|
لوموند امرأة تلقت معاملة سيئة في طفولتها كانت تلجأ إلى القراءة للهروب كانت تقرأ في طفولتها لأن جدتها منعتها من مشاهدة التلفزيون. وبعد ذلك بأعوام استطاعت أوبرا أن تنقل الكتاب إلى التلفزيون ولتحرك بعملها هذا سوق الكتاب. تعترف كاثلين روني مؤلفة كتاب (القراءة مع أوبرا: نادي الكتاب الذي قلب أمريكا) قائلة: قبل أوبرا لم ينجح أحد في استخدام التلفزيون لنشر القراءة والأدب على مستوى القاعدة الشعبية العريضة) ويضم نادياً يدعى (نادي كتاب أوبرا) في صفوفه /460/ ألف عضو أي أنه يمكن اعتباره نادياً ضخماً أو رابطاً ضخماً يضم فئات القراء والمشاهدين وزوار الانترنت على موقع أوبرا الالكتروني (كل ما يتعلق بأوبرا يحمل اسمها ماعدا دار انتاجها فهو يحمل اسم هاربو Harpo وهو اسم أوبرا معكوساً). يعقد هذا النادي اجتماعاته في أي وقت شاء على تخوم افتراضية وواقعية مثله مثل الأدب، يخوضون نقاشات وجهاً لوجه أو عبر الخطوط ولكنهم جميعاً يتفقون على شراء الكتاب من مكتبة فعلية و اللصاقة المكتوب عليها (نادي كتاب أوبرا) على غلاف الكتاب مؤشر تعارف بين أعضاء النادي. في برنامجها الذي تقدمه بعد ظهر كل يوم والذي يبلغ عدد مشاهديه /22/ مليون مشاهد تعلن أوبرا أحياناً عن كتاب اختارته وأوصت به من ساحة سانت بيير ينتظر الناشرون تصاعد الدخان الأبيض منها إذ وعقب بضعة أسابيع تعلن أوبرا عن عنوان الكتاب واسم مؤلفه وتلتقط وكالات الأنباء الخبر وتسارع إلى جعله (الخبر العاجل) بما فيه مصلحة دور النشر، وأن يتم اختيار الكتاب من قبل أوبرا فذلك له وقعه مثل وقع الأوسكار في هوليوود عاصمة السينما. إنه موعد كبير للوصول إلى جمهور عريض وتعترف الكاتبة بربارة تشرمان بأن تقديم أوبرا للكتاب ضمن برنامجها المعروف باسم تولك-شو يعتبر أفضل جائزة أدبية (لقد قدمت أوبرا للكاتبة طوني موريسون خدمة أكبر مما قدمته لها جائزة نوبل في الآداب) وحالما يقع الاختيار على الكتاب يبدأ الجمهور بالبحث عنه ولاسيما أفراد النادي بينما تشير المواقع الالكترونية إلى الأجزاء التي تحبذ قراءتها والاستحقاقات الزمنية الواجب اتباعها وآخر هذه الكتب هو كتاب (اعرف أنك واحد من اولئك) للكاتب أويم اكبان وهو عبارة عن مجموعة قصص حول الحياة اليومية في إفريقيا من خلال عيون الأطفال ويمكن للقراء بعد ذلك التهافت للتبرع بحملة مساعدات إنسانية وبعد الانتهاء من قراءة الكتاب يتم دعوة المؤلف إلى البرنامج حيث لا يبدي المشاهدون اهتماماً بقصة حياته بقدر ما يبدونه حول شخصيات روايته أو كتابه. هنا أوبرا هي سيدة المكان تتمتع بسلطة مطلقة لا تخشى من فرض رؤيتها وما على القارئ سوى القراءة لا الاختيار. وقد قدمت أوبرا وينفري منذ عام 1996 إلى عام 2002 أسماء كتّاب معاصرين وأول كتاب اختارته كان كتاب للكاتبة جاكلين ميتشارد وهو حكاية عائلة تنتمي للطبقة الأمريكية الوسطى والممزقة بسبب تعرض أحد أطفالها لحادثة اغتصاب، وبين ليلة وضحاها وصلت أعداد النسخ المباعة من الكتاب إلى /850/ ألف نسخة والثاني بيع منه /895/ ألف نسخة وهو كتاب (حلم سليمان) للأديبة طوني موريسون والثالث كان (كتاب روث) لمؤلفته جين هاملتون والذي قفزت مبيعاته من /85/ ألف نسخة إلى /600/ ألف. لقد نجحت أوبرا في جعل القراءة ممارسة فردية وظاهرة اجتماعية وكشفت للأمريكيين عن مناطق محيطة بيضاء لعالم من النساء السود. لم يفتن جميع الكتاب بسحر قائمة (كتاب أوبرا) وهذا ما أكده الكاتب جوناثان فرانزين حين رفض ذلك لأن اسم أوبرا هو في نظره إشارة إلى رواية (نسائية) إهانة لم تغتفر له. وفي عام 2002 قررت أوبرا خرق النادي الخاص بها حين دعت وللمرة الأخيرة الكاتبة طوني موريسون مؤكدة لها (لم يكن هناك قط ناد للكتاب لو لم يكن هناك أديب بحجمك). ليتغير في العام التالي منهج النادي. (لقد كانت أوبرا تتوجه إلى أمهات لم يقرأن أي كتاب منذ سنوات المدرسة)، وبدأ الاتجاه نحو كلاسيكيات الكتب الأدبية مثل رواية شرق عدن لمؤلفه ستايبك أو رواية آنا كارنينا. وحالياً عادت أوبرا إلى أسماء الكتاب المعاصرين تنتقي منهم الكتب المعقدة على طراز رواية (الطريق) لكورماك مكارثي، ومرة أخرى تبعها ملايين الأشخاص ومهما كانت درجة أنزواء الكاتب فإنه مضطر للموافقة على المقابلة مع أوبرا. |
|