تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هالة زرزور.. انطباع وحوار

ثقافة
الثلاثاء 26-1-2010
علاء الدين محمد

لا أخفي عليكم بحكم عملي مدرسة للتربية الفنية أن طلابي وطالباتي مبهورون بكل ما هو غريب من ألعاب إلكترونية وشخصيات كرتونية وتقنيات براقة مبتعدين عن تراثهم وتاريخهم

وشخصيات أجدادهم التي رسمت بفكرها ملامح الطريق لعالم الغرب الذي كان يعيش في الماضي حالة من التقوقع والجهل، في ثقافي أبو رمانة قدمت الفنانة التشكيلية هالة زرزور مجموعة من اللوحات الفنية المستوحاة من بيئة بلدتها دير عطية ومن تراثنا العربي، فأعمالها تمتاز بالعفوية المفعمة بالأصالة إذ يشكل تراث الآباء والأجداد مصدر إلهام- لصياغة لوحاتها الفنية فلكل لوحة حكاية تنبض بالماضي وتحاكي الواقع ولهذا استخدمت الخيل في معظم أعمالها، فالملاحظ أن الخيل أدى دوراً غاية في الأهمية في بعض الأعمال حيث مزق العلم الإسرائيلي دلالة على رفض الاحتلال الصهيوني للجولان العربي السوري والأراضي العربية، وفي بعض اللوحات نشاهد الحصان العربي يرنو إلى قبة الصخرة في القدس الشريف دلالة لحق الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم المحتلة وجسدت الفنانة لوحة تضم حصاناً على شكل خريطة سورية رمز المقاومة وحاضنتها.‏

حول المعرض كانت لنا هذه الوقفة:‏

-يلاحظ أن اللوحة تكتنف الجامع الأموي والحصان العربي ما الهدف من ذلك؟‏

-- عندما استخدمت الخيل الرمز في أعمالي قصدت أن أذكر أبناء هذه الأمة بتاريخهم وتراثهم وأصالتهم والجامع الأموي هو رمز للإشعاع المعرفي الذي حمل للإنسانية مشاعل الخير والعلم والنور.‏

- أنت فنانة تنتمين إلى جيل الحداثة من أين استقيت مفرداتك؟‏

-- شكلت حكايات جدتي ووالدتي كنزاً من المعلومات القيمة وشكل التراكم البصري لدي من متحف مدينتي الجميلة دير عطية الغني والفريد والمتميز بمحتوياته الشاملة الذي يشكل توثيقاً لتاريخ طويل، كذلك بيئتي في منطقة القلمون كل ذلك جعلني أعيش سعادة ونشوة لاتدرك، مستمدة ذلك من خبز التنور وموسيقا وقع حوافر الخيل وأصوات الجيران يتعازمون على موائد الإفطار والنسوة راجعات مبتسمات من عين الماء بعد ملء الجرار، وحنان الجدات على الأحفاد، وأشياء كثيرة لا يمكن حصرها، وإن حرصك على من تحب يدفعك أن تعمل أقصى ما تستطيع.‏

- الفنان صاحب رسالة، ما رسالتك في الحياة؟‏

-- أدعو ربي أن يعينني على حملها، وأن أقدر على نقل كل ما أكتنزه من خبرة وأمتلكه من معرفة وتقنية إلى الأجيال الصاعدة.‏

- يهرب الكثيرون منا إلى الأمام يسابقون عجلة الزمن وأنت تتشبثين بالماضي ماذا عن ذلك؟‏

-- لكل إنسان دوره في هذا المجتمع وعليه مسؤولية تجاه مجتمعه وأمته وحيث إنني أنتمي إلى أمة تزخر بتراثها وأمجادها العريقة وحضارتها الموغلة في القدم فإنني أجد في تراث هذه الأمة صفحات مشرقة وإنجازات وشواهد خالدة، نحن أمة ذات ماض فلا نستطيع أن ننسى أصالتنا لذلك تجد لوحاتي زاخرة بمفردات التراث والحضارة لتدرك الأجيال القادمة أن عليها المحافظة على هذا الكنز والتمسك به.‏

- لمن ترسمين وتوجهين أعمالك؟‏

-- أرسم للجميع للصغار قبل الكبار ولكل من يتذوق هذا الفن العريق فكل عمل جزء من ذاتي.‏

- ماذا عن تسويق اللوحة؟‏

-- لدي مقتنيات في عدد من الدول العربية، الكويت، قطر، السعودية والمغرب والإمارات، لبنان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية