تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رحلة كلمة..

ثقافة
الأحد 31-1-2010
ديب علي حسن

صمد: قصد وتحرك

تغير المفردات معانيها وتبدلها وربما لا تعود إليها حتى في سياق الجملة، ومن هنا تكون الطرافة حين نكتشف فجأة أن الكثير من المعاني‏

التي نقصدها ليست تماماً كما نريد لو أن المفردات على حالها الأول وبالوقت نفسه ليست خطأ مع المعنى الجديد ومن هذا المنطلق استوقفتني فقرة: (عثرات الأقلام) التي تنشر في مجلة (الحوادث اللبنانية) فقد جاء في لقطة من لقطاتها، ويقولون: وواجه الأزمة بصمود عنيد والصواب بثبات عنيد أما صمد فمعناه قصد أي تحرك وهو عكس المراد.‏

وبالعودة إلى مقاييس اللغة نجد (صمد) الصاد والميم والدال أصلان أحدهما القصد والآخر الصلابة في الشيء.‏

فالأول الصمد: القصد، يقال صمدته صمداً وفلان مصمد إذا كان سيداً يقصد إليه في الأمور وصمد أيضاً والله جل ثناؤه الصمد، لأنه يصمد إليه عباده بالدعاء والطلب.‏

قال الشاعر: علوته بحسام ثم قلت له - خذها حذيف فأنت السيد الصمد والأصل الآخر الصمد، وهو كل مكان صلب قال الشاعر: يغادر الصمد كمظهر الأجزل‏

وعلى هذا الأساس فليس خطأ استعمال (صمد) بمعنى ثبت فالصلابة صمود وفي أساس البلاغة نقع على المعنيين والعودة إلى المعنى الأول /صمد/تحرك/ غير مسوّغة ولا يستعمل الفعل بهذا المعنى الآن إطلاقاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية