الدين) وفيها تابع فيها مسيرته الجهادية، وخلُص مراد إلى أن هدف ندوتنا أن نوصل رسالة بأن وطننا يأبى على العدوان وقهر الغزاة لن يخضع لمؤامرات الطامعين وأمتنا التي لم تستسلم يوماً بل حطمت جحافل المعتدين وحققت الانتصار، ولأبنائنا نقول رصوا صفوفكم وتنبهوا لمكائد الدخلاء تعلموا من أبطالنا الخالدين درس الخلود والمقاومة.. ومهما تكالبت المؤامرات لن تهزم الأمة وستبقى على العهد كما أراد لها الآباء والأجداد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية