|
فضائيات وهذا إن دل على شيء فهو يدل على إخلاصهم وحبهم لعملهم،وعلى رغبتهم الفعلية بأن يقدموا للمشاهد ما يعكس واقعه ليتلمس من خلال أدوارهم كل ما يعانيه في الحياة من طقوس وإحباطات داخلية وخارجية ..
سلافة معمار من هؤلاء الفنانين ولا أريد أن اعدد وأعلق على أعمالها وتاريخها الفني لطالما قام برنامج أنت ونجمك بذلك هذا البرنامج الذي استطاع ومن خلال مقدميه نضال سيجري ومن ثم شكران مرتجى أن يجعل الحوار مع الضيف حواراً عفوياً وشاملاً حيث المحاور فنان وهو أدرى بشعاب الفن.. ولأن سلافة وكما ذكر في مقدمة البرنامج صعدت سلم الشهرة فقد حصدت النجومية على دورها في مسلسل (زمن العار)ما جعلها تستقطب إعجاب الكثير من المشاهدين أولئك الذين وعندما توجه معد البرنامج إلى فئة منهم ليسألهم عنها بدوا على دراية واعية بأدوارها ما يدل على أن المشاهد بات يمتلك من الثقافة الفنية ما ساعده على تلمس مكامن الضعف والقوة،في كل عمل يعرض أو دور يؤدى ليكون بإمكانه توجيه الكثير من الأسئلة الدقيقة والذكية.. يبدو أن هذا الوعي هو ما يضطر الفنان للظهور على حقيقته وبوضوح يجعله مؤثرا ومقنعا فيما يقول وربما خبرة الحياة وعراكها الفني الطويل هو ما يدفعه لذلك.إن هذا ما بدت عليه سلافة في البرنامج. هذا ليس مديحا باعتبار الصراحة التي تمتعت بها فنانتنا دفعتها عندما سئلت عن رأيها بالصحافة للقول بأنها لاتملك الرأي الوسط ما بين المدح والذم،بكل الأحوال انه رأي مشاهدة هي فنانة بالدرجة الأولى وعلينا احترامه تماماً كما علينا احترام كل الآراء التي لابد أن تختلف في تقييمها ليبقى من المستحيل أن يكون جهد وموهبة وعطاء الفنان على مستوى واحد مثلما من المستحيل على الصحفي أن يكون برؤية واحدة. باختصار هو تقدير الصحفي كمشاهد بالدرجة الأولى هذا الصحفي الذي لايهمه من الفنان سوى أن يقدم كما يقدم كل إنسان تناط به مسؤولية الإخلاص في عمله وإلا ورغم إخفاقات العديد من الفنانين ونجاحات كثر منهم ما معنى أن نتلمس ذلك السحر الغريب بل الدهشة التي تجعلنا ننفعل نتأثر نتشنج أمام دور معين ليمر سواه على بصيرتنا مرور الكرام. أيضا في البرنامج فقرات منوعة اعتدنا عليها في كل حلقة ليكون المميز في حلقة سلافة فقرة (كيفك انت)هذه الفقرة التي تدخلنا إلى منزل الفنان لنرى عن قرب حياته العادية وعلاقاته الأسرية وعواطفه . في هذه الحلقة بدت سلافة متصالحة مع ذاتها وصلبة بإرادتها ذلك أن دمعتها لم تتحضر وليس لأنها متحجرة العواطف وإنما لأنها تكره المواقف المحزنة وهو ما لم نشاهده لدى الكثير من ضيوف البرنامج مثلما لم نشاهد تلك الضحكة التي خرجت من قلبها فأكدت لنا كم هي متفائلة ومثابرة.. |
|