|
|
مراسلون وتشير الأرقام والمعلومات المتوفرة إلى أن دائرة زراعة التبغ بالمحافظة قدرت الإنتاج للموسم 2009 بنحو 800 طن هي إنتاج نحو 350 هكتاراً كانت مزروعة بالتبغ من أصل الخطة المقررة وهي 804 هكتارات، حيث كانت نسبة تنفيذ الخطة 44٪ فقط!! ولكن الشيء الذي حصل وهو شراء مؤسسة التبغ نحو 622 طناً وهي كامل الكمية المنتجة في المحافظة، وهذا الرقم يضع أكثر من إشارة استفهام حول مصير زراعة التبغ في درعا. فالمتابع لواقع هذه الزراعة بالمحافظة يلاحظ بشكل واضح التراجع المتلاحق بالمساحة المزروعة وكميات الإنتاج، ففي الثمانينات من القرن الماضي كان إنتاج درعا من التبغ يزيد عن ال 6 ملايين كغ، أي ستة آلاف طن والآن أصبح نحو 600 طن فقط. فهذا التراجع الكبير له عدة أسباب كما ذكرها لنا بعض المزارعين بالمحافظة. المزارع محمد العلي أكد أن قلة مياه الري وخروج مساحات كبيرة من الأراضي من الخطة المروية أدى إلى تراجع هذه الزراعة إضافة إلى ارتفاع أسعار أجور الأراضي المروية بشكل ملفت ومرهق للفلاح الذي كان سابقاً يزرع عشرات الدونمات أصبح الآن يزرع مساحات قليلة لضعف رأسماله وبحثه عن زراعة أخرى بديلة تدر عليه أرباحاً سريعة مثل الباذنجان والفليفلة وغيرهما. المزارع ماجد كيوان أشار إلى مسألة ارتفاع تكاليف زراعة التبغ وذلك بعد ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية والمحروقات وأجور الأيدي العاملة وأسعار البذور المحسنة والأسمدة وغيرها وهذه الأشياء كانت من الأسباب الرئيسية لتراجع الزراعة وتدني الإنتاجية. أما الظرف الطارئ الذي حصل في الموسم الحالي وهو كما أفادت مصادر التبغ أن الأمطار التي هطلت في تشرين الأول الماضي، أدت إلى تعفن عدة أطنان من التبغ في المناشر 16 طناً قبل خزنها في المستودعات الخاصة بالمزارعين وهذا الأمر أدى إلى خسارة بعض الفلاحين، حيث يقدر سعر الطن من التبغ الجاف نوع برلي بنحو 85 ألف ليرة سورية. يشار أن مؤسسة التبغ رفعت أسعار شراء التبغ الجاف من المزارعين في الموسم الحالي وذلك لتحسين الزراعة وتشجيع الفلاحين مجدداً عليها حيث أصبح سعر الكيلو غرام الجاف برلي 87 ل.س للنوع الممتاز و 68 ل.س للجيد و35 للوسط ورغم جرعات الانعاش التي تعطيها المؤسسة العامة للتبغ للفلاحين من خلال تحسين الأسعار ولكن المعوقات الأخرى تبقى هي المعرقل الأساسي لتنفيذ الخطة وأهمها قلة مياه الري وارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية المختلفة وغلاء أجور الأراضي المروية. |
|
