تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أسرار الأرقام

أبجــــد هـــوز
الثلاثاء 26-1-2010م
فواز خيو

يقول بعض العلماء إن للأرقام أسرارها، وللحروف اسرارها، ولكل حرف سره ورقمه، ومنه فإن اسم الانسان غالباً ما يحدد الكثير من ملامح شخصيته وحياته ومستقبله.

الحكومة درست علم الارقام، وأسرارها، فوجدت فيه الجاذبية ولكنها لم تستطع حل الالغاز وراء هذه الأرقام وكل اعتقادها أنها برعت في التبصير. ربما لاعتقادها أنها وحدها تعرف لغة الارقام.‏

صار عادياً أن تستمع لأي مسؤول يلقي خطابا أو بياناً وتجد نصف حديثه او اكثر عبارة عن أرقام. لدرجة أنك إذا صادفت مسؤولاً وسألته عن صحته فإنه يقول لك إن صحتي حسب الخطة الخمسية قد بلغت عشرة الاف،وليس مهماً التكملة. المهم أعطاك رقماً سوف تدوخ به ليتركك تقول:‏

( الزلمي بيفهم وعارف إنجازاته).‏

أما إذا كنت أنت بتفهم ستفهم بالتأكيد ماذا يعمل.‏

الارقام وجدت للوصول الى النتيجة الصحيحة والمبدعة وللإقناع وليس للتضليل.‏

ذات سنة التقينا في الجريدة مع وزير التربية آنذاك و حديثه كان يعج بالارقام، من ارقام الخريجين الى تضاعف عدد الطلاب ، وكأن زيادات الإنجاب من انجازات وزارته فتحدث بانفعال شديد وقتها، من جملة ما قلته له: أنتم تبنون مدرسة أو معهد بعشرات الملايين، وشراء مدفأة يحتاج، توقيع وزير وتخرّجون الألاف من طلاب المعاهد ولكن لا تقولون ماذا تفعلون بهم بعد التخرج. أنتم بنيتم جدراناً ولم تبنوا التعليم، مع يقيني أن مناهج التعليم عندنا وخاصة الجامعية تعتبر من أهم المناهج في العالم لكن الأليات السيئة والعقليات الصدئة تبطل مفعول كل هذا طبعاً .كان سعادته مستاء وغضوباً من سعادتي.‏

مناسبة هذه الثرثرة التي أتحفكم بها هي ما ورد في عرض الحكومة أنها أنفقت في الخطة الخمسية الاخيرة132 مليار ليرة على قطاع التعليم ولم يتحسن. كل سنة 27 مليار ليرة أين ذهب هذا المبلغ؟ وكيف إذا كانت بعض المدارس ما زالت مستأجرة وتخلو من أبسط وسائل الايضاح؟ والناس تستدين من أجل دروس الخصوصي بسبب رداءة وضع أبنائهم.‏

صرخ الأب بابنه موبخاً: حين كان نابليون بسنك كان الأول بالصف.‏

الابن: وحين كان نابليون بسنك فتح أوروبا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية