|
لبنان وريث السياسيين غير الأحولين سايكس وبيكو, لكنها باتت حدوداً, وعليه تنساب من خلال بواباتها العلاقات والافراد والسياسة والامن وكل ما يربط الدول. من يعرف بوابات الحدود يعلم ان ما سمي بالعلاقات المميزة تفنيص مركز, فهذه البوابات باستثناء الجديدة - المصنع يغص حلقها بسيارتين, وبوابة الدبوسية مثلاً تتسع لسيارة واحدة, من نوع اميركي عريض, على جسر اقيم على عجل إبان ورثة غورو, فوق النهر الكبير الجنوبي الذي يفصل ما تبقى من مائه بين البلدين, وما زال الطريق السريع من العبدة الى الدبوسية (عدة كيلو مترات) ينتظر ملولاً متلهفاً معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق. واستكمالاً لخريطة العبور لا يختلف معبر العريضة أو الجوسية عن الدبوسية كثيراً, اللهم عدا الجسر والنهر. وكي لا أتهم انني جاهل بالجغرافيا, هناك معبر تهريبي تاريخي هو جسر قمار, وللعلم فقط, ونكاية بالعلاقات المميزة بعد الطائف, فقد كان السوريون, حتى سنوات عشرين خلت, يعبرون الاراضي اللبنانية في سهل البقيعة كي يمروا بين محافظتي حمص وطرطوس, وقد اتحفتنا الاخوة والتعاون ان هذا المعبر سيصبح البوابة الخامسة بين البلدين (التوءمين) .. وعيش يا..!!. هذه المقدمة الجغرافية هي للاطلالة على ما يحدث على الحدود اللبنانية - السورية الضيقة رغم اتساع الافق القومي, ومن ينزع الشأن السياسي عن تراكم الشاحنات على الحدود يكون يا ... أو يا ,... فعلى اللبنانيين الذين نسوا في غمرة استقلالهم المحدث والحضور الفرانكو - أمريكاني في تفاصيل حياتهم السياسية اليومية ان يتذكروا ان لهم حدوداً وحيدة وبوابات اربعاً فيها مع العالم العربي .. هي سورية, أو هناك بوابة وحيدة في ظل الرعاية الدولية والقرار 1559 هي اسرائيل, ففي زحمة المجد الاستقلالي الجديد ظن الكثيرون ان الجغرافيا يمكن شطبها بجرة شعار أو بهتاف عنصري. ماشي الحال, نحن مع اجراءات الامن التي تمنع الاوباش من اللعب بحياة الناس, لكننا نعرف ايضاً ان هذه الاجراءات الصارمة تطول شرائح معترة من الناس في لقمة عيشها, لذلك يمكن ان تراعى الاجراءات الامنية والاخوة الحقيقية, ولا نقع في فوضى وتناقض التصريحات. هذه الحدود يجب ان تتسع لا ان تضيق, ان تصل الشعبين لا ان تخلق نوعاً من الاسى والغل عند الناس الطيبين, ان يعبرها الاقارب لا ان يعبدّها سياسياً دجالو الاخوة وطبالو التعاون ومهربو التنسيق .. وإلا فما نفع اننا شعب واحد في بلدين?!!. الشيء بالشيء يذكر, لقد قال رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة انه سيزور دمشق بعد نيله الثقة لبحث مجمل القضايا, متكئاً على عروبته. وأنا لا اشك بعروبة السنيورة ابداً فالرجل طيلة المحنة الماضية كان عاقلاً ومتزناً, لكنه حاول ان يأكل بعقلي حلاوة عندما قال انها المرة الاولى منذ ثلاثين سنة تشكل فيها حكومة بجهود لبنانية صرف .. دعك منها يا دولة الرئيس فجميع اللبنانيين والعرب والعجم يعرفون من دفن الشيخ زنكي, وإلا فماذا يفعل فيلتمان وإيميه أو ان زيارة ديبل كانت لشرب الجلاب في الداون تاون? .. بلاها .. لكن في مطلق الاحوال لابد من دمشق ولو طال السفر, على الاقل لجعل التعاون والتنسيق حقيقياً, .. لان الاخوة هي من صنع قادر عليم لا راد لأمره, ولا غالق لبواباته. في الموت المتنقل: لقد نجا الياس المر من الموت المتنقل في لبنان .. واحتار الذين يعرفون بعد دقائق من يقتل الناس بالعبوات على من يلقون التهم, فتلعثموا في تصاريحهم حيث لا مجال لاتهام (فلول النظام الامني) السوري - اللبناني و (بقايا الاجهزة) التابعة (للنظام البائد) و (ايتام المخابرات), لان الوزير المر صهر رئيس الجمهورية وحليف لسورية . فمن يتهمون? سلامتك أيها الوزير المر .. ولماذا اربكتهم هكذا واربكت مصادرهم?. |
|