تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يخلّدون أكاذيب «الهولوكوست» ويتجاهلون النكبة

شؤون سياسية
الثلاثاء 26-1-2010
د. صياح عزام

اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً قراراً يقضي بتحديد يوم السابع والعشرين من كانون الثاني من كل عام يوماً دولياً وسنوياً لتخليد ما يسمى بـ «ذكرى الكارثة» أو «الهولوكوست»

وبهذا القرار تحث الجمعية العامة للأمم المتحدة دول العالم على احياء هذه الذكرى لتجنيب الأجيال القادمة القيام بأعمال الابادة الجماعية وقد جاء هذا القرار بناء على اقتراح تقدمت به اسرائيل وترافق مع ضغوط هائلة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها على العديد من دول العالم للموافقة عليه وهذا ما حصل فعلاً.‏

وكما هو معروف فإن انكار الهولوكوست يعد جريمة يعاقب عليها القانون في العديد من الدول الأوروبية منها: فرنسا وبلجيكا وسويسرا وألمانيا والنمسا ورومانيا وسلوفاكيا وليتوانيا وبولندا والتشيك.‏

بداية لابد من الاشارة إلى أن هناك تحفظات كثيرة حول الهولوكوست وبالتحديد على تعريفها بأنها كارثة فريدة من نوعها وغير مسبوقة، بدليل أنه وقعت إبادة جماعية للهنود الحمر في أرجاء الولايات المتحدة الأميركية.‏

من جهة أخرى هناك من ينكر المحرقة وعلى سبيل المثال كان أول كتاب نشر حول انكارها بعنوان «الحكم المطلق» وذلك في عام 1962 للمحامي الأمريكي فرانز باركريوكي والذي كان محامياً أوكلت إليه عام 1946 مهمة اعادة النظر في محاكم «نورمبرغ» وقد أظهر أثناء عمله امتعاضه مما وصفه بعدم النزاهة في جلسات المحاكمات ما أدى إلى طرده من منصبه بعد عدة أشهر..!‏

بعد كتاب يوكي شكك المؤرخ المشهور «هاري أيلمر بارنيس» من جامعة كولومبيا بالحقيقة التاريخية للهولوكوست وتلاه المؤرخان «جيمس مارتن» و«ديلس كارتر» وهما أميركيان أيضاً في هذا التشكيك.‏

وفي السبعينيات نشر أستاذ الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب في جامعة /نورث ويسترن/ الأميركية كتاباً بعنوان «أكذوبة القرن العشرين» أنكر فيه الهولوكوست واعتبر أن الغرض منها كان انشاء دولة اسرائيل.‏

وهناك باحثون وأساتذة آخرون بريطانيون وكنديون أنكروا هذه المحرقة لامجال لتعدادهم في مثل هذه العجالة من البحث.‏

والآن ما النقاط الرئيسية التي أثارها هذا التيار الذي ينكر الهولوكوست؟‏

1- إن إبادة /6/ ملايين يهودي كما ادعت الصهيونية هو رقم مبالغ فيه كثيراً، إذ إنه استناداً إلى احصاءات أوروبا قبل الحرب الثانية كان العدد الإجمالي لليهود في أوروبا /6/ ملايين ونصف المليون وهذا يعني أنه في الهولوكوست تم القضاء تقريباً على اليهود في أوروبا عن بكرة أبيهم وهذا ما تنفيه أرقام دوائر الهجرة الأوروبية التي تشير إلى هجرة مليون ونصف المليون يهودي إلى بريطانيا والسويد واسبانيا والصين والهند وفلسطين والولايات المتحدة، وذلك ما بين 1933-1945 وبحلول عام 1939 هاجر من ألمانيا حوالي 400000 من اليهود و480000 من النمسا وتشيكوسلوفاكيا أيضاً.‏

ويورد المؤرخون أن عدد اليهود الاجمالي في العالم سنة 1938 كان 16 مليوناً ونصف وأصبح عددهم بعد 10 سنوات 18 مليوناً ونصف فإذا سلّم جدلاً بأن 6 ملايين يهودي قضوا في المحرقة فإنه من المستحيل أن يتكاثر العشرة ملايين المتبقون بهذا الشكل الضخم الذي ينافي قوانين الاحصاء والنمو البشري ليصبح الـ10 ملايين يهودي /18/ مليوناً بعد عشر سنوات.‏

2- عدم وجود وثيقة رسمية واحدة تذكر تفاصيل عملية الهولوكوست كما روتها الصهيونية.‏

2- إن التضخيم الاعلامي لمعسكرات الاعتقال المكثف ومعسكرات الموت لا أساس له من الصحة، فتلك المعسكرات كانت وحدات انتاجية ضخمة لدعم آليات الحرب وأن ما سمي بـ«مستودعات الغاز» التي كان يوضع فيها اليهود بالآلاف لتسميمهم لا أساس له من الصحة بل كانت هناك غرف صغيرة لغرض انتاج مبيدات الحشرات والآفات الزراعية. وكانت هناك بعض المحارق لغرض حرق جثث الموتى الذين قضوا من داء التيفوئيد نتيجة نقص الخدمات الطبية.‏

4- كثير من الصور التي عرضت على العالم وفي محاكم «نورمبرغ» مأخوذة من الأرشيف الألماني نفسه، حيث إن الألمان حاولوا أن يظهروا مدى تفشي المجاعة ومرض التيفوئيد في ألمانيا أثناء الحرب وأن العديد من الصور التي قدمت على أنها إبادة جماعية لليهود هي في واقع الأمر صور من القصف العنيف جداً لطائرات دول الحلفاء على مدينة «دريسدن» الألمانية بين 13-15 شباط عام 1945، حيث ألقي حوالي 9000 طن من القنابل على تلك المدينة، وتم تدمير /24866/ منزلاً من أصل /28410/ منازل مع عدد كبير من المشافي والكنائس والمدارس والمصارف والفنادق.‏

وهكذا يتضح من خلال هذه النقاط وغيرها أن الصهيونية العالمية استخدمت بعض ما جرى لليهود في ألمانيا في العهد النازي كوسيلة لابتزاز الدول الأوروبية من جهة ولكسب عطف العالم لاقامة دولة لليهود في فلسطين، كما أنه من الواضح جداً أن هناك مبالغة كبيرة وغير معقولة بالأرقام التي نشرت حول ضحايا ما يسمى بالمحرقة وبالأساليب التي اتبعت فيها تجاه اليهود.‏

هذا وبالتوازي مع استمرار الأوساط الصهيونية والاسرائيلية بتضخيم واستغلال قضية المحرقة تعمل هذه الأوساط باتجاه استبدال «النكبة» بـ «المأساة»، حيث أعلن وزير التربية والتعليم الاسرائيلي «جودعون ساعر» مؤخراً عن أنه سيتم منع استخدام كلمة النكبة في مناهج التعليم على أن تستخدم بدلاً منها كلمة «مأساة»، معللاً ذلك بقوله: «بالإمكان القول بكل تأكيد إن «عرب اسرائيل» مروا بمأساة خلال الحرب من العام 1948 لكن لن يكون هناك استخدام لكلمة «نكبة» التي معناها مشابه لكلمة محرقة في هذا السياق. وجاء قول «ساعر» هذا استمراراً لبرنامج حزب الليكود الذي ينتمي إليه و الذي يقضي بفرض النشيد الاسرائيلي «هتيكفا» على طلاب المدارس بما فيها العربية في اسرائيل لإنشاده كل صباح.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية