تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أيهما أخطر .. الحشرات أم رش مبيداتها ?!... احتياجاتنا السنوية من المبيدات 180 طناً قيمتها 75 مليون ليرة و80 % منها تنتج محلياً

البيئة
الاربعاء 13/7/2005م
قاسم البريدي

تؤثر عوامل المناخ من ضوء و حرارة و رطوبة و رياح على الحد من تكاثر الحشرات , غير أن لهذه الحشرات ولبيوضها صفات فيزيولوجية تساعدها على البقاء والعيش والتكاثر في البيئات المختلفة والمقاومة للأدوية

وتسمى هذه الصفات بالقوة الحيوية للحشرة وهي تتوقف على الكفاءة التناسلية والكفاءة البقائية , و تحاول الحشرات التغلب على العوامل البيئية المضادة ويزداد تعدادها في فصل الربيع عندما تكون الظروف ملائمة للتكاثر ويكون فيها التوالد سريعا جدا.‏

كما أن وجود الفضلات والقمامة في الحاويات وعلى حوافي الأنهر وحول مياه الصرف الصحي المكشوفة يوفر أفضل غذاء للحشرات و يساعد على نموها وتكاثرها بينما نقصه يؤدي إلى قلة أعدادها لدرجة لا تضر بالصحة العامة‏

ونظرا لما تسببه حشرات الصحة العامة من أضرار مباشرة وغير مباشرة على صحة الإنسان واقتصاده وسلامة بيئته التي يعيش فيها لاسيما في فصل الصيف الذي تكثر فيه الأوساخ وترتفع حرارة الجو وتزداد الغبار فإن مكافحة ازدياد الحشرات يعتبر أمرا ضروريا للمحافظة على الحدود الدنيا الطبيعية لأعدادها بحيث لا تشكل أي ضرر سلبي على صحة المواطن وسلامته , وأما الأسلوب والمواد المستخدمة في المكافحة ومدى فاعليتها فهذا ما نتعرف عليه من أجوبة المهندسة رفيدة الشماط رئيسة مكتب المبيدات في وزارة الإدارة المحلية والبيئة‏

خطة سنوية‏

تقول المهندسة رفيدة : يتبع مكتب المبيدات لمديرية الشؤون الفنية ومهامه تأمين مبيدات الصحة العامة لكافة المحافظات والوحدات الإدارية وذلك في إطار البرامج والطرق الحديثة لمكافحة الحشرات لاسيما في أماكن تجمع القمامة , والريكارات و المسالخ و أسواق الخضار ومناطق المخالفات السكنية وجوانب الأنهار , وتبدأ المكافحة في الشهر الرابع من كل عام وتستمر طيلة فصل الصيف وتقوم كل محافظة باستلام مخصصاتها من المبيدات وتوزعها على القرى والبلدات التابعة لها حسب مساحتها وعدد سكانها .‏

وهناك خطة سنوية بالتنسيق مع مديرية الأمراض البيئية في وزارة الصحة وهي تقدر الاحتياجات بشكل تقريبي وترفعها إلى اللجنة الدائمة للمبيدات لإقرارها وإعداد الشروط الفنية لاستيرادها أو دخولها بمناقصة محلية وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية وللشروط البيئية المعمول بها في سورية‏

وتحدد الاحتياجات وفقا للمساحات المطلوب التعامل معها وقياسا لوسطي السنوات الماضية مع ملاحظة زيادة عدد السكان والأنشطة والتوسع العمراني وتقدر إحتياجات كل محافظة على حدة , وكمعدل وسطي سنوي للمبيدات فإن كمية الرذاذي بحدود 70 طناً والضبابي 40 طن والقوارض 70 طناً‏

وأما التكلفة لهذه المواد فكانت مرتفعة غير أنه وبعد إنشاء مصانع محلية موثوقة تطبق الشروط الدولية تم الاعتماد عليها وبنسبة 80 % مما وفر مبالغ كبيرة وأدى أيضا إلى تخفيض أسعار المواد الأجنبية بسبب المنافسة وانخفض المبلغ المرصود لذلك خلال السنوات الماضية بنحو عشر مرات ما كان عليه سابقا وأصبح بحدود 75 مليون ليرة سورية فقط سنويا‏

وتقوم وزارة الصحة بمكافحة الأماكن الموبوءة بنواقل مرضية مثل الملاريا واللاشمانيا , بينما وزارة الإدارة المحلية والبيئة تكافح كافة المناطق والمرافق العامة والشوارع ومقالب القمامة في جميع أنحاء القطر وهناك تنسيق بين الوزارتين فيما يتعلق بنواقل الأمراض .‏

أنواع الحشرات‏

هذا و تختلف مبيدات الصحة العامة التي تستخدمها البلديات في الرش عن المبيدات الزراعية التي تكافح الآفات الزراعية فقط , وهي تشمل مكافحة الحشرات المعروفة كالذباب والبعوض والصراصير وذبابة الرمل والقوارض وغير ذلك وتختلف أنواعها باختلاف العوامل البيئية والاقتصادية والاجتماعية للمنطقة وفيما يلي نتعرف على أبرزها‏

1- الذبابة المنزلية : تعيش على المواد العضوية المتحللة وروث الحيوانات ومخلفات الخضار وهي تفضل المناطق المشمسة الدافئة تدخل المنازل وتنقل العوامل الممرضة عن طريق أرجلها والأمراض التي تنقلها الديزانتري والكوليرا والحمى التيفية.‏

2- البعوض : وهو من أهم أعداء الإنسان يقلق راحته بوخزاته المؤلمة وينقل له مرض الملاريا وأمراض أخرى يتغذى على دم الإنسان والحيوان.‏

3- البراغيث: ويوجد لها عدة أنواع وتتغذى على دم الإنسان والحيوان مثل الكلاب والقطط والماعز والدواجن والقوارض.‏

4- الصراصير: تتواجد بشكل عام في المنازل والمستشفيات والمطاعم وله عدت أنواع : الصرصور الشرقي - الألماني - الأمريكي .‏

5- ذبابة الرمل : حشرة صغيرة يبلغ طولها 3 مم - 5 مم تنقل مرض اللايشمانيا إما عن طريق إنسان مصاب أو عن طريق القوارض والكلاب الشاردة والقطط وهذه الحيوانات هي الخازن لهذا المرض تعيش هذه الذبابة في الأماكن المظلمة والرطبة وتستطيع أن تصيب عددا غير محدود من الأشخاص وتشكل لدغتها ندبة مكان اللدغ .‏

طرق الرش‏

وأوضحت رئيسة مكتب المبيدات أنه يستخدم في الرش مجموعات كيميائية مختلفة منعا لحدوث مقاومة للحشرات مثل مركبات بيروثريدية وكربا مائية وفوسفورية ومجموعات برودوفاكوم وبروماديولوت خاص بالقوارض , مشيرة إلى نوعين من الرش الأول رذاذي ويحل بالماء ويستخدم في كل الأمكنة وفي الشوارع ومقالب القمامة وقرب المساكن وتكون عادة محمولة بمرشات يدوية لسهولة التنقل , والنوع الثاني رش ضبابي ويستخدم في الأماكن المفتوحة والمغلقة على حد سواء ويكون محمولا بسيارات سريعة ويستعمل المازوت كحامل أساسي للمبيد الضبابي‏

ويختلف رش المبيدات تبعا للأماكن المتواجد فيها حشرات ويستخدم أسلوب الرش الموضعي على الشقوق والفتحات وفي الزوايا وقرب الجدران حيث تمر الحشرات , واسلوب الرش السطحي على الجدران أو سطوح الماء حيث تموت الحشرة عند ملامستها للسطح المرشوش وهذه الطريقة لمكافحة الحشرات الطائرة , وهذان الأسلوبان يبقيان فعالية المبيد لعدة أيام أو أشهر‏

وأما طرق الرش الفراغي ورش المستودعات والحظائر ورش الأجواء على شكل ضباب في الجو فهي تستخدم لقتل الحشرات المتواجدة مباشرة .‏

وقالت : تعتبر المبيدات آخر طرق المكافحة في العالم وسبب استمرار استخدامها في البلدان النامية هو عدم مراعاة النظافة والصرف الصحي والسكن العشوائي ومع ذلك فهي ذات جدوى جيدة تصل إلى 90 % بدليل القضاء على ذبابة الرمل وهناك لجان خاصة لتقييم فاعلية المبيدات بشكل مخبري وحقلي .‏

أساليب سليمة‏

وعن أساليب التعامل مع المبيدات في التوزيع والرش تقول المهندسة رفيدة : توجد لجان للمتابعة من وزارتي الصحة والإدارة المحلية والبيئة لعمليات الرش ووضع الضوابط للاستخدام المناسب لكافة المركبات الكيميائية ونسب الحل والمزج وأساليب الوقاية , وهي بشكل عام لا تشكل خطورة على الإنسان لكن يجب الحذر أثناء التعامل معها من قبل العمال ورشها بالأوقات المناسبة وهي عادة قبل شروق الشمس أو بعد غيابها‏

وهناك تعاون شعبي مع عمال الرش وبعض المناطق الموبوءة ترش ضبابيا يوميا وطيلة فصل الصيف , وإن تشجيع زراعة بعض أنواع النباتات واستخدام المكافحة الحيوية يساعد على التخفيف من عمليات الرش وله جدوى اقتصادية وبيئية .‏

وعن كيفية التداول والتخزين تقول : هناك لجنة استشارية للمبيدات في وزارة الزراعة تعقد اجتماعا شهريا وتضع استراتيجية خاصة بالمبيدات الزراعية ومبيدات الصحة العامة وهي تتضمن شروط التصنيع والتداول ومصدر المادة الفعالة .‏

أما تخزين مبيدات الصحة العامة التابعة للمكتب فهي تتم حاليا في مستودعات فنية بدوما وهناك مشروع لإنشاء مستودع حديث مساحته نحو 2000 م2 يقع قرب مديرية زراعة ريف دمشق و يراعي الشروط الصحية والبيئية وبعيد عن المناطق المأهولة بالسكان وسهل الوصول إليه .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية