|
مجتمع فإذا تربى الطفل على أن أكثر ما يفعله يصب في إطار الممنوعات فما هو المسموح به اذن ولمن يبوح بأسراره التي لا يعرف أين هي من الممنوع أو المسموح.؟ أسئلة حاولنا أن نجد اجابات لها عند بعض الشباب فكان الجواب عند سامي كالتالي ... تربيت على الخوف من الوقوع في الغلط وبالتالي قررت عدم التحدث مع اهلي عن مكنوناتي فكنت أفتح قلبي الى ابن خالتي فأبوح له بكل اسراري التي أخفيها عن أهلي وبشكل خاص والدي.. أما شادي فيقول: أكثر مكان كنت أجد فيه نفس وأعبر فيه عن رأي هو الأنترنت وهناك أتكلم مع أي شخص حتى ولو لا أعرفه لكن مع أبي وأمي أفضل الصمت في حال وجها إلي أي سؤال لأنهما لا يفهماني وأنا بدوري لا أفهمهما ولا أعرف ما يريدون وما لايريدون. وكذلك الحال بالنسبة لأحمد، فكل اهتماماته يجدها عبر الانترنت مع أصدقائه. ويضيف الشات هو الذي يسد فراغي ويغنيني عن عدم اهتمام أهلي بي لانشغالهم بالعمل وظروف الحياة الصعبة. ويتساءل الشاب«محمد» عن وجود الآباء أصلا الذين هم همهم الأول والأخير هو توفير الطعام والشراب واللباس. والاحتياجات المادية الأخرى. أما الحاجات النفسية فهي آخر ما يفكرون بها. ولا يختلف الامر كثيرا بالنسبة للفتيات المراهقات عن الشباب في اتهام الأهل بالتقصير، وعدم الاهتمام بفتح باب الحوار معهن والتهرب من الاستماع لآرائهن. وإنهم محاصرون من ناحية الذهاب والاياب والخروج من المنزل والعودة من المدرسة ومع من يتكلمن ويصادقن. وترى السيدة وزيرة- مدرسة اللغة الانكليزية في كلية الآداب بأن الفجوة بين الآباء والابناء سببها التأثر بعصر السرعة والانفتاح، وأن الأبناء لا يثقون برأي الآباء ويرون أنهم ليسوا على قدر من المسؤولية في تحمل الاسرار؟؟ وكذلك هناك من يخشى فضح أسراره خوفا من العقاب . ولعل من أهم الاسباب أيضا عدم إحاطة المراهق منذ الصغر بالمحبة والحنان ما يجعله يبحث عن بديل في الخارج. ونرى أخيرا بأن الحوار بين الآياء والأبناء أصبح معدوما نتيجة للتكنولوجيا الحديثة المتمثلة في الانترنت والشات وزيادة سرعة الحياة وانشغال الأباء ما جعل كل في عالمه . فالآباء منشغلون بالظروف الاقتصادية وعجلة الحياة أما الشباب فيتواصل مع نفسه بدرجة كبيرة من الخصوصية لا يستيطع أحد أن يخترقها.. |
|