تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صناع المبيدات يتهمون الزراعة بحرمانهم من المنافسة والانتاج.. والزراعة ترد : الإنسان والبيئة فوق اعتبارات الربح

دمشق
اقتصاديات
الثلاثاء 26-1-2010
معد عيسى

ظهر خلال العشر سنوات الاخيرة قطاع صناعي جديد يعمل في صناعة المبيدات يعتمد على استيراد المواد الاولية ويتم التصنيع محليا

ووصل عدد المعامل حتى الان 15 معملا وكان مصدر المادة الاولية لهذه الصناعة مصر رغم انها كما اكد بعض المصنعين لم تحقق المواصفة بعد ذلك يتم اعتماد مصادر هندية واخيرا اعتماد معمل وطني ادعى انه يصنع المادة الاولية الفعالة والمستحضرات الى ان تم اكتشاف تلاعب كبير في هذا المعمل وتم ايقافه لتجد هذه المعامل نفسها دون مصدر للمادة الفعالة.‏‏

غير قادرين على المنافسة‏‏

عدد من اصحاب هذه المعامل خاطب غرفة الصناعة التي بدورها خاطبت رئاسة الحكومة لعرض الواقع مؤكدين في مذكرتهم انهم كقطاع زراعي صناعي لم يعودوا قادرين على انتاج اي من انواع المبيدات الزراعية ولا على منافسة المبيدات المستوردة للسوق المحلية ولا الاسواق الخارجية وذلك لما يطبق عليهم من اجراءات وزارة الزراعة من التقييد في تحديد مصادر المواد الاولية الداخلة في صناعة المبيدات من شركات حصرية بناء على تسجيلها لمنتجات نهائية وهذه الشركات تقوم بحرمانهم من المواد الاولية لتحافظ على اسعار مبيداتها في السوق السورية او تعرض المواد الاولية باسعار عالية جدا مما يمنعهم من المنافسة وتابع الصناعيون في مذكرتهم : يقوم نظام التسجيل والاستيراد في وزارة الزراعة على مراقبة الشركات الاجنبية المسجلة بناء على جودة المنتجات النهائية من المبيدات وشهادات تحليل لموادها الفعالة الاولية الداخلة في تركيبها طبقا للمواصفات العالمية وهذه الشركات بدورها تقوم بتأمين المواد الاولية اللازمة لانتاج مبيداتها من مصادر مختلفة في العالم ولها حرية شراء اي مواد مناسبة لها دون ان تتدخل الجهات المعنية بهذا الامر وبما يلبي جودة المواصفة و السعر المناسب للمنتج النهائي لتسويقه في بلدانها او تصديره واضاف الصناعيون: تحديد مصادر شراء المواد الاولية بناء على قرارات وزارة الزراعة التي تخص المبيدات الجاهزة ومعاملة كل من المنتج النهائي والمادة الاولية لصناعة هذا المنتج على حد سواء هو امر غير مطبق في اي من دول العالم لانه لا يحمي الصناعة المحلية ولا يعطيها حق المنافسة في بلدها ويربط عملية الانتاج المحلي المعتمد على استيراد المواد الاولية وبنفس قرارات استيراد المنتجات النهائية وهذا غير ممكن فجميع القطاعات الصناعية في سورية كما في كل انحاء العالم تعتمد على حرية اختيار المصادر الجيدة للمواد الاولية وهذا ما هو مطبق في سورية حتى في قطاع الاسمدة والادوية البشرية.‏‏

وبهذا الواقع حسب المصنعين تكون السوق المحلية مفتوحة امام المصنعين الخارجيين ومغلقة في وجه المصنعين المحليين.‏‏

نلتزم المواصفة والجودة‏‏

وطالب اصحاب هذه الصناعة ان يتم التعامل مع صناعتهم على اساس جودة المنتج النهائي باعتماد الرقابة على نوعية المواد الاولية الداخلية في صناعتها بغض ا لنظر عن مصدرها وتطبيق المواصفات العالمية عليها وذلك بتطبيق شهادات التحليل للمواد الاولية ايضا طالب هؤلاء بالسماح للمصنعين المحلين باستيراد المواد الاولية من الشركات المصنعة لها دون اخضاعها لشروط تسجيل منتجاتها في دول متقدمة.‏‏

الزراعة :‏‏

شروطنا واضحة‏‏

وزارة الزراعة اكدت ان دورها يقوم على ان تكون صناعة المبيدات اكثر امانا للبيئة واقل ضرراً لصحة الانسان والحيوان اضافة لجودتها وقال الدكتور عبد الحكيم محمد مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة للثورة: على العكس فنحن قللنا من الشروط حيث كانت سابقا تشترط تسجيل المبيد في ثلاث دول متقدمة ثم عدلت الى دولتين ثم عدلت الى دولة واحدة لفتح المجال لعدد اكبر من الشركات في تسجيل مبيداتها وتوسيع باب المنافسة وزيادة مصادر المواد الفعالة امام الشركات المحلية مع الاخذ بعين الاعتبار المعطيات العالمية والمواصفات الدولية لدى منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة fao ومنظمة الصحة العالمية who ومدونة السلوك الدولية الخاصة بالمبيدات والصادرة عنها وبما يتوافق مع امكانات القطر والدولة المتقدمة تقوم بكافة الاختبارات على المبيدات قبل السماح بتسجيلها واستخدامها في بلدانها والتي تأخذ عشرات السنين وبالتالي تكون هذه المبيدات اكثر امانا.‏‏

وهذه القرارات تنطبق على المنتجين المحليين في استيراد مبيداتهم في الشركات واستثني هؤلاء المنتجون من شرط تصنيع المادة الفعالة ومن تسجيل المبيدات المنتجة من قبلهم في دولة متقدمة كونهم يقومون بتصنيع مبيدات مماثلة لمبيدات مسجلة ومتداولة في القطر لشركات اجنبية وهذا دعما للصناعة المحلية كما لم تمنع قراراتنا المنشآت المحلية من تصدير مبيداتهم الى دول اخرى شرط ان تكون هذه المبيدات من المبيدات المستخدمة في القطر وذلك حفاظا على جودة المنتج المحلي.‏‏

لا نمانع إعفاء المواد الاولية‏‏

للصناعة التصديرية‏‏

وردا على سؤال حول ادخال وتسجيل مبيدات الشركات الاجنبية قال : الشركات الاجنبية التي تريد تسجيل وادخال مبيداتها لاول مرة تخضع لتقييم لجنة علمية من وزارة الزراعة تقوم بزيارة معامل الشركة للاطلاع على مدى مطابقتها للشروط ليتم اعتماد المبيد وتسجيله ولذلك نطلب عدداً من الوثائق.‏‏

وماذا عن طلب الصناعيين اعفاءهم من المواد الاولية للتصدير قال محمد : عمليات تصنيع المبيدات تتم داخل المنشآت المعدة لذلك وهناك صعوبة في ماهية فصل المواد المخصصة للتصدير عن المواد المطابقة للمواصفات والتي تستخدم لتصنيع المبيدات المسجلة والمستخدمة محليا بالاضافة لتلويث البيئة السورية في تصنيع مبيدات تصديرية.‏‏

اما فيما يخص الاعفاء نحن لا نرى مانعا من ذلك شريطة ان يتم التصنيع في المنطقة الحرة وفق التعليمات مع اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة للحيلولة دون استخدامها داخليا.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية